إبراهيم غوشة
ولد إبراهيم داود غوشة في حي السعدية في القدس المحتلة في السادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1936. درس المرحلة الأساسية في مدرستي الشيخ جراج والمأمونية، وحصل على الثانوية العامة والثانوية من مدرسة الرشيدية عام 1955، وعلى شهادة التوجيهي المصرية من مدرسة النهارية عام 1956، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية والإنشاءات من كلية الهندسة في جامعة القاهرة عام 1961. عمل مهندسًا ميدانيًا في مشروع قناة الغور الشرقية في الأردن عام 1961، ومهندسًا في قسم الترخيص في بلدية الكويت بين عامي (1962-1965)، ومهندسًا في مشروع سد خالد بن الوليد في الأردن بين عامي (1966-1967)، ومهندسًا في وزارة الكهرباء والماء الكويتية عام 1970، ومديرًا تنفيذيًا لمشروع سد الملك طلال التابع لسلطة وادي الأردن بين عامي (1972-1978)، وافتتح مكتبًا خاصًا للتصميم والإشراف الهندسي في جبل الحسين عام 1978، ومكتبًا هندسيًا في الأردن عام 1997.
انضم إلى صفوف جماعة الإخوان المسلمين أوائل خمسينيات القرن الماضي، ونشط في صفوفها، وانخرط في العمل الطلابي الإخواني أثناء دراسته في مصر، وشارك في أنشطة رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة عام 1955، ومثّل الإخوان في لجنتها الإعلامية، والتقى أبو عمار في تلك الفترة، وتلقى دورة عسكرية على يد ضباط مصريين أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كما حضر اللقاء الذي انبثق عنه تشكيل تنظيم الإخوان المسلمين الفلسطينيين عام 1960.
شارك في نشاطات الإخوان في الكويت خلال ستينيات القرن الماضي، وأشرف على ندواتٍ داخلية وأعد نشرات تنظيمية، ورشَّحه الإخوان للدخول في انتخابات اختيار أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964 عن الفلسطينيين في الكويت، واتجه للمساهمة في الجهد الفلسطيني المقاوم، حيث عرض (مع بعض المهندسين) على أبي عمار المشاركة في بناء خنادق وملاجئ للمقاومة في الأردن عام 1968، وكان ضمن مجموعة من كوادر الإخوان الذين دعوا لتأسيس مشروع مقاوم خاص بالإخوان في الأردن بين عامي (1967-1970).
تسلّم رئاسة تيار الإخوان المسلمين في نقابة المهندسين الأردنيين عام 1973، وعمل في قسم فلسطين التابع للإخوان، وشارك في المؤتمر الداخلي للإخوان المنعقد في عمان لمناقشة مستقبل القضية الفلسطينية عام 1983، وكان من الذين دفعوا في المؤتمر باتجاه إطلاق مشروع مقاوم في فلسطين بقيادة الإخوان.
بدأ غوشة العمل مع حركة حماس رسميًا منذ عام 1989 في الكويت، وأسس أول لجنة سياسية لحركة حماس في الخارج، وأصبح ممثل حركة حماس في الخارج عام 1990، وناطقًا رسميًا باسمها عام 1991، وعضوًا في مكتبها السياسي، ورئيس مجلس الشورى فيها بين عامي (1995-2004)، وقد حضر جلسات الحوار الأولى بين حركتي حماس وفتح في صنعاء عام 1990، وفي الخرطوم عام 1991، وفي عمان عام 1991، وفي تونس عام 1992، وفي الخرطوم عامي 1993، وعام 1996.
كان جزءًا من مشروع الحركة للانفتاح إقليميًا ودوليًا، حيث جرت المحاولات الأولى للقاء قيادات رسمية عربية، وقد حاول وفد من الحركة الالتقاء بقيادة النظام السياسي في العراق عام 1989، في حين مثَّل غوشة الحركة ضمن وفد الحركات الإسلامية إلى السعودية والعراق أثناء أزمة الخليج بين عامي (1990-1991)، ومثَّلها في مؤتمر تأسيس القيادة الشعبية الإسلامية عام 1990، وفي مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران عام 1991، وفي لقاء الفصائل الفلسطينية العشر في دمشق عام 1991، وفي مؤتمر حزب الرفاه التركي ( بقيادة الراحل أربكان) في أنقرة عام 1996. وفي نفس الوقت استمر غوشة في العمل مع إخوان الأردن، فكان عضوًا في لجنة الانتخابات العليا للإخوان المسلمين عام 1989، وعضوًا في اللجنة التحضيرية لجبهة العمل الإسلامي عام 1992.
عانى غوشة في مسيرة حياته النضالية؛ فقد نزح مع عائلته إلى أريحا إبان النكبة عام 1948، وتعرّض لمضايقات من قبل النظام الأردني أثناء عمله ناطقًا رسميًا لحركة حماس، فتم اقتحام منزله واعتقلته المخابرات الأردنية عام 1997، وأعيد اعتقاله مرة أخرى وأودع سجن الجويدة عام 1999، وأبعد إلى قطر عام 1999، إلى أن تمكن من العودة إلى الأردن عام 2001، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية ومُنع من السفر لعدة سنوات.
توفي في عمّان في السادس والعشرين من آب/ أغسطس عام 2021.
المصادر والمراجع:
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- غوشة، إبراهيم. “المئذنة الحمراء”. بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2008.