محمّد التّميمي “حمدي”
ولد محمد باسم مصطفى سلطان التميمي المعروف بـ “حمدي” في مدينة الخليل في الرّابع عشر من شباط/ فبراير عام 1951، وهو متزوج ولديه ثلاثة أبناء. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في الخليل.
انخرط في العمل الوطنيّ خلال المرحلة الثانوية، ثم انتمى لحركة فتح، وأصبح من أشهر مقاتليها، وشارك في أنشطتها الوطنية، وقدَّم دعمًا لوجستيًا لدوريّات الفدائيين العابرة من نهر الأردن نحو فلسطين، ورغم مغادرته فلسطين وانخراطه في العمل المقاوم خارجها، إلا أنَّه ظل مسكونًا بفكرة العمل المقاوم داخلها، ما دفعه للالتحاق بقيادة القطاع الغربي، وهو أحد أذرع فتح التي قادت العمل المقاوم في الأرض المحتلة، وأن يكون جزءًا من في قيادة لجنة التنظيم 77، حيث ساهم في الإشراف على العديد من عمليات المقاومة النوعية مثل عملية الدبويا الشهيرة عام 1980، وعملية حائط البراق أو باب المغاربة عام 1986، ومحاولة تفجير مبنى رئاسة الوزراء الصهيونية عبر عملية استشهادية عام 1987، كما شارك في تأسيس الكتيبة الطلابية الذراع العسكري الأبرز لحركة فتح على الساحة اللبنانية، وأسس مع رفاق دربه إطارًا مقاومًا ذا صبغة إسلامية عُرف بـ” سرايا الجهاد الإسلامي” عام 1983، والذي كان أحد الإشارات العملية على انخراط إسلاميي فلسطين بمشروع المقاومة، حيث لعب هذا الإطار دورًا محوريًا في إسناد العمل المقاوم داخل الأرض المحتلة، كما أن حمدي تعاون في تلك الفترة مع الدكتور عبد الله عزام في إرسال بعض المقاومين لتلقي تدريبات في أفغانستان للانخراط في المقاومة في فلسطين، ووفَّر السلاح لمجموعة الشهيد مصباح صوري التي هربت من سجن غزة عام 1987، وساهم في تقديم المساعدة العسكرية للعناصر الأولى في كتائب القسام.
انتمى حمدي للتيار اليساري في فتح، وكان محسوبًا على “جماعة الماويين[1]” داخل حركته، وقد تأثرَّ بالتنظيرات الثورية التي طرحها المفكر منير شفيق، والمستمدة من التجربتين النضاليتين الصينية والفيتنامية، لا سيما نظرية “خط الجماهير”، التي تقوم على فكرة أن الجماهير مصدر النظريات الثورية، وقد وتحول إلى الفكر الإسلامي متأثرا بهذه النظرية، فضلا عن تأثره بعوامل أخرى مثل صعود الحركات الإسلامية في المنطقة العربية والإسلامية، وتجربة “قواعد الشّيوخ” في الأردن، وثورة الخميني في إيران، والمقاومة الأفغانية.
ألف ورفيق دربه أبو حسن قاسم كتيبًا ضمّ رسائلهما الى الأسرى في سجون الاحتلال بعنوان: “أسئلة حول الإسلام والماركسية من وراء القضبان”، نشر عام 1990.
عانى حمدي من الاحتلال؛ إذ اعتقل بين عامي (1968-1969)، وكان حينها أصغر المعتقلين الفلسطينيين سنَّا، وتعرض للتعذيب، واعتقل مرة أخرى أثناء عودته إلى فلسطين سرًا، وأفرج عنه بعد التحقيق معه، وأصيب عدة مرات أثناء الحرب الأهلية اللبنانية في سبعينيات القرن الماضي، ووضع اسمه في قائمة اغتيالات سلطات الاحتلال، فكان يتنقل متخفِّيًا بين سوريا ولبنان والأردن، إلى أن اغتاله الموساد الصهيوني في ليماسول بقبرص مع رفيقيه أبو حسن قاسم ومروان كيالي بتفخيخ سيارتهم في الرابع عشر من شباط/ فبراير عام 1988.
المصادر والمراجع:
- أبو علاء منصور، محمد يوسف. “رحلة لم تكتمل محطات على طريق المقاومة”. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات” 2918.
- عرابي، ساري.” البركة الممتدة في ذكرى الشهداء الثلاث”. الموقع الالكتروني عربي 21:
- “السرايا.. من دفاتر المقاومة الفلسطينية”. الموقع الالكتروني لصحيفة العربي الجديد:
- صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- الطاهر، معين.” تبغ وزيتون حكايا وصور من زمن مقاوم”. الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2017.
[1] نسبة إلى ماوتسي تونغ.