يحيى عياش

ولد يحيى عبد اللطيف ساطي محمود عياش المعروف بلقب “المهندس” في قرية رافات في محافظة سلفيت في السادس من آذار/ مارس عام 1966، وهو متزوج وله ولدين. درس المرحلة الأساسية في مدرستي قريتي رافات والزاوية، والثانوية في مدرسة بديا الثانوية، وحصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1984، وأنهى درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من كلية الهندسة في جامعة بيرزيت عام 1993.

انتمى عياش لجماعة الإخوان المسلمين في فترة مبكرة من حياته، وشارك في نشاطاتها، والتحق بصفوف الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت عام 1984، وانخرط في فعالياتها بما فيها المسيرات ضد الاحتلال، وانتمى لحركة حماس فور تأسيسها، وكان من قادتها في محافظة سلفيت بين عامي (1988-1992)، وشارك في التخطَّيط وتنفيذ فعالياتها، وآوى في منزله خلال تلك الفترة عددًا من المطاردين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ولاحق العملاء، ثمَّ انضم للجناح العسكري لكتائب القسام على يد زاهر جبارين عام 1992، ودشَّن مرحلةً جديدةً في تاريخ المقاومة الفلسطينية المسلحة داخل فلسطين، حين ابتكر ظاهرة الاستشهاديين الفلسطينيين لأجيال ما بعد عام 1967، وأدخل تقنية تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة واستخدامها في العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، وأصبح قائدًا لكتائب القسام.

افتتح عياش عمله في الكتائب بالمشاركة في التخطيط لعملية ضد المستوطنين على مفترق بلعين تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أثناء خوضهم لإضراب عن الطعام، وتم تنفيذها في السابع عشر من تشرين أول عام 1992، ثم إعداد سيارة مفخخة تمَّ استخدامها في عملية “رامات أفعال” في “تل أبيب” في الحادي والعشرين من تشرين الثاني عام 1992، كما أعدَّ أول عملية استشهادية نفَّذتها كتائب القسام في “ميحولا” في غور الأردن في الخامس عشر من آذار عام 1993، وأصبح مطاردًا للاحتلال في 25 نيسان عام 1993، ثمَّ توالت عملياته الاستشهادية، وتصاعدت وتيرتها بعد مجزرة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل عام 1994، فكان مسؤولًا عن عددٍ من العمليات منها “العفولة” في السادس من نيسان عام 1994، و”الخضيرة” في الثالث عشر من نيسان عام 1994، وشارع “ديزنكوف” في “تل أبيب” في التاسع عشر من تشرين أول عام 1994، و”رامات غان” في الرابع والعشرين من تموز عام 1995، وأظهر خلال عمله قدرة عالية على التخفي، وتطوير أداء المقاومة، وتشكيل مجموعات عسكرية قادرة على تنفيذ المزيد من العمليات ضد مواقع الاحتلال وقواته ومستوطنيه، مثل الوحدة المختارة رقم ستة، والوحدة المختارة رقم صفر.

رفض فكرة مغادرة فلسطين للحفاظ على حياته، وتمكَّن من الوصول سرًا إلى قطاع غزة عام 1995، وهناك شارك في تطوير قدرات القسام التصنيعية، وفي الإعداد للمزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه في الضفة والقطاع، وكان أعد خطة للرجوع إلى الضفة الغربية قبل أيام من اغتياله، وقد استُخدمت هذه الخطة لاحقًا من قبل حسن سلامة الذي قاد عمليات الثأر المقدس.
كُتب عن عياش وتجربته في المقاومة الفلسطينية عدد من الكتب بعدة لغات منها العربية والإنجليزية والعبرية، وتم تناول سيرته في عشرات المقالات والدراسات، وظهرت في بعض الأعمال الدرامية منها مسلسل وفيلم باسمه، ناهيك عن الأفلام الوثائقية، وأطلقت بلدية رام الله اسمه على إحدى شوارعها.

عانى عياش في مسيرته النضالية؛ حيث طارده الاحتلال لسنوات، واعتقل والدته في عشرين أيلول عام 1995، واخضعها للتحقيق مدة 45 يومًا، وفرض عليها الإقامة الجبرية، واعتقل شقيقه مرعي لمدة 19 شهرًا وشقيقه يونس لمدة 24 شهرًا، وداهم منزله مرات عديدة، ودمَّر محتوياته، ولاحقته الأجهزة الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة.

استشهد في الخامس من كانون الثاني/ يناير عام 1996، إثر عملية اغتيال قامت بها مخابرات الاحتلال بوضع عبوة ناسفة في جهازٍ نقالٍ استخدمه للحديث مع والده.

المصادر والمراجع:

⦁ جبارين، زاهر علي. “حكاية الدم من شرايين القسام.. شهادة للعصر والتاريخ”. دمشق: مؤسسة فلسطين للثقافة، ط1، 2012.
⦁ دوعر، غسان.” المهندس: الشهيد يحيى عياش رمز الجهاد وقائد المقاومة في فلسطين”. لندن: فلسطين المسلمة، 1997.
⦁ الموقع الإلكتروني لحركة المقاومة الإسلامية حماس
https://bit.ly/3jnznTM
⦁ هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى