محمد فؤاد أبو زيد
ولد محمد فؤاد أبو زيد في بلدة قباطية في محافظة جنين عام 1934، وهو متزوج وله ولدان وتسع بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرسة قباطية، والثانوية في معهد البحوث الإسلامية التابع للأزهر، وحصل منه على الثانوية العامة عام 1952، وأنهى درجة الدبلوم في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر عام 1954، ودرجة البكالوريوس في الشريعة من جامعة دمشق عام 1960. عمل مدرِّسًا لمدة 15 عامًا، وكانت بدايته في المدرسة الثانوية الشرعية في مدينة عمان، حيث درَّس فيها ثلاث سنوات، ثمَّ درَّس في مدرستي مأدبا الثانوية وجنين الثانوية حتى عام 1971، ومدرسة قباطية الثانوية حتى عام 1977، ثمَّ عُيِّن مديرًا لأوقاف محافظة نابلس عام 1977، ثمَّ مديرًا لأوقاف محافظة جنين حتى عام 1996، ثمَّ عُيِّن مفتيًا لمحافظة جنين عام 1996، كما كان خطيبًا للمسجد الأقصى.
بدأ أبو زيد حياته متدينًا، وانضم لجماعة الإخوان المسلمين خلال دراسته الثانوية في مصر عام 1950، وشارك في نشاطاتها، وعايش انتقال مصر من الملكية إلى النظام العسكري وبداية الصراع بين الإخوان المسلمين ونظام جمال عبد الناصر، كما نَشِطَ في صفوف الجماعة أثناء دراسته في دمشق، وشارك في إعطاء المحاضرات في معسكرات الإخوان الصيفية في الأردن، ثمَّ انخرط في نشاطات الجماعة داخل فلسطين، وأصبح من كوادرها الرئيسين، وساهم بشكل كبير في تعزيز القيم الإسلامية ونشر الفكر الإسلامي في صفوف الفلسطينيين منذ ستينيات القرن الماضي، وكان تأثيره كبيرًا في الداخل المحتل عام 1948 خصوصًا في تهيئة الظروف لظهور الحركة الإسلامية هناك.
اهتم أبو زيد في مجال العمل المؤسساتي؛ فشارك في تأسيس لجنة الزكاة في محافظة جنين وأشرف على مشاريعها، وأصبح عضوًا في مجلس الفتوى الأعلى، وفي الهيئة الإسلامية العليا في الضفة الغربية، وكان من قيادات حركة حماس منذ تأسيسها، ونَشِطَ في مجال الإصلاح، واشتغل على فض النزاعات العشائرية وحل الخلافات بين التنظيمات السياسية خصوصًا بين حركتي حماس وفتح، ولعب دورًا في إدارة شؤون مخيم المبعدين في مرج الزهور في جنوب لبنان، حيث انتخب عضوًا في مجلس شورى المبعدين، وتولى مسؤولية صياغة الخطابات والرسائل التي وجهها المبعدون إلى جهات رسمية؛ عربية، وإسلامية، ودولية، وكان من لجنة استقبال الوفود الزائرة للمخيم.
عانى كثيرًا خلال مسيرته الدعوية والنضالية؛ فقد سجنته السلطات المصرية ضمن حملة شنَّتها ضد نشطاء الإخوان المسلمين في خمسينيات القرن الماضي، وتعرض لتعذيبٍ قاسٍ لعدة أشهر فقد خلاله السمع في أذنه اليسرى، ثمَّ أبعد عن مصر، واعتقلته قوات الاحتلال لمدة ست سنوات، فكان اعتقاله الأول عام 1980، ثمَّ اعتقل عام 1981، وعام 1988، وعام 1990، وأبعدته سلطات الاحتلال إلى مرج الزهور أواخر عام 1992، ومكث في الإبعاد عامًا كاملًا.
انكب أبو زيد على إلقاء الخُطب وإعطاء المحاضرات في مناسبات مختلفة لسنوات طويلة، وعُرف بشخصيته الاجتماعية المؤثرة. وله ديوان شعر باسم “نبضات قلب في مرج الزهور”، كما كتب عددًا من المقالات في الصحف والمجلات الدينية.
توفي في الثامن عشر من تشرين الأول/ ديسمبر عام 2011 بعد صراع مع المرض، ودفن في جنين.
المصادر والمراجع:
⦁ سباعنة، ثامر. ” محمد فؤاد أبو زيد.. في ذكرى داعية ترجل”. رابطة أدباء الشام، 2021.
https://bit.ly/38I8mFC
⦁ وثائقي رجال حول القدس
https://www.youtube.com/watch?v=k7Al8J4jtzM