وليد شريم “أبو علي إياد”

ولد وليد أحمد نمر نصر شريم، المعروف بـ ” أبو علي إياد”، في مدينة قلقيلية في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير عام 1935. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس مدينة قلقيلية، وحصل على الثانوية العامة عام 1953، وأتم دورة إعداد معلمين في مدينة بعقوبة في العراق عام 1954. عمل مدرِّسا في مدرسة الوكالة الابتدائية في قلقيلية، ومدرِّسا في السعودية بين عامي (1954-1962)، ومدرِّسا في الجزائر بين عامي (1962-1965).

انتمى لحركة فتح بداية ستينيات القرن الماضي، وشارك في أول دورة عسكرية لكوادرها في الجزائر صيف عام 1964، وتفرغ للعمل العسكري داخل الحركة منذ عام 1965، وأصبح واحدا من القيادة الميدانية للحركة، ومسؤولها العسكري في الضفة الغربية عام 1966. دخل الضفة الغربية وعمل على استقطاب عناصر جديدة لفتح، وشارك في تخطيط وتنفيذ عدد من العمليات ضد مواقع جيش الاحتلال والمستوطنين الصهاينة، منها الهجوم على مستعمرة “بيت يوسف” قضاء بيسان ومستعمرات “المنارة” و”هونين” و”كفر جلعادي” في الجليل عام 1966، وأشرف على معسكرات تدريب مقاتلي فتح في معسكر الهامة في سوريا، وعلى مخيمات الأشبال والزهرات، وأقام قواعد متقدمة لمقاتلي فتح بالقرب من الجولان المحتلّ، وأنشأ مقرا لجهاز استخبارات عسكري تابع لفتح في درعا عام 1968، وأوكلت له فتح مسؤولية ساحتي سوريا ولبنان.

انتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح خلال المؤتمر الحركي الثاني في دمشق عام 1968، وحقَّق من خلال علاقاته الجيدة مع النظامين العراقي والسوري عدة إنجازات منها؛ إمداد الفدائيين في منطقة الكرامة في الأغوار بالسلاح، والعمل بـ “إجازة فتح”، وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل مرور مقاتليها عبر نقاط الحدود بين الأقطار العربية، وخطَّط ونفّذَ عملية أسر الجندي الصهيوني شموئيل روزنفازر Shmuel Rosenwasser من منطقة المطلة على الحدود الفلسطينية اللبنانية في الحادي والثلاثين من كانون أول / ديسمبر عام 1969، وقد بقي الأسير الصهيوني محتجزا لدى فتح حتى أطلق سراحه في عملية تبادل للأسرى تم فيها إطلاق سراح الأسير محمود بكر حجازي مقابل الجندي الصهيوني في الثاني والعشرين من شباط/ فبراير عام 1971. أصبح قائدا عاما للفدائيين في جرش عام 1971.

عرف أبو علي بصرامته في مواجهة مظاهر التسيُّب والانفلات داخل صفوف الفدائيين، وتركيزه على استمرار إرسال الدوريات الفدائية إلى الأرض المحتلة، والوقوف ضد دخول الفدائيين للمدن الأردنية، ودعا إلى بقائهم في الجبال والأغوار، وحاول تجنب الصدام مع السلطات الأردنية، وكان يرى بأن السوريين لن يتدخلوا لصالح الفلسطينيين إذا ما اندلعت المواجهة بينهم وبين النظام الأردني.

 انخرط أبو علي إياد في النشاطات السياسية، فكان يشارك في الوفود الفلسطينية التي زارت دولا عربية وأجنبية.

عانى أبو علي إياد أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقلته السلطات السورية إثر مقتل عنصرين من فتح هما محمد حشمة ويوسف عرابي داخل إحدى مقرات فتح في سوريا عام 1966، واعتقلته المخابرات اللبنانية مرة أخرى أثناء توجهه في دورية استطلاع إلى الأرض المحتلة، وتعرّض للإصابة أثناء إشرافه على تدريب فدائيين في معسكر الهامة في سوريا في الثامن والعشرين من شباط / فبراير عام 1968، وتضررت ساقه اليسرى وإحدى عينيه، وتم التضييق عليه، حيث صدر قرار من النظام السوري بإبعاده عن الأراضي السورية بعد استلام حافظ الأسد الحكم أوائل عام 1971، فانتقل إلى لبنان، ثمَّ اضطر للخروج منه والاستقرار في جرش في الأردن، وبقي هناك إلى أن جرت صدامات بين الجيش الأردني والفدائيين، وتم اغتياله في السابع والعشرين من تموز/ يوليو عام 1971.

وتخليدا لذكراه دشنت بلدية قلقيلية ميدانا باسمه عام 1996، وأطلقت مديرية التربية والتعليم في محافظة قلقيلية اسمه على مدرسة ثانوية للبنات داخل المدينة.

المصادر والمراجع:

  1. ذكريات مع الشهيد أبو علي إياد. رام الله: منشورات مكتب الشؤون الفكرية والدراسات التابع لحركة فتح، ط1، 1997.
  2. صايغ، يزيد. الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993). بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
  3. “الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الرابع. دمشق:هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.
  4. الناطور، محمود (أبو الطيب). حركة فتح بين المقاومة والاغتيالات 1965-1982. عمان: الأهلية للنشر والتوزيع، ج1، 2014.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى