محمد الجعبري
ولد محمد أمين أحمد الجعبري في مدينة القدس في السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر عام 1947، وهو متزوج ولديه سبعة من الأبناء. درس المرحلة الأساسية في مدينة الزرقاء في الأردن، والثانوية في المعهد الإسلامي في القدس، وحصل على الثانوية العامة في سجون الاحتلال. عمل موظفًا في بلدية الخليل، ثمَّ انضم إلى جهاز الشرطة عام 1996، وخدم في أكثر من محافظة منها غزة والخليل ورام الله وبيت لحم، وكان نائبًا لشرطة الخليل، كما عُيِّن مديرًا لدائرة الأمن والمعلومات في مجلس الوزراء، ومستشارًا أمنيًا لرئيس الوزراء في الحكومتين الثامنة والثانية عشرة، وتقاعد برتبة لواء.
انضم في بداية مشواره النضالي لتنظيم أبطال العودة في الخليل عام 1964، الذي كان مسؤولًا عن تنفيذ هجمات ضد قوات الاحتلال، الأمر الذي أدى إلى اعتقاله عام 1970 لمدة سنتين وإبعاده إلى الأردن، ثمَّ انتمى لحركة فتح عام 1973، وأصبح أمين سر التنظيم داخل الساحة الأردنية، كما أوكلت له مهام ضمن القطاع الغربي، وفي لجنة الدفاع عن العراق، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني عام 1989، وعمل بعد عودته إلى فلسطين عام 1994 ضمن فريق الإشراف المركزي لحركة فتح، وكان حينها عضوًا في اللجنة اللوائية في الخليل.
يرى الجعبري بأنَّ النصر حليف الفلسطينيين، والانقسام إلى زوال، والأمل دائمًا مبني على الشعب الفلسطيني الذي لم يستكين في لحظة من اللحظات، والصراع مع المحتل مستمر ولا يمكن أن ينتهي إلا بالتحرير الكامل لفلسطين. ويعتقد بأنَّ اتفاق أوسلو جاء نتيجة لأحداث وتغيرات في موازين القوى لصالح الاحتلال، حيث انهار الاتحاد السوفيتي وحدثت حرب الخليج الثانية، وسبقها خروج المنظمة من لبنان، وتصفية العديد من القيادات الوازنة، وكان الاعتقاد بأن أوسلو ممر يمكن أن نحقق من خلاله شيء، لكن إسرائيل تنكرت لهذا الاتفاق، وأصبح بحكم المنتهي أو اللاغي.
يؤكد الجعبري رفضه للانقسام منذ البداية، ويعتبره ضربة للمشروع الوطني الفلسطيني السياسي الذي تقوم عليه السلطة، وأثَّر سلبًا على المقاومة الفلسطينية المسلحة التي تؤمن بها بعض التنظيمات إيمانا مطلقا أداة وحيدة للتحرير، وأدى إلى الفصل الجغرافي بين الضفة وغزة، وإلى تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية على الصعيد العربي، فلم تعد القضية أولوية في ذهن المواطن العربي والأنظمة العربية، وأصبح الفلسطيني الذي يعيش في هذه الدول يشعر بالخجل من كونه فلسطيني.
يرى بأن حق الشعب الفلسطيني في استخدام الوسائل كافة للتخلص من الاحتلال بما فيها المقاومة المسلحة حقا طبيعيا، يجب على أي فلسطيني لديه القدرة على المقاومة أن يقوم بها، فلا يمكن أن تجري أي مفاوضات دون أن يكون هناك عمل مقاوم على الأرض، فالأصل أن يقاتل جزء والآخر يفاوض. ويعتقد بأنَّ وجود الكل الفلسطيني في منظمة التحرير ضروري، مع عدم فرض برنامج على الجميع، فبعض الفصائل مؤمنة بالتحرير من خلال الحل السياسي وبعضها من خلال الكفاح المسلح، وفي نهاية المطاف فالجميع يعمل من أجل هدف تحرير فلسطين من الاحتلال.