عبد المجيد عطا العمارنة
ولد عبد المجيد عطا محمد العمارنة في السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير عام 1958، في مخيم الدهيشة للاجئين جنوبي بيت لحم، لأسرة مهجرة من قرية راس أبو عمار غربي القدس المحتلة، وهو متزوج ولديه سبعة أبناء. حصل على تعليمه الأساسي من مدارس وكالة الغوث، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة ذكور بيت لحم الثانوية عام 1976، وحصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية عام 1979، ودرجة الماجستير من جامعة القدس/ أبو ديس في الدراسات الإسلامية المعاصرة عام 2012. عُيِّن إماما لمسجد بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، وعمل خطيبا في مساجد بيت لحم، وكان أحد أئمة المسجد الأقصى وخطبائه، وعُيِّن موظفًا في دار الإفتاء عام 1997، ثمَّ مفتيًا عامًا لمحافظة بيت لحم عام 2004.
عُرف عن العمارنة تدينه في فترة مبكرة من حياته، ومشاركته في النشاطات الشبابية ذات الطابع الإسلامي. اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1981، وأخضعه للتحقيق في مركز المسكوبية في القدس لمدة ثمانية أيام، تلاه اعتقال من داخل المسجد الأقصى عام 1985 إثر مشادة كلامية مع أحد جنود الاحتلال، واعتقل عام 1987 لمدة أربعة أيام بسبب اختراقه منع التجول وإقامته للصلاة، كما اعتقل عام 1989 لمدة عامين تعرض خلالها للتعذيب، واعتقل عام 1991 أثناء حرب الخليج الأولى، وعام 1993 لمدة ثلاثة أشهر بسبب أقامته احتفالات لمبعدي مرج الزهور، واعتقل عام 1995 لمدة أربعة أشهر، كما اعتقل لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عام 1996، ثم اعتقله الاحتلال عام 1997 لمدة سبعة أشهر. نشط العمارنة أبان الانتفاضة الثانية، حيث كان عضوًا في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم لفترة، وعمل على توزيع المساعدات الإنسانية على أهالي بيت لحم إبان الاجتياح عام 2002، وخلال مشاركته في إحدى المسيرات أصيب بالرصاص المطاطي في يده، وفي ذات العام اعتقله الاحتلال مدة ثمانية أشهر، وظل ممنوعا من السفر ما يقارب إحدى وثلاثين عاما.
انخرط العمارنة في النشاط الثقافي والفكري، فقدَّم العديد من الأوراق البحثية والدراسات في مؤتمرات أكاديمية، في أكثر من موضوع مثل العلاقات الإسلامية المسيحية من وجهة نظر إسلامية، والعنف واللاعنف في النصوص الدينية، والتخطيط الديمغرافي وتنظيم الأسرة، والمعاملات المصرفية الإسلامية، ويُستضاف العمارنة باستمرار في برامج دينية وتوعوية في المحطات المحلية والفضائيات.
يتفاءل العمارنة بمستقبل القضية الفلسطينية، فهي برأيه قضية في رعاية الله، ويعتقد بأن الأمور ستتغير في أقرب وقت مستندًا إلى ما قال بأنَّه رأي محللين دوليين يرون بأن دولة الاحتلال ستزول في ظل هذا التغير السريع في المنطقة وسينتصر الإسلام في النهاية، ويرى العمارنة بأنَّ اتفاق أوسلو أدى لانقسام الشعب الفلسطيني بين مؤيد ومعارض، ولم نحصد منه إلا على وجود السلطة، ويعتبر أن الانقسام الداخلي الفلسطيني جريمة، بغض النظر عن الفاعل، وهو أمر عسير وصعب على الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن طيبة الشعب الفلسطيني حدَّت كثيرا من آثاره، ويعتقد أن المقاومة حق كفلته الشرائع والقوانين الدولية والسماوية، وينادي بإشراك كافة التوجهات السياسية بما فيها الحركات الإسلامية في صنع القرار الفلسطيني.