عمر البرغوثي (أبو عاصف)
ولد عمر صالح عبد الله البرغوثي في بلدة كوبر في محافظة رام الله والبيرة عام 1955، وهو متزوج وله أربعة أولاد وثلاث بنات، وهو شقيق أقدم أسير في العالم نائل البرغوثي.
بدأ البرغوثي مشواره في المقاومة بداية سبعينيات القرن الماضي، وشارك في عدة فعاليات وطنية قبل أن يلتحق بحركة فتح عام 1976، التقى في لبنان بكوادر المقاومة مثل حمدي سلطان وأبو حسن قاسم، ثمَّ عاد إلى الأرض المحتلة بعد ستة أشهر، وأنشأ خلية مقاومة ضمت ابن عمه فخري وشقيقه نائل، حيث نفذت الخلية سلسلة من العمليات ضد أهداف صهيونية عام 1978، منها؛ قتل ضابط صهيوني، وحرق مصنع للزيوت تابع للاحتلال وتفجير مقهى صهيوني في القدس. تحول إلى فتح الانتفاضة في ثمانينات القرن الماضي.
التحق بحركة حماس عام مطلع التسعينات، ويعتبر من الجيل الأول في العمل العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وكانت تربطه علاقة بعماد عوض الله، وساهم في تخطيط وتنفيذ فعاليات الحركة الوطنية، وأشرف بشكل مباشر على العديد من خلايا القسام وإمدادها بالسلاح والتدريب، وكان مسؤولا عن خلية باسم “عادل وعماد عوض الله” التي أسستها كتائب القسام في الانتفاضة الثانية، ودرب قائدها وأمدها بأول قطعة سلاح استخدمتها في عدد من عملياتها، وأسهم في العمليتين اللتين نفذهما ولداه عاصم وصالح ضد المستوطنين في مستوطنتي عوفرا وجفعات آساف.
نال البرغوثي مكانة كبيرة لدى الشعب الفلسطيني، وشكَّل حالة إجماع بين الفلسطينيين لتاريخه الطويل في المقاومة ولصلابة مواقفه وثباته على المبادئ الوطنية، وقد أطلقوا عليه عدة ألقاب منها؛ الجبل، والرجل الذي هزم “إسرائيل”، وسيدي عمر كناية عن نهجه المقاوم وإنجازاته في الميدان وصلابته في التحقيق وتَشابُه سيرته في الكفاح بسيرة عمر المختار في ليبيا، كما وصف نفسه في بداية ثمانينيات القرن الماضي في سجن عسقلان بأنَّه “صاروخ للحقيقة”، في تعبير عن جرأته في قول الحق والتمسك به.
عانى البرغوثي أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال أول مرة في نيسان/ إبريل عام 1978، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وتمكنت المقاومة من إطلاق سراحه في صفقة الجبهة الشعبية القيادة العامة عام 1985، ثمَّ توالت اعتقالاته لتصل إلى سبعة عشر مرة، وقضى في سجون الاحتلال قرابة الثلاثين عاما، منها ثلاثة عشر عامًا في الاعتقال الإداري، وقد تعرض أكثر من مرة لتحقيق قاسٍ من قبل مخابرات الاحتلال، كما اعتقل الاحتلال والده واخته وزوجته، واغتال ابنه القسامي صالح البرغوثي في الثاني عشر من كانون الأول / ديسمبر عام 2018، ولم يفرج عن جثمانه حتى الآن، وقام باعتقال ابنه القسامي عاصم البرغوثي في الثامن من كانون الثاني /يناير عام 2019 والحكم عليه بالسجن أربعة مؤبدات، وهدم منزلي صالح وعاصم. توفي البرغوثي في الخامس والعشرين من آذار/ مارس عام 2021، متأثرًا بمرض كورونا.