رجاء الحلبي
وُلدت رجاء عمر الحلبي في مدينة غزة وسط القطاع في التاسع من شهر حزيران/ يونيو عام 1963، لعائلة فلسطينية لاجئة تعود أصولها لمدينة بئر السبع المحتلة، وهي متزوجة ولها أربعة أبناء. درست المرحلة الأساسية في مدرستي غزة الابتدائية وغزة الإعدادية للبنات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، والمرحلة الثانوية في مدرسة الشجاعية الثانوية للبنات، وحصلت من الأخيرة على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1980، ونالت درجة البكالوريوس في الشريعة من كلية الدعوة وأصول الدين في الجامعة الإسلامية في غزة عام 1987. عملت مُدرِّسة للتربية الإسلامية في مدرسة عيلبون الثانوية للبنات بين عامي (1999-2006)، ثمَّ موظفةً في القسم الدعوي في وزارة الأوقاف منذ عام 2006.
نشطت الحلبي في صغرها في مساعدة الفدائيين، وكانت تنقل لهم الرسائل السرية، وتزودهم بملابس النساء للاختفاء، وتشارك في المسيرات والمظاهرات ضد الاحتلال، وقد تبنَّت الفكر اليساري، وأعجبت بالخط الكفاحي للجبهة الشعبية، لكنَّها تحولت إلى الفكر الإسلامي، حين التقت أحمد ياسين عام 1979، وطلبت منه تجنيدها في صفوف المناضلين ومنحها سلاحا، وقد انتمت وقتها لجماعة الإخوان المسلمين، وكانت ضمن أول خلية نسائية تنظيمية تابعة للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وشاركت في تأسيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في غزة، وترأست أول مجلس طالبات في الجامعة، وساهمت في إنشاء اللجنة الثقافية والإعلامية والدعوية لمجلس الطالبات، وشاركت في تأسيس نواة الحركة النسائية الإسلامية في قطاع غزة، وأصبحت مسؤولة العمل النسائي في جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة بين عامي (1981-1987)، وأسست مع أخريات جمعية الشابات المسلمات إحدى أهم الواجهات المؤسسية للعمل النسائي الإسلامي، وكانت عضوا في الدائرة السياسية لحركة حماس في قطاع غزة بين عامي (2017-2021)، ورئيسة المكتب الإداري للحركة النسائية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة لدورتين تنظيميتين متتاليتين بين عامي (2012-2021)، وعضوا في مجلس شورى حركة حماس في قطاع غزة، شاركت في وفود حركة حماس إلى الخارج وزارت عدة دول عربية واجتمعت مع قيادات رسمية وأهلية.
ترى الحلبي أنّ اتفاق أوسلو جريمة لا تغتفر، ومرفوض عقائديا ووطنيا واجتماعيا، لأنه تنازل عن 78% من أرض فلسطين، وأعطى الحق لمن لا حق له، وتؤيد جميع أشكال المقاومة، وتؤكد على أنّ المقاومة السلمية رديفة للعمل المسلح، وترى بأنَّ حماس التقت مع جميع الفصائل على قاعدة أن تحرير فلسطين لن يكون إلا بالسلاح، وأقامت معهم علاقات متينة ورصينة، ما عدا حركة فتح التي ما زالت متشبثة باتفاق أوسلو، وتعتقد بأنّه لا يوجد شراكة حقيقة مع المنظمة والسلطة، وأن سلوك حركة فتح داخل منظمة التحرير تاريخيا لم يكن مع المشاركة، وكانت لا تترك المجال لغيرها، وترفض وتحارب من يقوم بمخالفتها.
ترى الحلبي أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، والصراع مع المحتل هو صراع وجود لا حدود، وأن فلسطين ستعود لأصحابها، وتؤمن بحل التحرير الشامل لفلسطين التاريخية، وبحق اللاجئين الكامل في العودة إلى ديارهم التي هُجِّروا منها، وترفض حل الدولتين، ولكنها تقبل بالتحرير المرحلي، وتعتبره استراحة محارب، ويُستغل لمراكمة القوة لاستكمال طريق التحرير. ترى أن الحركة النسائية الإسلامية تركِّز على توعية الأجيال الصاعدة، وغرس القيم الوطنية فيها، وتقديم الفهم الصحيح للقضية الفلسطينية، أمَّا الحالة العربية فتؤثر سلبا على القضية الفلسطينية، خصوصا مع وجود التشرذم والهرولة للتطبيع، ولكنّ الأمل معقود على أصحاب الأرض، وعلى كل حر في العالمين العربي والإسلامي.
عانت الحلبي من الاحتلال؛ حيث تُوفي والدها متأثرا بتعذيب الاحتلال له، واعتقل الاحتلال شقيقاتها الثلاث فاطمة، ولطيفة، وآمال، واقتحم بيتها عدة مرات، وفتشه بحثا عن مطاردين، وقصف منزل عائلتها في حرب العصف المأكول عام 2014.