أحمد الجعبري

ولد أحمد سعيد خليل الجعبري في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر عام 1960، لأسرة فلسطينية تعود جذورها إلى مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. درس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارس قطاع غزة، وأنهى درجة البكالوريوس في التاريخ من الجامعة الإسلامية في غزة.

انخرط الجعبري في فعاليات الحركة الوطنية في شبابه المبكر، وانتمى لحركة فتح، ونَشِطَ في صفوفها، والتحق بإحدى مجموعاتها العسكرية بداية ثمانينيات القرن الماضي، ثم تركها وانتمى لحركة حماس أثناء وجوده في سجون الاحتلال، ولازم عددًا من قادتها مثل صلاح شحادة وإبراهيم المقادمة، وتولى عددًا من المسؤوليات التنظيمية داخل السجن، فكان ممثلًا للأسرى الفلسطينيين أمام إدارة مصلحة السجون الصهيونية، وشارك في قيادة بعض محطات المواجهة معها، من بينها تخطيط وتنفيذ معارك الإضراب عن الطعام، ورَفَضَ التوقيع على وثيقة التوقف عن ممارسة المقاومة التي اشترط الاحتلال على الأسرى المفرج عنهم في إطار اتفاق أوسلو توقيعها، واختار البقاء في الأسر حتى انتهاء محكوميته. أدار جمعية النور لرعاية الأسرى والمحررين عام 1995، وعمل في مكتب القيادة السياسية لحماس في قطاع غزة، ثمَّ تفرَّغ في الجناح العسكري للحركة، وساهم في تطوير قدرات كتائب القسام القتالية، لتصبح أشبه ما يكون بالجيش النظامي، وأشرف على العديد من عملياتها النوعية ضد قوات الاحتلال، وشارك في مختلف محطات المواجهة بين الكتائب وجيش الاحتلال منذ النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، بما فيها المواجهات التي أدت إلى انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وهدم المستوطنات عام 2005، وعملية الوهم المتبدد عام 2006 التي أدت إلى وقوع الجندي الصهيوني جلعاد شاليط أسيرًا في أيدي المقاومة، إضافة لحرب الاحتلال على القطاع التي بدأت في السابع والعشرين من كانون أول/ ديسمبر 2008 وامتدت إلى الثامن عشر من كانون ثاني/ يناير عام 2009، وأطلقت عليها المقاومة تسمية حرب الفرقان.

كان الجعبري عضوًا في المجلس العسكري لكتائب القسام، ونائب قائدها العام، والمسؤول عن الاحتفاظ بالأسير الصهيوني جلعاد شاليط، وأهم مهندسي صفقة وفاء الأحرار، والذي أشرف بشكل مباشر على تسليم شاليط للجانب المصري في الثامن عشر من تشرين أول/ أكتوبر عام 2011.
عانى الجعبري لسنوات طويلة أثناء مشواره النضالي؛ إذ اعتقلته قوات الاحتلال عام 1982، وأمضى في السجن ثلاثة عشرة عامًا، واعتقله جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية عام 1998 لمدة عامين، وأصبح مطلوبًا لقوات الاحتلال، وتعرض لعددٍ من محاولات الاغتيال، أصيب في إحداها بجروح بعد استهداف طائرات الاحتلال لديوان آل الجعبري في حي الشجاعية عام 2004، في حين تمكَّن الاحتلال من اغتيال ابنه محمد الذي كان مرافقًا شخصيًا له، وأخويه فتحي وحسين.
اغتال الاحتلال الجعبري بصاروخ استهدف سيارته في الرابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2012، وقد أشعل اغتياله حربًا بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، لتطلق عليه الكتائب في بيان نعيه برئيس أركان المقاومة في فلسطين، كما أطلقت اسمه على أحد صواريخها المصنَّعة محليًا (J8) والذي يصل مداه إلى 80 كم، وقد قامت بإطلاقه صوب “تل أبيب” في حرب عام 2014.

المصادر والمراجع:
⦁ فضائية الجزيرة: https://bit.ly/394ZfPf
⦁ الموقع الإلكتروني لكتائب القسام: https://bit.ly/3h0vYbo
⦁ الموقع الإلكتروني للمركز الفلسطيني للإعلام: https://bit.ly/2WeK1lM

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى