محمد يوسف “أبو علاء منصور”
ولد محمد محمود سليم يوسف “أبو علاء منصور” في بلدة بلعين في محافظة رام الله في التاسع من أيلول/ سبتمبر عام 1949. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة بلعين، والإعدادية في مدرسة اتحاد صفا، والثانوية في المدرسة الهاشمية في مدينة البيرة، وحصل الثانوية العامة في الفرع العلمي من كلية الحسين في عمان عام 1968، ونال درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة بغداد عام 1972، ودرجة الدبلوم في إدارة المؤسسات من جامعة بيرزيت في العام 1998.
عمل مدرسًا للرياضيات في مدرسة بنات رام الله الثانوية بين عامي (1972-1974)، وفي المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في عمان، وعمل في وزارة الداخلية الفلسطينية حتى تقاعده.
انتمى لحركة فتح عام 1968، وأنهى داخلها دورة عسكرية في معسكر 99 في جبال السلط عام 1969، ودورة كادر إعلامي في مخيم الوحدات عام 1970، ودورة ثالثة في العراق عام 1972، ونشط داخل صفوف الحركة في الساحة العراقية إبان دراسته الجامعية، وكوَّن خلية تابعة للحركة فور عودته إلى فلسطين، والتي نفَّذت عملية طعن لجنديين كانا يحرسان في بنك لئومي الصهيوني وسط رام الله في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1973، وصادرت أسلحتهما، واعتقلت الخلية وتمكَّن أبو علاء من الفرار إلى الأردن بعد أشهر من العملية. واعتقل في سجن المحطة في عمان بين عامي (1976-1978)، كما اعتقل لدى الأجهزة الأمنية السورية مرتين بين الأعوام (1980-1984).
انخرط منصور في أنشطة الحركة خارج فلسطين، فشغل مسؤول مكتب لجنة التنظيم 77 (إحدى لجان القطاع الغربي في الحركة) خلال الفترة بين عام (1980-1986)، وكان مديراً لمكتب الانتفاضة عام 1990، وشغل أمين سر منطقة الوسط في حركة فتح بين الأعوام (1990-1996)، وأمين سر إقليم حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة بين أعوام (1998-2007).
كان ضمن قيادة حركة فتح في الانتفاضة الثانية، وكان أحد مرشحي حركة فتح في الانتخابات التشريعية عام 2006. قصف الاحتلال مكتبه عام 2001 محاولًا اغتياله، وطارده بين الأعوام (2001-2005).
أصدر منصور عددًا من الكتب التي تحكي تجربته النضالية ورؤيته لمسيرة الثورة الفلسطينية، منها؛ عبور النهر، وعلى ضفاف النهر، ورحلة لم تكتمل، وبلعين في المقاومة الشعبية، وانتفاضة المقهورين.
يؤمن منصور بأن الشعب الفلسطيني سيحقق حلمه بالحرية والاستقلال، فلا يمكن لاحتلال أو استعمار أن يبقى، والمستقبل سيكون لصالح القضية الفلسطينية بالرغم من الأحداث الدامية التي تشهدها المنطقة العربية، والقضية الفلسطينية عادلة، وهي قضية عربية بالدرجة الأولى، ويؤكد أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق وأصحاب القضية، وصغارهم كما كبارهم يدرك هذه الحقيقة، وما الهبات الشعبية في الآونة الأخيرة إلا أكبر دليل على ذلك.
يرى أن اتفاق أوسلو شكل صدمة كبيرة لم يتوقعها أحد، فالثورة حملت أحلاما كبرى تجاه تحرير فلسطين وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني والأمة العربية في الوحدة، ولم يكن الاتفاق على مستوى طموحات الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه والاستقلال، وسرعان ما ترجمت هذه الصدمة إلى حقائق على أرض الواقع، وهو ما آلت إليه الظروف هذه الأيام من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها، وتجزئة الضفة الغربية وقطع التواصل بينها.
ويعتقد منصور بأنَّ الانقسام أحد أهم الكوارث الفلسطينية، وهو صراع فئوي على السلطة بين حركتي فتح وحماس، وليس صراعًا على برامج سياسية، وكلا الجانبين يمارس الكذب والخداع والتضليل، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه فإن المصالحة تبدو بعيدة، وستورط الشعب الفلسطيني أكثر وأكثر في أزمات كبيرة، وأخطر ما في الانقسام أنه مزق الجسد الفلسطيني تجاه الموضوع الوطني، وترك الناس بلا مرجعية، وأفقدهم بقايا الحلم والأمل الذي تجدد مع الانتفاضة الأولى ثم هبة القدس، ويعتقد أن إنهاء الانقسام يتطلب حدثا كبيراً يجبر الطرفين على المضي قدماً في المصالحة الوطنية.
يرى بأن منظمة التحرير شكلت ردة فعل على قسوة الواقع العربي تجاه الفلسطينيين في مرحلة ما بعد النكبة، وجد فيها الفلسطينيون أنفسهم بلا ملجأ وعنوان، فنشأت المنظمة لجمع الفلسطينيين تحت منظمة واحدة تعبر عنهم وتتحدث باسمهم، ويعتبر أن دورها تراجع بشكل كبير بعد الهزائم التي لحقت بالثورة وخاصة عام 1982، والمشكلة أنها أصبحت لا تمثل الساحة الفلسطينية وتمثل بقايا الماضي، لذا يجب على المنظمة أن تكون وعاءً يستوعب الجديد، ويشعر الفلسطينيون بأنَّها تمثل تطلعاتهم وطموحاتهم.