موسى العلمي
ولد موسى فيضي العلمي في حي المصرارة في مدينة القدس المحتلة في الثامن من أيار / مايو عام 1897. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدرستي الكولونية والدستورية وكلية الفرير في القدس، ونال درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة كامبريدج University of Cambridge في بريطانيا عام 1922، وشهادة مزاولة المهنة من معهد الحقوق إنر تنبل Inner Temple في لندن عام 1924. عمل محاميًا مساعدًا مع الإدارة البريطانية (1925-1929)، ومحاميًا في دائرة النيابات العامة في القدس (1929-1932)، ومستشارًا خاصًا للمندوب السامي (1932-1933)، ووكيل النائب العام في دائرة النيابات العامة في القدس (1933-1936)، وأصبح النائب العام في دائرة النيابات العامة في القدس (1936-1937)، كما عمل محاميًا بعد نكبة عام 1948، وأشرف على مركز التدريب الزراعي الصناعي لإيواء وتعليم الايتام الموعزين من اللاجئين عام 1952.
انخرط في الجيش العثماني، وشارك في الحرب العالمية الأولى، ورابط في القدس ودمشق، ثمَّ انضم للشريف حسين، واتجه إلى سوريا ثم العراق، وكان أحد أعضاء الوفد الفلسطيني المفاوض في مؤتمر فلسطين المنعقد في لندن عام 1939. عاد إلى فلسطين عام 1940، ومثَّل الأحزاب الفلسطينية في مؤتمر الإسكندرية عام 1944 حيث ناقش المؤتمر تأسيس جامعة الدول العربية، وأشرف على إنشاء المكاتب العربية في لندن وواشنطن ونيويورك للدعاية لفلسطين وقضيتها العادلة عام 1945، وقد افتتح أربعة مكاتب في كل من واشنطن ونيويورك ولندن والقدس والتي شكَّلت في حينه جزءًا رئيسًا من الجهد الدبلوماسي الفلسطيني لخدمة القضية الفلسطينية، وأسس جمعية المشروع الانشائي العربي في أريحا عام 1946، بهدف تمكين الفلاحين الفلسطينيين وتدعيم الاقتصاد الفلسطيني، وكان من بين مجموعة من الفلسطينيين الذين عملوا جولة في الوطن العربي لحث الدول العربية على الدفاع عن فلسطين عشية أحداث النكبة عام 1948.
لم ينتمِ العلمي للأحزاب الفلسطينية، رغم انخراطه في الشأن العام، وعُرفت العلاقة بينه والحاج أمين الحسيني التأزم في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي. اعتزل العمل السياسي بعد النكبة، وأولى اهتمامه الأكبر للمشروع الانشائي العربي وفي التركيز على إعانة القرى الحدودية التي فقدت أراضٍ خصية بفعل النكبة بالإضافة إلى إحياء الأراضي في الأغوار.
كتب العلمي العديد من المقالات، وصدر له كتاب عبرة فلسطين عام (1948)، كما كَتَبَ سيرته ناصر الدين النشاشيبي في كتاب بعنوان” آخر العمالقة جاء من القدس: قصة الزعيم الفلسطيني موسى العلمي” (1986)، وكتبها جوفري فرلونغ ونشرها في كتاب بعنوان “فلسطين بلادي قصة موسى العلمي”، (مترجم، 2001)، كما نُشرت سيرته في العديد من الموسوعات المهتمة بالتأريخ للشخصيات الفلسطينية العامة.
عانى العلمي أثناء حياته، إذ أقالته الحكومة البريطانية من وظيفته عام 1937، وأبعدته إلى بيروت، ثم أبعدته فرنسا من لبنان إلى العراق بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، وفرضت عليه السلطات البريطانية الإقامة الجبرية في عزبته في قرية شرفات من ضواحي القدس بين عامي (1941-1943)، واستولى الاحتلال على أملاكه في القدس ويافا وبيسان أثناء أحداث النكبة عام 1948. عاش في أريحا وتوفي في عمان ودُفن في القدس عام 1984.
المصادر والمراجع
- العودات، يعقوب.” من أعلام الفكر والادب في فلسطين”. القدس: دار الاسراء، ط3، 1992.
- فرلونغ، جوفري.” فلسطين بلادي قصة موسى العلمي”، ترجمة أحمد العلمي، القدس، 2001.
- النشاشيبي، ناصر الدين.” آخر العمالقة جاء من القدس، قصة الزعيم الفلسطيني موسى العلمي”. مدريد: مؤسسة نوفوغراف، 1986.