محمد الجماصي
وُلد محمد داود الجماصي في مدينة غزة وسط قطاع غزة في الخامس من شهر تشرين أول/ أكتوبر عام 1967، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية المُحرقة قضاء غزة المحتل، وهو متزوج وله ستة أبناء. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الإمام الشافعي الابتدائية والزيتون الإعدادية، ودرس المرحلة الثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية للبنين، وحصل منها على الثانوية العامة عام 1985، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة الإسلامية في غزة عام 1999، ودرجة الماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية من أكاديمية السياسة والإدارة في غزة عام 2016. عمل مهندسا في شركة أوباشي اليابانية في النصف الأول من عام 1999، ومهندسا في شركة الفجر الجديد في النصف الثاني من العام ذاته، ومهندسا في شركة سقا وخضري، وكان مسؤولا عن مباني محطة الكهرباء بين عامي (2000-2001)، ثمَّ عمل مجددا مع شركة الفجر الجديد لمدة ستة شهور عام 2001، وانتقل في العام نفسه للعمل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وبقي فيها حتى عام 2017.
انتمى الجماصي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين عام 1985، وشارك في نشاطاتها، وكان عضوا في جهاز الأمن في الجماعة عام 1986، وانتمى لحركة حماس فور تأسيسها، وشارك في فعالياتها الوطنية، وكان مسؤول مدينة غزة في حركة حماس (باستثناء منطقتي الشجاعية والدرج) عام 1988، ومراسل جهاز المجاهدون الفلسطينيون وهو الجهاز العسكري التابع للحركة في قطاع غزة عام 1988، ومسؤول منطقة جنوب غزة عام 1994، ورئيس الكتلة الإسلامية في قطاع غزة عام 1994، ونائب رئيس الهيئة الإدارية لمنطقة جنوب غزة عام 1995، ومسؤول منطقة الصبرة، ومسؤول الأمن في منطقة جنوب غزة بين عامي (2001-2005)، وعضو هيئة إدارية كبرى بين عامي (2005-2008)، ورئيس الهيئة الإدارية الكبرى لمنطقة جنوب غزة بين عامي (2008-2010)، وعضو القيادة السياسية للحركة بين عامي (2010-2012)، ورئيس الهيئة الإدارية لمنطقة جنوب غزة بين عامي (2012-2017)، وعضو القيادة السياسية للحركة في القطاع، ومسؤول الملف القانوني وملف اللاجئين وملف القدس في الحركة بين عامي (2017-2021)، ورئيس الهيئة الإدارية لمنطقة جنوب غزة منذ عام 2021.
نشط الجماصي على الصعيدين المؤسسي والنقابي؛ فكان رئيسا لجمعية غيث للإغاثة والتنمية بين عامي (2009-2020)، ورئيسا للمركز الدولي للدراسات القانونية بين عامي (2017-2021)، وعضوا في نقابة المهندسين، وعضوا في لجنة التحكيم والمنازعات داخل النقابة.
يؤمن الجماصي بحل التحرير الشامل لفلسطين التاريخية، ورجوع اللاجئين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها، ويرى أنّ اتفاق أوسلو محطَّة خطيرة في تاريخ القضية الفلسطينية، ونتائجه كارثية، وقد ضيَّع حقوق الشعب الفلسطيني، وأوصل بعض الفصائل الفلسطينية لتعمل مرتزقة عند الاحتلال، ويعتقد أن حركة حماس تقود الفصائل والمشروع الوطني المقاوم، وعلاقتها مع حركة فتح سيئة بسبب اختلاف مسار الفصيلين، بين مسار المقاومة ومسار التنسيق الأمني، ويؤكد بأن حركة حماس قامت بمحاولات للتقارب مع فتح، لكن الأخيرة ارتُهنت لموقف الاحتلال، ويرى أن النظام السياسي الفلسطيني نظام منقسم على نفسه، فيوجد في الضفة الغربية نظام دكتاتوري قمعي، أمَّا في قطاع غزة فهناك نظام حامي لمشروع المقاومة، ولا يقمع الحريات، ولا يقوم باعتقالات سياسية.
يقف مع كافة أنواع المقاومة المتاحة، ويعتبر أن المقاومة المسلحة الوحيدة الكفيلة بتحرير فلسطين، والمقاومة الشعبية ما هي إلا أداة من الأدوات التكتيكية ضد الاحتلال، وأن الاحتلال إلى زوال، ويعتقد بأنّه لا يوجد شراكة بين السلطة ومنظمة التحرير، وإنما تقوم السلطة باستدعاء المنظمة فقط لإنقاذها وتحصيل شيء من شرعيتها، وينادي بإعادة بناء المنظمة تحت قاعدة الثوابت الفلسطينية وخدمة الشعب الفلسطيني، ويرى أن الحالة العربية سلبية جدا، وهناك تسابق من الأنظمة العربية لإرضاء الاحتلال، ومحاولات لتسييد الاحتلال في المنطقة، ولكن كل هذه المشاريع ستسقط أمام الشعوب العربية الحرة التي لن تقبل بالاحتلال، وإرادة الشعوب دائما تنتصر، والشعب الفلسطيني باستلامه زمام الأمور لن يستطيع أن يقف أمامه أحد، فقوته وإيمانه بحقه ستكسر كل المؤامرات، بالإضافة إلى أنّ محور المقاومة والممانعة من حزب الله وسوريا وإيران سيقف ضد محور التطبيع.
عانى الجماصي في مسيرته النضالية؛ فقد اعتقله الاحتلال عام 1986، وعام 1988، وعام 1989، وحوَّله للتحقيق في سجن غزة المركزي لمدة ثلاثة شهور، وحكم عليه بأربع سنوات، ثمَّ اعتقله مجددا عام 1993، واعتقلته السلطة عام 1995، واختطفته حركة فتح عام 2007 لمدة أسبوع وأخضعته للتعذيب، وقصف الاحتلال منزله في حرب العصف المأكول عام 2014، ودفعته الأونروا إلى تقديم استقالته من عمله فيها، لأن قوانينها لا تسمح بتوظيف المنخرطين في الشأن السياسي.