خالد ذويب
ولد خالد خليل محمود ذويب في بلدة زعترة في محافظة بيت لحم في الثالث من أيلول/ سبتمبر عام 1965، وهو متزوج وله ولدان وثلاث بنات. درس في مدارس بيت لحم، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1986، ونال درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة الخليل عام 1994، ودرجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من الجامعة ذاتها عام 2010. عمل مدرِّسا في مدارس بيت لحم منذ عام 1995، ثم عُيِّن موظفا إداريا في مديرية التربية والتعليم في بيت لحم.
انتمى لجماعة الإخوان المسلمين عام 1986، وشارك في نشاطاتها الدعوية والاجتماعية والفكرية والسياسية، وكان من قادة الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل، ونشط داخلها في الجانبين الثقافي والفني، والتحق بحركة حماس فور تأسيسها، وشارك في نشاطاتها الوطنية وفعالياتها الميدانية ضد الاحتلال، ونشط في العمل النقابي المطلبي للمعلمين، وكان أحد قادة لجان التنسيق للمعلمين في محافظة بيت لحم في النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين، وعلى رأس الكتلة الإسلامية للمعلمين في محافظة بيت لحم، وعضو اللجنة المطلبية الموحدة للمعلمين الفلسطينيين عام 2000، ومن مؤسسي جمعية نقابة المعلمين الفلسطينيين، وكان من وجهاء بلدة زعترة ووجهاء محافظة بيت لحم.
تبنى ذويب الفكر الإسلامي، وآمن بأن فلسطين من بحرها إلى نهرها أرض وقف إسلامي، ودعا إلى العمل المشترك مع جميع الفصائل والتيارات الفكرية والسياسية على قاعدة نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه.
اعتبر اتفاق أوسلو انتكاسة في تاريخ الشعب الفلسطيني، لأنه قدَّم تنازلا عن الكثير من الثوابت، وهو اتفاق باطل وولد مشلولا، ولا يمكن له أن يوصل الفلسطينيين إلى أي حل عادل، ووصف الانقسام بأنَّه محطة مؤلمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وهناك نهجان في فلسطين لن يلتقيا، وهما نهج المقاومة ونهج المفاوضات، والفلسطينيون هم الطرف الأضعف مع الاحتلال، ولا يمكن لضعيف أن يفرض شروطه على القوي عبر التفاوض، وآمن أن من حق الشعب الفلسطيني استخدام كافة الوسائل للتخلص من الاحتلال ونيل الحقوق بما فيها المقاومة المسلحة، واعتبر أن إزعاج المحتل هو واجب وطني على كل فلسطيني.
ورفض ذويب مشاركة الفصائل في السلطة الفلسطينية، خصوصا وأنَّها سلطة تحت الاحتلال، وضعيفة، وأهدافها غير واضحة، ولا تستطيع الوصول لأهداف الشعب الفلسطيني دون إحداث تغيير في نهجها، وأيَّد انضمام الفصائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، لأنها تمثل مظلة لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج. ورأى ذويب أن حركة التحرر الوطني حركة مستمرة كأمواج البحر بهباتها المتكررة منذ وعد بلفور حتى نيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه، أمَّا الوحدة الوطنية فهي مطلب للشعب الفلسطيني، ويمكن استعادتها من خلال وضع برنامج وطني شامل تسير عليه جميع الفصائل، وحذَّر من رفع التناقض بين الفصائل من تناقض ثانوي إلى تناقض استراتيجي لأن ذلك سيعمق الانقسام والتشتت. ووصف ذويب العلاقة مع الاحتلال بأنها صراع مستمر على قاعدة إمَّا نحن أو هم، ولا يمكن لفصيل فلسطيني أن يعترف بها أو يتخلى عن أرض فلسطين، أمَّا حق العودة فهو حق أقرته الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، وهو قرار واضح، لكنَّه لا ينفذ إلا بالقوة.
رأى أن الربيع العربي بدأ بأهداف نبيلة تقوم على تمكين الشعوب العربية من العيش بحرية وكرامة إلا أن بعض الدول الكبرى واللاعبين الإقليميين استطاعوا إدخال عناصر مفسدة لهذه الثورات، وحرفوها عن أهدافها الحقيقية.
عانى ذويب في مسيرة حياته؛ فقد أعاق اعتقاله المتكرر لدى الاحتلال تعليمه الجامعي، حيث تعرض للاعتقال عام 1988 لمدة عام ونصف، ثم أعيد اعتقاله عام 1990 حتى عام 1992، وأبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان أواخر عام 1992، واعتقلته أجهزة أمن السلطة عدة مرات منذ تسعينيات القرن العشرين. توفي في الثالث عشر من أيار/ مايو عام 2022.