أمل الجعبة
ولدت أمل محمد عطا الجعبة في مدينة الخليل في الخامس عشر من آب/ أغسطس عام 1955، وهي متزوجة ولديها خمسة أبناء. تلقت تعليمها الابتدائي في مدارس مدينة أريحا، والإعدادي والثانوي في مدارس مدينة رام الله، ونالت درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت عام 1979، ودرجة الماجستير في علم الاجتماع من ذات الجامعة عام 2001. عملت مسؤولة الإرشاد الاجتماعي والعمل البحثي في مركز الأمية وتعليم الكبار التابع لجامعة بيرزيت، ثمَّ عملت أخصائية اجتماعية في مركز الهلال الأحمر في الخليل، ثم منسقة برامج اتحاد لجان العمل النسائي حتى عام 1990، ثمَّ مسؤولة مركز المرأة للإرشاد الاجتماعي/ فرع الخليل.
تأثرت في بداية حياتها بالفكر القومي، وبصعود العمل الوطني، وانتمت للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1977، ونشطت في العمل الطلابي ضمن إطارها، وكانت من الداعين لتأسيس مجلس التنسيق النسوي مدفوعة بإيمانها بالعمل النسوي الموحد من أجل حشد الجهود لمقاومة الاحتلال، وهي عضو الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية منذ تأسيسه، وكانت عضوا قيادة مركزية في الجبهة الديمقراطية، وعضو لجنة مركزية في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، كما أنَّها نشطت ضمن العديد من الجمعيات النسوية في محافظة الخليل، إضافة إلى أنَّها عضو في اللجنة النسائية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية.
تؤمن الجعبة بأن الشعب الفلسطيني لا بد أن ينتصر، ولا بد للمحتل أن يندحر، والاحتلال إلى زوال، ومن الممكن أن تطول معركة الشعب الفلسطيني بين مد وجزر، لكن هذه الأرض في نهاية المطاف هي حق للشعب الفلسطيني، كان عليها منذ الأزل وستبقى الأجيال المقاومة على هذه الأرض ما دام الاحتلال موجودًا حتى تحقيق النصر.
ترى الجعبة بأن توقيع اتفاق أوسلو جاء في ظل ظروف ضاغطة مرت بها القضية الفلسطينية؛ مثل انهيار الاتحاد السوفياتي، والوضع الصعب الذي كانت تعيشه منظمة التحرير، وقد رأى فيه البعض تحقيقًا لحلم العوة لدى جزء من الفلسطينيين، لكنَّ الاتفاق لم يحقق أي إنجاز على مستوى الساحة الداخلية الفلسطينية، بل على العكس تصاعد الاستيطان وزادت إجراءات الاحتلال القمعية وارتفع عدد الأسرى والشهداء، وآن أوان العمل على مراجعة كل الاتفاقيات السابقة لوضع معالم نضالية جديدة، وأن يتحمل الجميع مسؤوليته بهذا الاتجاه.
تعتقد أن الانقسام نكبة جديدة أخَّر تحقيق العديد من الإنجازات الوطنية، وأعطى المجال للعدو الإسرائيلي ليمعن في إجراءاته القمعية بحق الشعب الفلسطيني، فاستفرد بالقدس والضفة وغزة، داعية إلى ضرورة إنهاءه، وترى بأنَّه ليس مطلوبا من حركتي فتح وحماس تغيير برامجها للوصول للمصالحة، وإنما المطلوب من الجميع الالتقاء على برنامج نضالي يتلاءم مع التحديات الحالية التي فرضها الاحتلال والاستيطان وحماية الثوابت الفلسطينية، فإذا التقت الفصائل الفلسطينية كافة على برنامج نضالي واحد، يمكن تجاوز حالة التجزئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وتؤكد الجعبة على حق الشعب الفلسطيني في استخدام الوسائل كافة للتخلص من الاحتلال بما فيها المقاومة المسلحة، خصوصًا أن القانون الدولي وكافة شرائع العالم تعطي الحق لأي شعب محتل ممارس كل الطرق والوسائل للتخلص من المحتل، ولكن القضية يجب أن تكون باتفاق واستراتيجية واضحة بين كل الفصائل الفلسطينية، ولابد من الدعوة لعقد مؤتمر وطني شامل يضم أطياف النضال الفلسطيني كافة، والتوافق على برنامج نضالي موحد بإجماع من الفصائل، فالمعركة مع الاحتلال طويلة، ومن الضروري تعزيز صمود الشعب على أرضه والاهتمام بالجوانب الاجتماعية والحياتية والمعيشية للناس، وتوفير لقمة العيش والعدالة الاجتماعية لهم، وأهمية ذلك لا تقل عن مقاومة الاحتلال؛ فالنسيج الاجتماعي تعرض لمخاطر كبيرة في الآونة الأخيرة.
وتدعو إلى إشراك التوجهات السياسية كافة في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، خصوصًا إذا أراد الشعب الفلسطيني أن يحقق حقوقه الوطنية كافة في إطار قيادي موحد، فالمنظمة هي الممثل الوحيد لحقوقه الوطنية.