كمال ناصر

ولد كمال بطرس إبراهيم ناصِر في مدينة غزّة في العاشِر من نيسان/ إبريل عام 1924، لعائِلة من بلدة بيرزيت في محافظة رام الله والبيرة. أنهى تعليمه الأساسي والثانوي في مدرسة بيرزيت عام 1941، ونال درجة البكالوريوس في الآداب والعلوم السياسيّة من الجامعة الأمريكيّة في بيروت عام 1945. عمل مدرسًا في مدرسة صهيون الإنجليزية في القدس، وفي الكلية الأهليّة في رام الله عام 1947. وعمل في مجال الصحافة عام 1949، وعمل في الكويت مستشارًا لأميرها عام 1952.

انتسب ناصر لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1952م، وأصبح رئيس تحرير جريدة البعث، وخاض الانتخابات النيابية ممثلًا لحزب البعث عن محافظة رام الله، وفاز بعضوية مجلس النواب الأردنيّ عام 1956، وغادر إلى سوريا في أعقاب أحداث عام 1956، وقلّده الرئيس المصري جمال عبد الناصر وساماً، تقديراً لدوره في الوحدة العربيّة. اختلف مع النظام السوري وهرب إلى بيروت ومن ثم إلى باريس، إلى أن قرر العودة إلى رام الله عام 1966 بعد صدور عفو عام.

وقف كمال ناصر ضد الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية، وجاهر بالعداء له، وانضم إلى منظمة التحرير عام 1968، لينتخب عام 1969 عضواً في لجنتها التنفيذيّة، فأسس دائِرة التوجيه والإعلام التي بقي مسؤولًا عنها حتّى استشهاده، إضافة إلى تأسيسه جريدة “فلسطين الثورة” التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة تحريرها منذ صدورها في حزيران 1972 حتى استشهاده.

اعتقل من قبل النظام السوري عام 1966 لمدة عام، واعتقل إبان الحكم الأردني للضفة الغربية، وأغلقت مجلاته في أكثر من مرة، وأصبح لاجئاً سياسياً في أكثر من دولة بعد أحداث الأردن بين الأعوام 1956-1966، واعتقلته سلطات الاحتلال بعد أشهر من هزيمة حزيران، وأبعدته في الثالث والعشرين من كانون أول / ديسمبر عام 1967 إلى خارج فلسطين.

أصدر كمال ناصر مع آخرين مجلّة “الجيل الجديد” في مدينة القدس عام 1949م، وشارك في إصدار ورئاسة تحرير صحيفتي “البعث” و”فلسطين”، وصدر له أكثر من ديوان شعر منها؛ أنشودة الثأر (1959)، وجراح تغني (1960)، وأغنيات من باريس (1967)، وله عدد من المسرحيات منها؛ مسرح المتنبي، والصح والخطأ، والتنين، وقد جُمعت أعماله الشعرية في كتاب خاص نشر عام 1974، وجُمعت أعماله النثرية في كتاب آخر نشر في نفس العام، وكُتب حوله عدد من الكتب والدراسات.

ظلَّ كمال ناصر مؤمنًا بثوابت الشعب الفلسطيني المتمثلة بحقه في المقاومة حتى تحرير فلسطين التاريخية وعودة اللاجئين، ومؤمنًا بالوحدة العربية، وكان يعبر عن ذلك في كل لقاءاته الصحفية وأدبياته، لكنَّ خطابه الإعلامي اتسم بالعاطفية أحيانا؛ فهاجم في أكثر من مرة بعض الدول الوازنة في المنطقة، ما سبب حراجا لمنظمة التحرير.

اغتال جهاز “الموساد” الصهيوني بقيادة إيهود باراك كمال ناصر في العاشر من نيسان/ إبريل عام 1973، بعد إصابته بخمسة عشر رصاصة، مع أبو يوسف النّجار وكمال عدوان في مقرّ سكنهم في شارع فردان ببيروت، ودفن في مقبرة الشّهداء الإسلاميّة بجانب غسان كنفاني كما كانَ أوصى.

المصادر والمراجع:

  1. القلقيلي، عبد الفتاح، نزيه أبو نضال.” الكاشف معجم كتاب وأدباء فلسطين”. المجلس الأعلى للتربية والثقافة – منظمة التحرير الفلسطينية، ط1، 2011.
  2. ناصر، كمال.” مذكرات لاجئ سياسي”. شؤون فلسطينية، العدد 44، نيسان/ ابريل 1975.
  3. هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.
  4. “الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الثالث. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى