رياض بدير
ولد رياض محمد علي بدير في قرية فرعون في محافظة طولكرم في الثامن من أيار/ مايو عام 1947، وهو متزوج وله أربعة أولاد وثلاث بنت. درس المرحلة الأساسية في مدرسة فرعون، والثانوية في المدرسة الفاضلية في مدينة طولكرم، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1964، ونال درجة الدبلوم في الزراعة من معهد خضوري الزراعي في طولكرم عام 1966. عمل مدرسًا للرياضيات والتربية الإسلامية في مدرسة الفاضلية بين عامي (1966-1979)، ومدرِّسًا في مدرسة شويكة الثانوية بين عامي (1979-1988)، وانتقل بعدها للعمل موظفًا في أكثر من مؤسسة منها؛ المؤسسة الإسلامية للصناعات الغذائية، وجمعية دار اليتيم العربي، ولجنة زكاة طولكرم، ثمَّ عاد للعمل مدرسًا في مدرسة طه حسين الأساسية في طولكرم بين عامي (1994-2002).
انتمى بدير لحركة الإخوان المسلمين، وشارك في نشاطاتها الدعوية والاجتماعية، ثم تعرف على فتحي الشقاقي وانضم إلى النواة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. انخرط في الفعاليات الوطنية في الانتفاضة الأولى، ومارس الخطابة في المساجد وفي المناسبات الوطنية والاجتماعية، وبرز في الانتفاضة الثانية كأحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكان ممثلًا للجهاد الإسلامي في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة طولكرم، وقد باع بيته وسيارته لتمويل نشاطه العسكري المقاوم. شارك في الدفاع عن مدينة طولكرم أثناء اجتياحها من قبل قوات الاحتلال عام 2002، ثم انضم إلى المقاومين في مخيم جنين قبيل اجتياحه الكبير عام 2002، وكان مسؤولًا عن مجموعة من سرايا القدس داخل المخيم.
عانى بدير من الاحتلال؛ إذ اعتقله أول مرة عام 1988 لمدة تسعة أشهر، وكان من أوائل المعتقلين في سجن النقب الصحراوي(أنصار3) في الانتفاضة الأولى، وفصله الاحتلال من وظيفته الحكومية مباشرة بعد إطلاق سراحه، وأعاد اعتقاله مجددًا في الأعوام 1989، 1990، 1991، 1992، وخضع لتحقيق قاسٍ أكثر من مرة، لكنَّه كان صلبًا ولم يعترف، واعتقلته أجهزة أمن السلطة عام 1995 لمدة ستة أشهر، وتدهورت حالته الصحية حينها، ونُقل إلى المستشفى وأجريت له عملية جراحية، واعتقلته مرة أخرى عام 2001، ومَنعته من الخطابة في المساجد، كما أصابه الاحتلال بالرصاص في ساقه أثناء اجتياح مخيم نور شمس عام 2002، وكاد يرتقي شهيدًا في قصف الاحتلال لمبنى المقاطعة في طولكرم في السادس من كانون الثاني عام 2002، حيث كان معتقلًا في سجنها، وقد اعتقل الاحتلال أولاده أكثر من مرة، وتعرض بيته للتفتيش، واغتاله الاحتلال بإطلاق الصواريخ على منزلٍ كان يتحصن فيه داخل مخيم جنين في الحادي عشر من نيسان/ إبريل عام 2002، ولم يعرف أهله عن استشهاده إلا في الثاني والعشرين من شهر نيسان.