جاسر البرغوثي

وُلد جاسر إسماعيل البرغوثي في بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة في الثامن والعشرين من شهر حزيران / يونيو عام 1973، وهو متزوج وله خمسة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرسة كوبر الأساسية، والمرحلة الثانوية في مدرستي الأمير حسن والكلية العصرية، وحصل على الثانوية العامة في سجون الاحتلال عام 2003، والتحق بجامعة تل أبيب المفتوحة داخل سجون الاحتلال، ونال درجة الدبلوم في إدارة الأعمال من كلية القدس الجامعية عام 2016، ودرجة البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية الأمة عام 2020.

انتمى البرغوثي لحركة حماس عام 1989، وكان مسؤول السواعد الرامية في رام الله في الانتفاضة الأولى، وهي الذراع الشبابي الضارب لحركة حماس، وشارك في محاولة قتل مستوطن، وأسس خلية كوبر المسلحة بالتعاون مع مراد البرغوثي عام 2001، حيث حصل على السلاح من عمر البرغوثي “أبو عاصف”، وعلى الدعم المالي من مجد البرغوثي، ثم التحق بكتائب القسام تحت إمرة سيد الشيخ قاسم، وأصبح أحد مسؤولي الكتائب في محافظة رام الله والبيرة، وأشرف علي خلية كوبر وخليتي سلواد والمزرعة الشرقية، بالإضافة إلى ثلاث خلايا فرعية للرصد والدعم اللوجستي، وقد عُرفت جميع هذه المجموعات بـ” خلية الشهيدين عادل وعماد عوض الله”ـ ونفذت هذه الخلايا والمجموعات ست عشر عملية مسلحة في أكثر من موقع داخل محافظة رام الله والبيرة، استهدفت فيها جنود جيش الاحتلال وحواجزه العسكرية، وسيارات المستوطنين على الشوارع الالتفافية، ومن هذه العمليات عملية حاجز دورا القرع في الثاني من تشرين الثاني عام 2001، وعملية حاجز سردا في الخامس عشر من شباط / فبراير عام 2002، ومن أبرز عملياتها أيضا عملية عين يبرود الشهيرة التي وقعت في التاسع عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 2003، وأسفرت عـن مقتل ثلاثة جنـود، وإصابـة الرابع إصابـة خطيـرة أدت إلـى شـلله، واغتنام ثلاث بنـادق مـن جـنـود الاحتلال.

 أصبح البرغوثي أحد كوادر حركة حماس داخل سجون الاحتلال، وقد استلم عددا من المهمات القيادية داخل السجون، وبعد الإفراج عنه من الأَسَر استلم مسؤولية دائرة العلاقات الوطنية في الضفة الغربية في حركة حماس، كما أنَّه نَشِط على مستوى الجمعيات، فأصبح مسؤولا عن جمعية وفاء الأحرار للأسرى المحررين، وجمعية جسور الأمل لتأهيل المعاقين، وهو عضو مجلس أمناء مؤسسة الشيخ أحمد ياسين الدولية.

يتبنى البرغوثي الفكر الإسلامي، ويرى أن اتفاق أوسلو يعَبِّر عن مسار الاستسلام، ولم يحصد منه الفلسطينيون سوى ضعف المقاومة، وتوتر العلاقات الوطنية، وحدوث الانقسام بين حركتي حماس وفتح، وصناعة قيادات فلسطينية منتفعة تشرعن الاحتلال، وتدافع عن منافعها الشخصية على حساب الشعب، ويؤكد على وجود عمل جاد من حماس للمشاركة في كل المؤسسات الوطنية لحماية وخدمة الشعب الفلسطيني، وإصلاح المنظمة وأن لا تبقى حكرا لتنظيم معين، ويأمل أن تعود المنظمة لتكون الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وأن يكون هناك شراكة حقيقية على قاعدة “شركاء في الدم وشركاء في القرار”.

يؤمن بهدف تحرير فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، ولا مجال لديه للمساومة أو المناقشة في ذلك، خصوصا وأن هذا الهدف جزء من العقيدة، وأمانة في أعناق المقاومة، ولا يحق لأي شعب بالعالم منازعة الفلسطيني على فلسطين، كما أنَّ رجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها هو الحل الوحيد، بالإضافة إلى تعويضهم عن كافة حقوقهم المسلوبة، ومن غير المقبول الموافقة على الحلول الجزئية. يرى أن الشعب الفلسطيني له الحق الكامل بكافة أنواع المقاومة، ولا يوجد خيار ينفي الآخر، ولكن على مر التاريخ لا يخرج المحتل إلا بالكفاح المسلح، ويرى أيضا أن المستقبل للقضية الفلسطينية، وهناك وقائع وشواهد تدفع للتفاؤل، مثل معركة سيف القدس عام 2021، بالإضافة إلى التخبط الداخلي الذي يعيشه النظام السياسي لدولة الاحتلال.

يعتقد أن العلاقات الوطنية الحالية في قطاع غزة متقدمة، والقرارات مشتركة بين جميع الفصائل، وهناك غرفة مشتركة للأجنحة العسكرية التابعة للفصائل، ويرى أنّ النظام الفلسطيني الحالي نظام دكتاتوري، وبعض الأنظمة العربية مطبِّعة، ووقَّعت اتفاقيات أمنية واقتصادية مع الاحتلال، في المقابل هنالك الشعوب العربية التي تؤيد المقاومة، وتمدها معنويا وماديا.

عانى البرغوثي من الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث اعتقله أكثر من مرة منذ عام 1993، واعتقله عام 2003، وحكمت عليه محاكم الاحتلال بالسجن تسع مؤبدات، وتم الإفراج عنه إلى قطاع غزة في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وهو ممنوع من السفر منذ سنوات طويلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى