إسحق درويش (1896-1974)
ولد “محمد إسحق” مصطفى درويش في مدينة القدس المحتلة عام 1896، وهو ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني محمد أمين الحسينيّ. درس المرحلة الأساسية في القدس، والمرحلة الثانوية في بيروت، ثم التحق بالكلية الحربية في الأستانة في تركيا، ونال رتبة ضابط احتياطي في الجيش العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى. عمل مدرِّسا في كلية روضة المعارف الوطنية، ثمَّ موظفا في المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، ثمَّ مفتشا للمدارس الإسلامية التابعة للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، ثمَّ مأمورا لأوقاف القدس عام 1932، ثمَّ مديرا لدار الأيتام الإسلامية في القدس حتى عام 1937.
انخرط درويش في الحركة الوطنية أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين، وكان الساعد الأيمن للحاج أمين الحسيني منذ عشرينيات القرن الماضي حتى أواخر حياته. شارك في تأسيس النادي العربي عام 1918، وفي إعادة إحياء كلية روضة المعارف الوطنية في القدس عام 1918، وأصبح السكرتير الأول للجمعية الإسلامية المسيحية في القدس، وكان عضوا في المؤتمر السوري الثاني في القدس عام 1920، وعضوا في المؤتمر الفلسطيني الثالث في مدينة حيفا عام 1920، وعضوا في المؤتمر الفلسطيني الخامس في مدينة نابلس عام 1922، وعضوا في المؤتمر الفلسطيني السابع في القدس عام 1928، وقد أفرزت هذه المؤتمرات القيادة السياسية للشعب الفلسطيني في حينه ممثلة بأعضاء اللجنة التنفيذية العربية.
شارك في المؤتمر الإسلامي للدفاع عن الأقصى عام 1928، ومؤتمر التسليح في نابلس عام 1931، والذي عُقد للتنديد بسماح بريطانيا بتسليح المستوطنات، وفي المؤتمر الإسلامي العام في القدس عام 1931، وكان عضوا مؤسسا في الحزب العربي الفلسطيني وعضوا في لجنته التنفيذية عام 1935، وعضوا في مؤتمر بلودان في سوريا عام 1937 الذي رفض قرار التقسيم الصادر عن لجنة بيل الملكية، وعضوا في لجنة الجهاد المركزية التي كانت تدير الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) من الخارج.
اختير عضوا في اللجنة القومية في القدس، وكان رسول الحاج أمين الحسيني إلى فوزي القاوقجي (أحد القادة العسكريين العرب في ثورة 36). استقر مع مجموعة من قادة وكوادر ثورة 36 في لبنان ثم العراق، وشارك في تأسيس حزب الأمة العربية في بغداد عام 1941، وكان مسؤول المالية في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد بريطانيا في العراق عام 1941. غادر العراق بعد فشل الثورة، واستقر في تركيا، وكان وسيطا بين اللاجئين العرب فيها والحاج أمين الحسيني، ووصل أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، واستلم الملف السوري في المفاوضات مع دولتي المحور ألمانيا وإيطاليا، وأصبح عضوا في الهيئة العربية العليا عام 1946 والتي أوكلت لها مهمة قيادة الشعب الفلسطيني أثناء أحداث النكبة، واستقر مع الحاج أمين الحسيني في مصر بعد النكبة ثم في بيروت، ثم عاد إلى القدس، وشارك في تأسيس الهيئة الإسلامية العليا بعيد احتلال الصهاينة لشرقي القدس عام 1967.
عانى درويش أثناء مسيرته النضالية؛ فقد أوقفت بريطانيا راتبه الذي كان يتقاضاه بوصفه مديرا لدار الأيتام الإسلامية في القدس، واعتقلته السلطات التركية عام 1943 على خلفية نشاطه السياسي لصالح فلسطين، واعتقلته السلطات الفرنسية مع الحاج أمين وراسم الخالدي لمدة سنة في فرنسا، إلى أن هربوا من مقر احتجازهم بمعاونة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، واستقر درويش في القاهرة حتى عام 1959، ثمَّ منعه النظام المصري من دخول مصر عام 1964، فعاد إلى فلسطين، وعاش في القدس إلى أن توفي عام 1974.
المصادر والمراجع:
- حمودة، سميح، شخصيات وأوراق فلسطينية مذكرات وخواطر محمد اسحق درويش، مجلة شؤون فلسطينية، العدد 256، ربيع 2014.
- حمودة، سميح، شخصيات وأوراق فلسطينية مذكرات وخواطر محمد اسحق درويش، مجلة شؤون فلسطينية، العدد 257، صيف 2014.