سميحة خليل
ولدت سميحة يوسف مصطفى القبج “سميحة خليل” في ربيع عام 1923 في بلدة عنبتا في محافظة طولكرم، وهي متزوجة ولها أربعة أبناء ذكور وابنة، ووالدها رئيس بلدية عنبتا سابقًا. درست المرحلة الأساسية في إحدى مدارس الأديرة في نابلس وفي مدرسة طولكرم للبنات، والثانوية في مدرسة الفرندز في رام الله، وحصلت على شهادة الثانوية العامة عام 1964، والتحقت بجامعة بيروت العربية لدراسة الأدب العربي عام 1964.
انخرطت خليل بالعمل الوطني والسياسي في شبابها المبكر، فشاركت في المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، ونشطت في إغاثة اللاجئين في قطاع غزة بعيد نكبة عام 1948، وانتمت للفكر الناصري، وقادت تظاهرات نسوية في الضفة الغربية ضد حلف بغداد عام 1956، وحضرت جلسات المجلس الوطني الأول عام 1964، وأصبحت عضوًا فيه في العام التالي، ونشطت في تقديم المساعدات للعائلات النازحة بعيد نكسة عام 1967، من خلال عضويتها في لجنة إغاثة المتضررين، وتحولت للعمل السياسي المباشر، فأصبحت عضوًا في قيادة الجبهة الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1973، وعضوًا في لجنة التوجيه الوطني في الأراضي المحتلة عام 1978، وكانت في تلك الفترة تتقاطع في آرائها مع الجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش. رشَّحت خليل نفسها للانتخابات الرئاسية للسلطة الفلسطينية عام 1996، وهي أول امرأة تترشَّح للرئاسة عربيًا، وحصدت 12% من الأصوات.
أولت خليل اهتمامًا كبيرا بالعمل النسوي المؤسساتي، فرئست جمعية التضامن النسائي في قرية المجدل المحتلة عام 1946، وأسست الاتحاد النسائي العربي في البيرة عام 1955 وترأسته، وجمعية إنعاش الأسرة في البيرة عام 1965 وترأستها حتى وفاتها، وشاركت في تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1965، وانتخبت أمينة سر لجنته التنفيذية، وترأست فرعه في الأراضي المحتلة، كما ترأست الاتحاد العام للجمعيات الخيرية، واتحاد الجمعيات التطوعية، وشاركت في عضوية العديد من الجمعيات والاتحادات مثل جمعية الشابات المسيحيات، واتحاد الجمعيات الخيرية في القدس، وجمعية المقاصد الخيرية، ونالت مراتب شرف في عدة اتحادات، فكانت عضو شرف في اتحاد المحامين العرب، والاتحاد النسائي العربي.
شاركت في العشرات من المؤتمرات المحلية والدولية الخاصة بالمرأة ودورها، وحازت عددًا من الأوسمة والشهادات والدروع. نشرت عددًا من المؤلفات منها كتاب “من الانتفاضة الى الدولة”، كما ألفت أشعار زجل ونُشر لها العديد من المقالات، وأصدرت دورية التراث والمجتمع التي صدر منها عشرات الأعداد، وأسست متحفًا شعبيًا فلسطينيًا، ولجنة الأبحاث الاجتماعية والتراث في جمعية إنعاش الأسرة عام 1972، وقد لقبت من محبيها بسنديانة فلسطين.
واجهت سميحة الكثير من الصعوبات أثناء عملها النسوي، فقد أغلق النظام الأردني مكاتب اتحاد المرأة النسائي عام 1966، واستدعيت للتحقيق من قبل أجهزته الأمنية أكثر من مرة، وصودر جواز سفرها، وعانت من ممارسات الاحتلال، فحرمها من استكمال دراستها الجامعية، واحتجزها ست مرات، واستدعاها عدة مرات، وداهم بيتها ومكتبها عدة مرات، وفرض عليها الإقامة الجبرية بين عامي (1980-1983)، ومنعت من السفر اثني عشر عامًا، وأغلقت جمعيتها واقتحمت عدة مرات.
توفيت في السادس والعشرين من شباط/فبراير عام 1999 ودفنت في البيرة.
المصادر والمراجع:
- البرغوثي، عبد اللطيف، كناعنة، شريف.” مناضلة من فلسطين، دراسة في حياة ونضال سميحة سلامة خليل”. البيرة: جمعية إنعاش الأسرة، 1992.
- ” السيدة سميحة سلامة خليل رئيسة جمعية إنعاش الأسرة في سطور”. مجلة التراث والمجتمع، العدد 33، نيسان 1999.
- عبد الهادي، فيحاء. “أدوار المرأة الفلسطينية في الثلاثينيات، المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية: روايات النساء، نصوص المقابلات الشفوية”. البيرة: مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق، 2006.
- مجلة التراث والمجتمع، العدد 43، 2006. (ملف خاص عن سيرة سميحة خليل).