عبد العزيز أبو القرايا
وُلد عبد العزيز محمد أبو القرايا في قرية بيت دراس المهجَّرة قضاء غزة المحتل في الأول من شهر حزيران/ يونيو عام 1945، وهو متزوج وله ستة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرسة الشجاعية الإعدادية للذكور، ودرس المرحلة الثانوية العامة في مدرسة فلسطين الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1964، ونال درجة الدبلوم في إدارة المؤسسات الأهلية من جامعة بيرزيت عام 1999. عمل موظَّفا في جمعية الهلال الأحمر في قطاع غزة بين عامي (1989-2018)، وكان مساعدا إداريا لرئيس الجمعية ثم مديرا إداريا ومديرا تنفيذيا ثمَّ أصبح المدير العام للجمعية بين عامي (2003-2018)، وعمل مستشارا لمجلس إدارة الجمعية بين عامي (2018-2019).
انتمى أبو القرايا لطلائع المقاومة الشعبية الجناح العسكري لحركة القوميين العربي، ثمَّ أصبح عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967، ونشط في تخطيط وتنفيذ فعالياتها الوطنية، وكان أحد كوادرها في سجون الاحتلال، وانتخب عضوا في مؤتمرها الوطني، وفي لجنتها المركزية بين عامي (1993-2013)، كما نشط داخل المؤسسات الأهلية التابعة للجبهة الشعبية، وكان أحد مؤسسي مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان ورئيسا لمجلس إدارتها بين عامي (1989-2000)، وأمينا لصندوقها بين عامي (2013-2015)، وعضوا في مجلس إدارة اتحاد لجان العمل الصحي بين عامي (1990-2000)، ورئيسا لشبكة المنظمات الأهلية بين عامي (2000-2006)، وعضوا في هيئة العمل الوطني الفلسطيني بين عامي (2000-2006).
صدر له كتاب جمعية الهلال الأحمر 50 عاما من العمل والتحدي والعطاء (2019).
يتبنى أبو القرايا الفكر الماركسي اللينيني. ويرى بأن اتفاق أوسلو سيء، ولم يُلبِ الحد الأدنى من احتياجات الشعب الفلسطيني، ولم يمنحه حق تقرير المصير، ولا تحقيق هدفه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كما أنَّ الاتفاق ألحق الأضرار، وأورث النتائج الكارثية، وجر الشعب الفلسطيني إلى انقسام داخلي وجغرافي، وتوسع الاستيطان الإسرائيلي بشكل سريع جدا.
يعتقد أبو القرايا بأنّ العلاقات الوطنية الحالية بين الفصائل سيئة جدا، وهي محدودة ومحكومة بالحدود التي لا تستفز أو تتعارض مع رغبات السلطة الحاكمة، والواقع الفلسطيني منقسم على ذاته بشكل عام سياسيا وجغرافيا، وهذا يساهم، برأيه، في تراجع النضال الوطني، ويساعد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني، ويؤكد على مشروعية كافة أشكال المقاومة المتاحة، وأنّ الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يستطيع الفلسطينيون طرده بلا مقاومة، ويعتقد أن الشراكة في السلطة أو المنظمة صعبة، خصوصا وأن رئيس السلطة هو رئيس المنظمة وقد عزز ذلك دور السلطة على حساب دور المنظمة، التي هي بالأساس الجامعة والفاصلة في شؤون الفصائل والعمل الوطني.
يرى أن القضية الفلسطينية تعاني من مشاكل كثيرة وأساسها الانقسام الفلسطيني الداخلي، والعدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ويؤمن بأنَّ الشعب الفلسطيني سيتجاوز هذه الحالة الصعبة والمريرة ويحقق أهدافه وحقوقه المشروعة، خصوصا وأنَّه شعب واع ومكافح، وسيتسلم زمام الأمور وسيفرض نفسه على جميع الجهات التي تتحكم في مصيره، وسيُوجِد قيادة للعمل الوطني تحظى بثقته وتعمل وفق خطته وأهدافه في الحرية والاستقلال، والمسألة ليست سوى مسألة وقت، ويعتقد بأنّ الحل المرحلي المتمثل في حل الدولتين، الذي يكفل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها هو حل مناسب في الوقت الحالي ويلبي طموحات وأهداف الشعب الفلسطيني. يصف النظام السياسي الفلسطيني الحالي بأنَّه أقرب إلى الدكتاتورية، أمَّا الحالة العربية فيصفها بالتردي والضعف تاريخيا، وهي محكومة بالإرادتين الأمريكية والأوروبية، ولكنه يؤمن بأن الجماهير العربية ستنتصر في نهاية المطاف على حكوماتها الرجعية، وستعزز مساندتها لمقاومة الشعب الفلسطيني بدل التخاذل والتطبيع مع “إسرائيل” الجاري حاليا من بعض الأنظمة العربية.
عانى أبو القرايا من الاحتلال؛ إذ لاحقه وأصابه عام 1969، ثمَّ اعتقله وحكمت عليه محاكمه بالسجن لمدة 20 عاما، وبقي أسيرا حتى أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى أجرتها الجبهة الشعبية- القيادة العامة مع سلطات الاحتلال عام 1985، واعتقله أيضا أثناء الانتفاضة الأولى عام 1988، وتعرض لتحقيق قاس، وحول للاعتقال الإداري لعام كامل، ومنعه من مغادرة قطاع غزة عدة مرات.