محمّد النّجار “أبو يوسف النجار”
ولد محمّد يوسف النّجار “أبو يوسف” في قرية يبنا المهجرة قضاء الرّملة المحتلة عام 1931، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وثلاث بنات. أتمّ المرحلة الأساسية في مدرسة قريته، والثانوية في الكلية الإبراهيميّة في القدس. عمل مدرِّسًا في مدرسة يبنا عام 1947، فموظفًا في مركز الخدمات الاجتماعية بوكالة الغوث، ثم مدرسًا في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة حتى عام 1956، ومدرسًا في دولة قطر بين الأعوام (1957-1967)، وكان عضوًا في لجنة دولة قطر إلى الأقطار العربية لاختيار المدرسين.
انضم أبو يوسف إلى جماعة الإخوان المسلمين سنة 1946، ونشط ضمن صفوفها، وانتمى لمنظمة النجادة، وشارك في القتال إبان أحداث النكبة، وشارك في التظاهرات المطالبة بتسليح الفلسطينيين وتجنيدهم لمواجهة اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة، وكان من قادة النظام الخاص(تنظيم عسكري مسلح) التابع للإخوان في منطقة رفح، وقد دعا في تلك الفترة قيادته لتأسيس تنظيم فلسطيني يقود الكفاح المسلح ضد الاحتلال، وقاد تظاهرات شعبية احتجاجًا على مشروع التوطين في شمالي سيناء، وينسب إليه حرق مخازن الأونروا، ويقال بأنَّه ناحتُ شعار “ولّعوا النار في هالخيام وارموا كروتة التموين”، كما أنَّه نشط في صفوف الإخوان وفي صفوف حركة فتح في مخيم عقبة جبر في محافظة أريحا، وقد ترك جماعة الإخوان عام 1962.
كان جزءًا من خلية التأسيس لحركة فتح، ضمن ما بات يُعرف بمجموعة قطر، وكان عضوًا في اللجنة المكلفة للإشراف على الاستعدادات النهائية لإطلاق العمل المسلح، ومراقبة أداء أبو عمار في هذا المضمار، وشغل منصب المفوض المالي لفتح، واختير عضوًا في اللجنة المركزية للحركة عام 1963، وأسندت إليه القيادة العامة لقوات العاصفة وقيادة عملية الانطلاقة في الأول من كانون ثاني/ يناير عام 1965، وترأس اللجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان التي أوكل إليها تنظيم العلاقة اليوميّة مع الحكومة اللبنانية عام 1968، وترأس جهاز الأمن والمعلومات في فتح عام 1971، واختير عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس الدائرة السياسية فيها عام 1969، وكان من المؤسسين لمنظمة أيلول الأسود التابعة لفتح.
شارك أبو يوسف في الكثير من المؤتمرات والندوات العربية والدولية، ومثّل فلسطين في مؤتمر وزراء الدّفاع العرب في القاهرة، وفي المؤتمر الإسلامي الرابع في ليبيا عام 1973، وعُرف عنه رفضه لمقترحات التسوية وإصراره على مواصلة المقاومة حتى التحرير، وأيد العمليات الخارجية، لكنَّه عاد وانتقدها، ودعا إلى التركيز على المقاومة داخل فلسطين، ويقال بأنَّه قاد محاولة لاغتيال غولدا مائير في إيطاليا عام 1973.
كان أبو يوسف يفضِّل وصف الحالة الثورية الفلسطينية بعد عام 1965 بـ “حركة المقاومة”، كون هذه الحالة برأيه، لم تكتمل فيها عناصر الثورة كما في دول أخرى في العالم، لكنَّها تقاوم المحتل بكل ما أوتيت من قوة.
أصيب النجار في يده أثناء أحداث النكبة، واعتقلته السلطات المصرية عام 1954، ثمَّ عام 1955، ومُنع من العمل، ونجا من أكثر من محاولة لاغتياله من قبل مخابرات الاحتلال، إلى أن تمكن الموساد من اغتياله وزوجته في مقر سكنه في شارع فردان في بيروت، في العاشر من نيسان/ إبريل عام 1973، في نفس الحادثة التي اغتيل فيها القياديين كمال ناصر وكمال عدوان.
المصادر والمراجع:
- ” آخر ما قاله الشهيد أبو يوسف”. شؤون فلسطينية، العدد21، أيار / مايو 1973.
- الحسن، خالد.” أبو يوسف.. رمز جيل كامل”. شؤون فلسطينية، العدد21، أيار/ مايو 1973.
- الحوت، بيان نويهض. “أبو يوسف.. حياته، مسؤولياته ومعتقداته السياسية”. شؤون فلسطينية، العدد 33، أيار / مايو 1974.
- عدوان، عصام. “حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح 1958-1968”. القاهرة: مكتبة مدبولي، 2010.
- صالح، محسن محمد.” الاخوان المسلمون الفلسطينيون ونشأة فتح (2)”. الموقع الالكتروني لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.https://www.alzaytouna.net/2020/04/11/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88%D9%86-2/#.XreiY2gzbIU
- “الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الرابع. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.