عائشة عودة
ولدت عائشة عودة أحمد عودة في بلدة دير جرير في محافظة رام الله عام 1944. درسَت المرحلة الابتدائية في مدرسة دير جرير، والمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة بنات رام الله الثانوية،
وحصلت على درجة الدبلوم في التربية من معهد دار المعلمات الحكومي في رام الله عام 1966. عملت معلِّمة في مدرسة بنات عين يبرود بين أعوام (1966-1969)، ثم معلِّمة في مدرسة الزبيدية الإعدادية في عمان بين أعوام (1979- 1982)، ثم موظفة في مؤسسة أسر الشهداء والجرحى والأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بين أعوام (1982- 1994)، ثم انتقلت إلى وزارة الشئون الاجتماعية لتعين مسؤولة وحدة المرأة فيها بين أعوام (1994-1998)، ثم أصبحت مديرة وحدة النوع الاجتماعي في وزارة العمل عام 1998 حتى تقاعدها عام 2005.
تأثرت عودة بالنكبة وما واكبها من مجازر وتهجير، وبتجربة عائلتها النضالية، فانتمت لحركة القوميين العرب عام 1963، ثمَّ انضمت لصفوف الجبهة الشعبية عام 1967، وتلقت تدريبًا على الأسلحة في قواعد الفدائيين في الأردن. شاركت في عملية “السوبر سول” الفدائية في القدس، واعتقلها الاحتلال عام 1969 وحكمها بمؤبدين، وهدم بيت أسرتها، أفرج عنها عام 1979 ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين الجبهة الشعبية – القيادة العامة والاحتلال، والتي عُرفت بعملية “النورس”. أصبحت عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1981، وعضوا في لجنة متابعة الأرض المحتلة ممثلة عن الجبهة الديمقراطية خلال فترة وجودها في الأردن، كما أنَّها نشطت في اللجنة الأردنية لدعم الانتفاضة الفلسطينية الأولى. تحولت إلى الجبهة الديمقراطية عام 1989، وأصبحت عضوا في اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية بين أعوام 1989-1991. تحولت بعدها إلى حزب فدا، واختيرت لعضوية لجنته المركزية، لكنها تركته إثر توقيع اتفاق أوسلو. نشطت عودة في العمل النسوي المؤسسي؛ فترأست رابطة نساء أسرن من أجل الحرية (مسيرة)، وأسست مع أخريات منتدى (جذوة عسقلان الثقافية)، كما أسست جمعية سيدات دير جرير للتنمية عام 2002، وهي الآن متفرغة للكتابة الإبداعية وكتابة المقالات في الصحف والمواقع الإلكترونية بالإضافة إلى العمل الاجتماعي.
صدر لعودة ثلاثة كتب هي؛ أحلام بالحرية (2004)، والذي يوثق لتجربة التحقيق في سجون الاحتلال، و”يوم مختلف” (2007) وهو عبارة عن مجموعة قصصية، و”ثمنا للشمس” (2012) يتناول تجربة الأسر في سجون الاحتلال.
تصف عودة دولة الاحتلال بالكيان المجرم والعنصري الذي يعمل على تحطيم الشعب الفلسطيني وسلبه أرضه، معتبرة أنه لا إمكانية للتعايش معه في الوقت الحاضر، وتتحفظ عودة على بعض تفاصيل اتفاق أوسلو، وترى أنَّه من المفترض أن يكون الأداء الفلسطيني أفضل، وترى أن الشعب الفلسطيني في المقابل بحاجة لبناء كينونة، وهو بحاجة للسلطة الفلسطينية، فوجودها يساعد على بلورة الشخصية الفلسطينية بشكل أفضل، فضلا عن أن المعركة مع الاحتلال طويلة ولا بد من توظيف بعض النقاط ومراكمتها، لكن في النهاية هنالك واقع جديد تجاوز أوسلو.
ترى عودة بأنَّ الانقسام قضية مؤلمة لا تحبذ الحديث عنها لأنَّها حدثت بأيدٍ فلسطينية، محملة حركة حماس المسؤولية الكبيرة عنه، كما أنَّ حركة فتح لم تدرك كيفية منع الوصول لمرحلة الانقسام، وتعتقد بأن حق المقاومة في استخدام كل الوسائل لمواجهة الاحتلال مكفول، لكن اختيار الوسيلة والأداة يجب أن يكون محل اتفاق، فمثلا العمليات الاستشهادية كانت مهمة ومؤثرة حتى أحداث 11 أيلول /2001، حيث اختلفت نظرة العالم لهذه الأداة، وما هو مهم الآن هو التقدم خطوة للأمام نحو الأهداف. ترى عودة أن من الضروري أن تكون حركة حماس داخل منظمة التحرير لأنَّ المنظمة يجب أن تضم الجميع، ولابد من الالتقاء على برنامج نضالي موحد يصب في مصلحة القضية الفلسطينية.