محمد أبو شمالة (1974- 2014)
ولد محمد إبراهيم صلاح أبو شمالة في مخيم يبنا للاجئين في محافظة رفح في الأول من شباط/ فبراير عام 1974، لأسرة فلسطينية لاجئة هُجِّرت من قرية بيت درّاس المدمرة قضاء الرملة المحتلة. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في غزة، والتحق بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة.
انتمى أبو شمالة لحركة حماس في شبابه المبكر، وشرع بتنفيذ فعالياتها الوطنية، وقاد العديد من العمليات ضد قوات الاحتلال، حيث نفَّذ عمليات ملاحقة للعملاء وتصفيتهم. انتمى لكتائب عز الدين القسام عام 1993، وشارك في تخطيط وتنفيذ عدد من عمليات إطلاق النار مع القيادي في القسام رائد العطار منها؛ عمليَّتا طريق “كيسوفيم” و”كفار داروم” عام 1993، وعملية خزاعة عام 1994، وعملية السُّلم على الحدود المصرية عام 1994، وشارك في ترتيب صفوف كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، وكان مسؤولا عن المنطقة الجنوبية في قطاع غزة، وأشرف على ورش لتصنع الوسائل القتالية، وعُيِّن قائدا لدائرة الإمداد والتجهيز في كتائب القسام، وتواصل مع القيادي في القسام محمود المبحوح، وأشرف على العديد من العمليات الكبرى مثل عملية حردون على الحدود الفلسطينية المصرية عام 2003، وعملية براكين الغضب في معبر رفح، وعملية موقع محفوظة شمال خانيونس عام 2004، وأشرف مع رائد العطار على عملية الوهم المتبدِّد في منطقة كرم أبو سالم والتي قُتل فيها جنديان وأصيب ستة آخرون، وأُسر خلاها الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط Gilad Shalitعام 2006. كان من المخططين للعملية التي وقعت في معبر كرم أبو سالم (جنوب القطاع) عام 2008، والتي تم فيها تفجير “جيبات” (سيارات دفع رباعي) وسيارات مفخخة، مما أدى إلى إصابة 13 جنديا، وشارك في إتمام صفقة وفاء الأحرار عام 2011، والتي أُفرج بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال من ذوي المؤبدات والأحكام العالية.
كان من أبرز القادة العسكريين في حروب المقاومة الفلسطينية الثلاثة ضد جيش الاحتلال، وهي الفرقان بين عامي (2008-2009)، وحجارة السِّجيل عام 2012، والعصف المأكول عام 2014، وتولى قيادة عمليات القسام في القطاع الجنوبي، وفي منطقة رفح وخان يونس، وأصبح نائبا لقائد لواء رفح، وعضوا في المجلس العسكري الأعلى لكتائب القسام.
عانى أبو شمالة أثناء حياته النضالية؛ إذ أصبح مطلوبا لدى أجهزة المخابرات الصهيونية منذ عام 1991، ولم يتمكَّن من إكمال دراسته الجامعية بسبب ذلك. اعتقله الاحتلال، وأمضى في سجونه تسعة أشهر، وأصابته قوة تابعة لأمن السلطة بجراح خطيرة في شهر أيلول/ سبتمبر عام 1994، واعتقل في سجون السلطة عام 1995، ثم عام 1996، وتعرض للتعذيب، وحكم عليه بالمؤبد والأشغال الشاقة، ونجا من محاولتي اغتيال من قبل قوات الاحتلال، كانت الأولى عام 2003 عندما تعرضت سيارته لقصف جوي، وأصيب بجراح بعد أن قفز منها بالقرب من المستشفى الأوروبي بين مدينتي رفح وخان يونس، والثانية عام 2004 عندما اجتاحت قوات الاحتلال مخيم يبنا للاجئين الفلسطينيين، وحاصرت منزله ودمرته، ثمَّ عادت ودمَّرته عدة مرات، كان آخرها أثناء حرب العصف المأكول عام 2014. اغتاله الاحتلال في غارة إسرائيلية استهدفت بناية سكنية في حي تل السلطان غرب مدينة رفح في الحادي والعشرين من آب/ 2014، مع محمد حمدان برهوم ورائد العطار.
المصادر والمراجع:
- موقع الجزيرة نت
- موقع كتائب القسام