هدى عليان
ولدت هدى خميس عليان في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية هريبا المهجَّرة قضاء غزة المحتل، في الثالث عشر من تموز/ يوليو عام 1958، وهي متزوجة ولها ابن وابنة. درست المرحلة الأساسية في مدرسة الشاطئ، والمرحلة الثانوية في مدرسة مصطفى حافظ الثانوية، وحصلت على الثانوية العامة عام 2003، والتحقت بقسم الصحافة والعلاقات العامة في جامعة الأزهر.
انخرطت في العمل الوطني الجماهيري خصوصا بين النساء، والتحقت بصفوف الجبهة الديمقراطية عام 1981، وكانت عضوا في قيادة منطقة غزة بين عامي (1983-1990)، وشاركت في فعاليات الانتفاضة الأولى، وانضمت إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني- فدا عام 1992 بعد انشقاقه عن الجبهة الديمقراطية، وتم انتخابها مسؤولة لاتحاد العمل النسوي داخل فدا عام 2000، وأصبحت عضوا في اللجنة المركزية لفدا عام 2007، ثم اختيرت عضوا في مكتبه السياسي بين عامي (2011-2019)، وعضوا في المجلس الوطني عام 2017، أمَّا مشاركاتها المؤسساتية خارج الحزب، فتمثَّلت في عضويتها في المجلس الإداري في لجنة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 2005، ورئاستها لجمعية العمل النسائي لتأمين المرأة والطفل منذ عام 2006.
أدارت مع مجموعة من النساء حملات ضغط على المجلس التشريعي لإقرار كوتا نسوية داخل المجلس عام 2006، وشاركت في تنسيق حملات نسائية لإنهاء الانقسام الفلسطيني عام 2011 بالشراكة مع مؤسسات نسوية واتحادات ومؤسسات حقوقية وأحزاب سياسية، واستمرت هذه الحملات حتى عام 2016، حين تم توقيع اتفاق الشاطئ.
تتبنى البرنامج الوطني السياسي الديمقراطي الاشتراكي، وتؤمن بالعدالة الاجتماعية والمساواة، ودحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ترفض اتفاق أوسلو لعدم تلبيته طموحات الشعب في إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وبرأيها، أنَّه سبَّب تراجع في الحركة النسوية والأحزاب السياسية، مما انعكس على سير العملية النضالية، وتراجع الفهم الوطني للنضال، وتعتقد أن الانقسام الفلسطيني وجع كبير، وسبب رئيس في تدمير كل مناحي الحياة بما فيها النظام السياسي الفلسطيني، وتدعو إلى تطوير وتجديد النظام السياسي بما يتناسب ويخدم الكل الفلسطيني، وتوحيد الجميع تحت مظلة منظمة التحرير بعد إصلاحها عبر الانتخابات الديمقراطية.
تؤمن بمقاومة الاحتلال بالوسائل الشعبية كونها الأنجع والأنجح في مقاومته، وهناك حاجة للمقاومة المسلحة في ظروف معينة يفرضها الاحتلال، وتتبنى حل الدولتين، مع عدم التنازل عن حق العودة الكامل للاجئين الفلسطينيين إلى أراضي فلسطين عام 1948. ترى أن قضية فلسطين ما زالت قضية دولية، وغزة هي قلب النضال الوطني، ولابد من التوجه لكل القوى الدولية من أجل الوقوف مع الشعب الفلسطيني وفضح ممارسات الاحتلال، وتدعو للعمل من أجل مقاطعة الدول العربية المُطبِّعة مع الاحتلال ومقاطعة منتجات الاحتلال، وتدعو أيضا إلى عقد مؤتمر دولي لإنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
عانت في مسيرة حياتها؛ إذ تم استدعاؤها من قبل المخابرات الإسرائيلية عام 1987، ومنعها من السفر لعدة مرات، واغتال الاحتلال شقيقتها وفاء أثناء الانتفاضة الأولى.