ناجي العلي
ولد ناجي سليم حسين العلي في قرية الشجرة قضاء طبريا المحتلة عام 1936، وهو متزوج وله ولدان وبنتان. درس المرحلة الأساسية في مدرسة مخيم عين الحلوة في لبنان، ونال درجة الدبلوم في ميكانيكا السيارات من المدرسة المهنية في مدينة طرابلس اللبنانية عام 1953، والتحق بأكاديمية إلكسي بطرس للفنون في بيروت عام 1959. عمل في صيانة السيارات في السعودية بين عامي (1957-1959)، ومدرِّسًا للرسم في الكلية الجعفرية في مدينة صور اللبنانية بين عامي (1960-1963)، ورسَّامًا كاريكاتيريًا في عدة مجلات وصحف منها: مجلة الطليعة الكويتية بين عامي (1963-1966)، وعام (1968)، ومجلة الحرية وصحيفة اليوم اللبنانية عام 1967، وصحيفة السياسة الكويتية اليومية بين عامي (1968-1974)، (1976-1978)، وصحيفة السفير اللبنانية بين عامي (1974-1976)، (1978-1983)، وصحيفة القبس الكويتية بين عامي (1983-1985)، وصحيفة القبس الدولية بين عامي (1986-1987).
تبنى العلي الفكر القومي، وآمن بالوحدة العربية والعدالة الاجتماعية ومقاومة الاستعمار، وشارك في عددٍ من الفعاليات السياسية التي دعت إليها حركة القوميين العرب وبعض القوى السياسية في لبنان في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي.
نشر أولى رسوماته الكاريكاتيرية في مجلة الحرية الصادرة في لبنان عام 1961، ثمَّ ما لبث أن ابتكر شخصيات كاريكاتيرية تكرَّرت في رسوماته منها شخصية “حنظلة” الذي رسمه أول مرة في صحيفة السياسة الكويتية عام 1969، وهو يمثِّل الطفل الفلسطيني الذي لن يكبر حتى تتحرر فلسطين، وشخصية “فاطمة” المرأة الفلسطينية القوية التي تملك رؤية واضحة، وشخصية زوجها الفلسطيني الطيب، وشخصية الرجل المنتفخ الذي يمثل الإنسان الفاسد والمتعاون مع الاستعمار، وكانت رسوماته التي تعد بالآلاف في جلِّها صريحة، وواضحة المعاني، وحادَّة، وناقدة بشدَّة لخيارات القيادة الرسمية لمنظمة التحرير والنظام الرسمي العربي، وداعية للكفاح المسلح طريقًا لتحرير فلسطين، ومعارضة لتيار التسوية، وقد ضمَّ عددًا كبيرًا منها في ثلاثة كتب صدرت في حياته في أعوام 1976، 1983، 1985، وترجمت إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
انتخب العلي رئيسًا لرابطة الكاريكاتيريين العرب عام 1979، وانتخب عضوًا في الأمانة العامة لاتحاد الكُتَّاب والصحفيين العرب، واختارته جريدة “آساهي شمبون” Asahi Shimbun اليابانية واحدًا من أشهر عشر رسَّامين للكاريكاتير في العالم، ومنحه الاتحاد الدولي لناشري الصحف في باريس جائزة
” قلم الحرية الذهبي” عام 1988.
عانى العلي أثناء مسيرة حياته؛ إذ هُجِّر مع عائلته أثناء أحداث النكبة عام 1948، وعرف حياة البؤس في مخيم عين الحلوة في لبنان، واعتقله الجيش اللبناني ست مرات عام 1959 بسبب نشاطاته السياسية، واعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني عام 1982، وأطلقت سراحه دون أن تتعرف على شخصيته الحقيقية، وأبعدته الكويت عن أراضيها عام 1986 مع 26 كاتبًا وصحفيًا وشاعرًا، ووصلته تهديدات من جهات فلسطينية كانت غاضبة من فحوى بعض رسوماته. أطلق مجهولٌ عليه النار في لندن في الثاني والعشرين من تموز / يوليو عام 1987، وأصابه في رأسه، ودخل في غيبوبة حتى توفي في التاسع والعشرين من آب/ أغسطس من نفس العام، ودفن في مقبرة بروكوود Brookwood Cemetery في لندن، وقد رثاه عدد من كبار الشعراء العرب منهم مظفر النواب وأحمد مطر وعبد الرحمن الابنودي، وصدر عن سيرته ورسوماته عدة كتب منها: ناجي العلي في القاهرة (1993)، وناجي العلي كي لا ننسى (1993)، وناجي العلي كامل التراب الفلسطيني: من أجل هذا قتلوني (2001)، وأكله الذئب: السيرة الفنية للرسام ناجي العلي (2007)، وكاريكاتير ناجي العلي 1985-1987 (2008). وتم تناول قصة حياته وحادثة اغتياله في عدد من الأفلام الوثائقية والسينمائية.
المصادر والمراجع
- شاهين، أحمد عمر. “موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين”. دمشق: دائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية، 1992.
- كلّم، محمود عبد الله. “ناجي العلي كامل التراب الفلسطيني: من أجل هذا قتلوني”. بيروت: بيسان للنشر والتوزيع، 2001.
- لقاء ناجي العلي مع التلفزيون الكويتي (1986):
https://www.youtube.com/watch?v=IB5MdcM25UI
- النابلسي، شاكر. “أكله الذئب: السيرة الفنية للرسام ناجي العلي”. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط 2، 2007.
- هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.