أمجد الشوا

وُلد أمجد ياسر الشوا في مدينة غزة في الرابع والعشرين من نيسان/ إبريل عام 1971. تلقى تعليمه الأساسي في مدرستي صلاح الدين والهاشمية، والثانوي في مدرسة يافا الثانوية، ونال درجة الدبلوم في تأهيل المعلمين للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية عام 1991، ودرجة البكالوريوس في إدارة الأعمال تخصص تسويق من جامعة القدس المفتوحة عام 1995، ودرجة الماجستير في الدراسات الأمريكية من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2008.

بدأ حياته العملية في المجال الإنساني، فعمل مدرّسًا ومنسقًا للعلاقات العامة في جمعية “أطفالنا للصم” بين عامي (1992–1998)، وأسّس مبكّرًا لنشاط مهني يرتبط بالدفاع عن الفئات المهمشة وذوي الإعاقة. كما عمل مراسلًا غير متفرغ لوكالة الأنباء الأردنية منذ عام 1995، قبل أن يتولى إدارة شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية عام 1999، وهي مؤسسة تضم أكثر من 140 منظمة أهلية تعمل في المجالات الاجتماعية والتنموية والحقوقية في قطاع غزة.

شكّلت الانتفاضتان الأولى والثانية محطة مفصلية في مسيرة الشوا؛ إذ دفعتاه إلى تعزيز قناعته بأهمية العمل الشعبي والمنظم في مواجهة الاحتلال، وإلى بناء حملات تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني. انخرط في الحملة الشعبية لحماية الشعب الفلسطيني عام 2000، ثم في الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار عن غزة بعد عام 2007، وبرز كأحد أبرز الوجوه المدنية التي قادت خطاب التضامن الإنساني مع القطاع في المحافل الدولية. كما شارك في مبادرات لإنهاء الانقسام السياسي الفلسطيني واحترام الحريات العامة، وتوسط في قضايا خدمية وإنسانية تتعلق بملفات الكهرباء والعلاج في الخارج والأدوية، وساهم في الضغط من أجل مواءمة التشريعات الفلسطينية مع مبادئ حقوق الإنسان.

إلى جانب عمله الحقوقي، نشط الشوا في المجال الإعلامي والبحثي، إذ أصدر عام 1996 مجلة تعنى بالأطفال ذوي الإعاقة، وكتب مقالات في قضايا المجتمع المدني وحقوق الإنسان، وشارك في مؤتمرات ومنتديات دولية أبرزها اجتماعات الشبكة العربية للمنظمات الأهلية ومنتدى الاجتماع العالمي عامي 2013 و2015. وفي عام 2018 أصبح عضوًا في مجلس المفوضين في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، قبل أن يُعيَّن نائبًا للمفوض العام عام 2023. كما عمل في فترات سابقة ضمن مشاريع لمنظمة العفو الدولية (أمنستي)  Amnesty International، ومؤسسات تُعنى برعاية الأطفال ذوي الإعاقة.

في تشرين الأول/ أكتوبر 2025، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية أنباء عن ترشيحه لإدارة اللجنة المدنية المؤقتة المكلفة بتسيير شؤون قطاع غزة في إطار مشاورات عقدت في القاهرة ضمن مناقشات “اليوم التالي للحرب”، وذكرت التقارير أنه يحظى بتوافق من حركة حماس والسلطة الفلسطينية، باعتباره شخصية مدنية تحظى بعلاقات متوازنة مع مختلف القوى السياسية في القطاع.

يرى الشوا أن القضية الفلسطينية قضية سياسية بالدرجة الأولى، لا يمكن اختزالها في بعدها الإنساني، وأن حلها يرتبط بإرادة سياسية عادلة تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة. ينتقد اتفاق أوسلو بوصفه اتفاقًا انتقص من الحقوق الوطنية ولم يُبنَ على أساس مبادئ حقوق الإنسان، ويطالب السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها تجاه المواطنين، وبإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على قاعدة الشراكة الوطنية. كما يؤمن بخيار المقاومة الشعبية، ويؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، استنادًا إلى قراري الأمم المتحدة (242) و(338)، مع ضمان حق اللاجئين في العودة والتعويض الكامل.

ويؤكد الشوا أن صمود الشعب الفلسطيني وبقاؤه على أرضه هو جوهر مقاومة الاحتلال، وأن القدس تمثل مفتاح المعادلة الوطنية، داعيًا إلى توجيه الجهود نحو دعم أهلها وتعزيز وجودهم وثباتهم.

اظهر المزيد

مركز رؤية للتنمية السياسية

يسعى المركز أن يكون مرجعية مختصة في قضايا التنمية السياسية وصناعة القرار، ومساهماً في تعزيز قيم الديمقراطية والوسطية. 11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى