عبد الخالق النتشة
ولد عبد الخالق حسن النتشة في مدينة الخليل في الحادي والعشرين من تشرين أول عام 1954. درس المرحلة الأساسية في مدارس الخليل وأنهى الثانوية العامة من مدرسة الحسين بن علي عام 1975، وحصل على البكالوريوس في الحديث النبوي من كلية الحديث والدراسات الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1980، وعلى الماجستير في الفقه والتشريع من جامعة النجاح عام 1999. عمل مشرفاً على بيت الأيتام في الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل عام 1980 لمدة عام، ثم مدرسًا في المدرسة الشرعية حتى عام 1986، ثمَّ مديرًا للجمعية الخيرية الإسلامية حتى عام 2002.
نشأ النتشة في أسرة متدينة أسهمت في تنمية التوجه الديني لديه، فالتحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1976، وانخرط في فعالياتها الدعوية والتوعوية والاجتماعية والمؤسسية داخل مدينة الخليل وخارجها، وركَّز اهتمامه على طلبة المدارس والجامعات، وشغل عضوية الهيئة التأسيسية لجمعية الشبان المسلمين في مدينة الخليل عام 1985، وعضوية هيئتها الإدارية لمرحلتين متتاليتين، واهتم بعمل لجنة الزكاة الصداقات.
بدأت معاناته مع الاحتلال منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، حيث استدعي لمقابلة المخابرات الإسرائيلية عدة مرات، ومُنع من السفر، ما حرمه دراسة الدكتوراه في جامعة الإيمان بطرابلس، اعتقله الاحتلال للمرة الأولى عام 1984، وخضع للتحقيق لمدة 18 يومًا. انتمى النتشة لحركة حماس منذ تأسيسها ونشط في فعالياتها، وأصبح أحد رموزها في الضفة الغربية، وقد تعرض للاعتقال عدة مرات حتى قضى في الأسر 20 عامًا، كما أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان أواخر عام 1992 لمدة عام، فكان عضوًا في اللجنة القيادية العليا لمخيم المبعدين. ساهم النتشة في الحوارات التي جرت بين حركتي حماس وفتح، وكان عضوًا في وفد حماس في الحوار مع السلطة الفلسطينية في القاهرة عام 1995. بادر بإنشاء لجنة فصائلية في محافظة الخليل التي تعتبر من أولى المبادرات على هذا الصعيد في الضفة الغربية، ودفع باتجاه تأسيس المكتب الدائم للقوى الوطنية والإسلامية في المدينة، وكان له العديد من المواقف على مستوى الوحدة الوطنية مع حركة فتح وغيرها من الفصائل، حيث ساهم في إطلاق أكثر من مبادرة لرأب الصدع بين طرفي الانقسام الفلسطيني كوثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) التي وقعها قادة من كبرى الفصائل داخل سجن هداريم. كما كان النتشة ناطقًا رسميًا باسم الحركة في محافظة الخليل، وإبان انتفاضة الأقصى عام 2000، طارده الاحتلال لمدة عامين وهدم منزله.
يؤمن النتشة بالوحدة الوطنية وبالشراكة السياسية، وأن القضية الفلسطينية تحتاج لكل الكفاءات والقدرات من الفصائل والتنظيمات، فلا يمكن تحرير فلسطين من خلال تنظيم واحد سواء كان فتح أو حماس، فالقضية الفلسطينية أكبر بكثير من ذلك، ويرى النتشة بأن اتفاق أوسلو كان خنجرًا مسمومًا في خاصرة القضية الفلسطينية، فلأول مرة في تاريخ القضية يتم التوقيع على اتفاق يحصر القضية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعتبر الاتفاق من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها منظمة التحرير من خلال الاعتراف بحق الاحتلال في الأرض الفلسطينية مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. كما يرفض الانقسام، ويعتبره كارثة على القضية الفلسطينية، واستمراره لصالح الاحتلال، ويرى أن سببه الفلتان الأمني الذي حصل في قطاع غزة عقب ترأس حركة حماس الحكومة، معتبرا ما حصل بمثابة الدفاع عن النفس. يؤمن النتشة بحق الشعب الفلسطيني في استخدام كافة الوسائل للتخلص من الاحتلال بما فيها المقاومة المسلحة، معتبرا إياها حق ضمنته كل القوانين الإلهية والبشرية وهيئات الأمم المتحدة، كحق للشعب المحتل بالدفاع عن قضيته والتخلص من الاحتلال.
ويرى النتشة أنه من الضروري إشراك كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها الحركات الإسلامية في منظمة التحرير ومؤسساتها، معتبرا المنظمة بمثابة رمزية للشعب الفلسطيني تحظى باعتراف العالم، وبالتالي يتوجب دخول حماس والجهاد الإسلامي إلى هذه المؤسسة، داعيا لإصلاحها من داخلها لتمثل الشريحة العامة من الشعب الفلسطيني وليس فئة معينة.