محمود عيسى

ولد محمود موسى عيسى في بلدة عناتا قضاء القدس في الحادي والعشرين من أيار/ مايو عام 1968. درس المرحلة الأساسية في مدرسة عناتا، والثانوية في مدرسة الرشيدية في القدس، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي، والتحق بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس/ أبو ديس. عمل مديرًا لمكتب صحيفة صوت الحق والحرية في القدس.

نشأ في أسرة متدينة، والتحق بالحركة الإسلامية في شبابه المبكر، وشارك في فعالياتها خصوصًا داخل المسجد الأقصى، وانضم للكتلة الإسلامية أثناء دراسته في جامعة القدس/ أبو ديس، وانخرط في صفوف حركة حماس فور تأسيسها، ثم انتمى لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأنشأ الوحدة الخاصة، وهي من أوائل المجموعات العسكرية التابعة للقسام في القدس التي دشَّنت مرحلة جديدة في عمل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، وتكونت من أربعة شباب مقدسيين هم؛ محمود عيسى، ومحمود عطُّون، وماجد قطيش، وموسى عكاري، وقد أوكلت لها مهمة أسر جنود صهاينة ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

 قامت الوحدة باختطاف الرقيب أول في جيش الاحتلال نسيم توليدانو قرب مدينة اللد المحتلة وغنمت سلاحه صبيحة الثالث عشر من كانون أول عام 1992، واحتجزته في إحدى المغارات الأثرية قرب قرية حزما شمال شرق القدس، بهدف إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، فيما عُرف لاحقًا في أدبيات المقاومة بـ”عملية الوفاء للشيخ أحمد ياسين”، وعلى إثر ذلك شن الاحتلال هجمة شرسة ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ فاعتقل الآلاف وأبعد المئات إلى مرج الزهور في جنوب لبنان أواخر عام 1992، وصنفت السلطات الصهيونية هذه العملية على أنها أخطر عملية أسر في تاريخ المقاومة الفلسطينية، وقامت الوحدة بعدها بعدد آخر من العمليات منها دهس الجندي الصهيوني نعوم كولر في “الخضيرة” في السابع عشر من آذار/ مارس عام 1993، وقتل الشرطيين الصهيونيين “دانئيل خروت ومردخاي إسرائيل” والاستيلاء على مسدسيهما في “الخضيرة” في الثلاثين من آذار/ مارس عام 1993، وإطلاق النار على كولونيل وإصابته بجراح خطيرة، على مفرق “بيلو” في مدينة الرملة المحتلة في السادس من أيار/ مايو عام 1993.

 واصل عيسى نشاطه في داخل السجن؛ فانتخب عضوًا في الهيئة القيادية العليا لحركة حماس لأكثر من دورة تنظيمية، وشارك في التخطيط وتنفيذ عدد من الإضرابات عن الطعام، وأصبح من قادة الحركة الفلسطينية الأسيرة، واتهمه الاحتلال بالتواصل مع عناصر من حركة حماس والعمل على تأسيس خلايا عسكرية وتنفيذ عمليات ضد أهداف صهيونية.

ظل التنظير للمقاومة واستراتيجياتها وآليات عملها في دائرة اهتمام عيسى، وقد عبَّر عن أطروحاته حولها في مجموعة من المؤلفات التي تناولت حقول: المقاومة، والأدب، والشريعة، والسياسة، منها: المقاومة بين النظرية والتطبيق (2000)، ورواية حكاية صابر (2012)، والمجموعة القصصية وفاء وغدر (2013)، وتأملات قرآنية (2014)، ونظرية المؤامرة في القرآن الكريم (2015)، والسياسة بين الواقعية والشرعية: دراسة نقدية لكتاب الأمير لمكيافيلي (2016).

عانى عيسى أثناء مسيرته النضالية؛ فهو أحد أقدم الأسرى المقدسيين في سجون الاحتلال، إذ اعتقل في الثالث من حزيران/ يونيو عام 1993، وحكم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات و46 عامًا، وخضع لتحقيق قاس لمدة شهرين في مركزي تحقيق القدس والرملة، وفرض عليه الاحتلال عدم الاستقرار في أي سجن، إذ كان ينقله كل ستة أشهر، كما حرمه من إكمال تعليمه الجامعي، وحوَّله للتحقيق ثلاث مرات في الأعوام (1993، 1998، 2002)، وأخضعه للعزل الانفرادي لأكثر من 13 عامًا، وأضاف إلى حكمه ست سنوات، واعتقل والدته للضغط عليه من أجل الاعتراف، ومنعها من زيارته لسنوات طويلة، وتوفي والده وحُرم من وداعه عام 1994، كما حرمه الاحتلال من فرصة الإفراج عنه حين رفض إدراجه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، ولم يضمنه في قوائم أسرى ما قبل أوسلو الذين أفرج عنهم عام 2013.

 

المصادر والمراجع:

  1. المركز الفلسطيني للإعلام

https://www.palinfo.com/232635

  1. وثائقي الجزيرة ” حكاية صابر” عن قصة حياة محمود عيسى:

https://bit.ly/3fPuxMn

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى