نايف حواتمة
ولد نايف حواتمة في مدينة السلط الأردنية في السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1935. حصل على الثانوية العامة من كلية الحسين الثانوية في الأردن، والتحق بجامعة القاهرة لدراسة الطب، وحصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع من جامعة بيروت العربية، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة موسكو. عمل معلمًا وصحافيًا في الأردن بين عامي (1955-1965).
التحق منذ شبابه المبكر بصفوف حركة القوميين العرب، وتولى مسؤوليتها في الأردن عام 1957، ثمَّ انتقل إلى سوريا ومنها إلى لبنان، حيث ترأس فيها منظمة الشباب القومي العربي، وشارك في الفعاليات الوطنية ضد حلف بغداد ومشروع ايزنهاور عام 1958، وانتقل بعدها إلى سوريا ثمَّ إلى العراق، وأصبح مسؤول الحركة في العراق حتى عام 1963، ثمَّ توجه إلى اليمن وعمل في صفوف الحركة هناك.
عاد إلى الأردن، وشارك في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وما لبث أن انشق عنها بذريعة عدم التزامها بالماركسية، وأسس الجبهة الشعبية الديمقراطية عام 1969، والتي أصبحت لاحقًا الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأصبح أمينها العام، وانضمت جبهته إلى منظمة التحرير الفلسطينية بعد قيام ائتلاف بينها وبين حركة فتح ومنظمة الصاعقة عام 1969، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني، وعضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وشارك في الصدامات التي جرت بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني في أيلول عام 1970، والتي أدت إلى خروج المقاومة من الأردن، وكان حينها من الذين تبنوا إسقاط النظام الهاشمي في الأردن، وقد أقام خلال مسيرته السياسية الطويلة صلات قوية مع القوى الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي، وبنى علاقات متينة مع الدول العربية “التقدمية”.
ارتبط اسمه بالتحولات في الخطاب الفكري والسياسي لمنظمة التحرير، فقد لعب دورًا مركزيًا في إدخال المقولات الماركسية إلى أدبيات منظمة التحرير، والتنظير للبرنامج المرحلي “برنامج النقاط العشر” عام 1974، ولمسار التسوية، وكان أول قيادي فلسطيني داخل منظمة التحرير يوجه دعوة للقوى الإسرائيلية الراغبة في تحقيق السلام مع الفلسطينيين على أساس قرارات الأمم المتحدة، وقد انتقد مرارًا لدفاعه عن الرئيس الراحل ياسر عرفات وخياراته داخل منظمة التحرير، حتى اعتبره البعض حصان عرفات الرابح داخل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وسماه البعض “دورية استطلاع يسارية لليمين الفلسطيني”، وانتقد كذلك لمواقفه المتشددة التي أضرت بالعلاقة بين الفلسطينيين وبعض الأنظمة والحركات السياسية العربية، أما على مستوى جبهته فقد رأى كثيرون أن استئثاره بمنصب الأمين العام منذ تأسيس الجبهة حتى الآن دليل على حبه للزعامة وتعلقه بها.
كتب حواتمة كثيرًا من المقالات والتحليلات، وأجرى عددًا كبيرًا من اللقاءات مع صحف وقنوات تلفزيونية وفضائيات فلسطينية وعربية وأجنبية، وصدر له عدة كتب منها: حول أزمة حركة المقاومة الفلسطينية (تحليل وتوقعات) (بيروت-1969)، وحملة أيلول والمقاومة الفلسطينية-دروس ونتائج- (بيروت-1970)، ومهمات الثورة الفلسطينية بعد غزو لبنان ومعركة بيروت ( بيروت-1980)، وأزمة منظمة التحرير الفلسطينية- تحليل ونقد الجذور والحلول( الإعلام المركزي-1986)، ونايف حواتمة يتحدث (دمشق، 1997)، وأوسلو والسلام الآخر المتوازن (بيروت-1999)، والانتفاضة الاستعصاء- فلسطين إلى أين؟ (بيروت-2001)،
عانى حواتمة اثناء مسيرته السياسية؛ حيث اعتقلته السلطات الأردنية إثر مشاركته في مظاهرة تنديدًا بالمجزرة التي ارتبكها الصهاينة في قبيا عام 1954، وحكم عليه بالإعدام غيابيًا في الأردن عام 1958، واعتقل إثر ذلك عددًا من أخوته، كما اعتقل أثناء تواجده في العراق لمشاركته في معارضة الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم، وأمضى أربعة عشر شهرًا في السجن، وأُعيد اعتقاله خلال رئاسة عبد السلام عارف وأُبعد إلى مصر بعد خلافه مع البعثيين ثم إلى لبنان عام 1963، وأصدرت الحكومة العراقية بحقه حكمًا بالإعدام إذا ما عاد إلى العراق، وأصدرت السلطات الأردنية بيانًا بغرض إلقاء القبض عليه مقابل مكافأة مالية كبيرة خلال أحداث أيلول عام 1970.
المصادر والمراجع:
- سلسلة لقاءات بعنوان “اليسار العربي والجبهة الديمقراطية بأعين نايف حواتمة”، قناة RT روسيا اليوم.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- موقع الجزيرة نت.
- الموقع الإلكتروني لنايف حواتمة.
https://www.ahewar.org/m.asp?i=208
- نايف حواتمة يتحدث. بيروت: دار المناهل، دمشق: دار الكاتب، 1997.