كمال عدوان

ولد “أحمد كمال” عبد الحافظ علي عدوان في قرية بَرْبَرة المهجرة في قطاع غزة عام 1935، وهو متزوج وله ابن وابنة. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة قريته، والاعدادية في مدرسة الرمال التابعة لوكالة الغوث في مدينة غزة، والثانوية في مدرستي الإمام الشافعي الثانوية وفلسطين الثانوية، وأنهى دراسة البكالوريوس في هندسة البترول والمعادن من جامعة القاهرة عام 1961. عمل مدرِّساً في قَطَر عام 1955، ومهندساً متدرباً في شركة أرامكو في مدينة الدمام في السعودية عام 1958، ثمَّ مهندسا بين الأعوام (1961-1963)، كما عمل مهندسا للبترول في قطر عام 1963.

انضم عدوان لجماعة الإخوان المسلمين عام 1952، وقام بتشكيل نواة لتنظيم فلسطيني مسلح يعمل على تحرير فلسطين ضمّ اثنى عشر شابًا إخوانياً، ووضع تصورا تفصيليا لمجالات العمل المقاوم، وارتبط بعلاقات مع ضابط المخابرات المصري مصطفى حافظ الذي زوده بخرائط عسكرية، واصطحبه في عدة عمليات استطلاعية داخل الأراضي المحتلة، واشترك في عدة عمليات عسكرية مثل عملية زوهر عام 1955، وشارك في المظاهرات الرافضة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والمُطالِبة بالتسليح عام 1955، وقدَّم لجماعة الإخوان مقترحا مكتوبا من عشرين صفحة، وضع فيه تصوره للتعاون مع القوميين واليساريين في العمل الشعبي وفي المجالات السياسية والإعلامية والعسكرية أثناء الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة عام 1956، ثم تسلل إلى مصر بعد انكشاف مواصلا متابعة المقاومة إلى أن خرج الاحتلال من القطاع.

ساهم في الجلسات التحضيرية لتأسيس حركة فتح التي عُقدت في القاهرة بين عامي (1956-1957)، وفي صياغة ميثاقها عام 1958، وطباعة منشوراتها الأولى، ووضع أهم مقولاتها التأسيسية، وشارك في الدورة الأولى للمجلس الوطني عام 1964، وكان مسؤولًا عن الإعلام في فتح بين الأعوام ( 1968-1973)، حيث أسس جريدة فتح وأشرف على إدارتها، وشارك في تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية لفتح، واستلم مسؤولية القطاع الغربي فيها بين الأعوام (1971-1973)، وقد عمل على إعادة هيكلته وتفعيله.

دعا عدوان في مرحلة مبكرة من انطلاقة حركة فتح إلى ضبط عمل كوادرها، ونادى بضرورة التركيز على الأرض المحتلة، لجعل الاحتلال مكلِّفا للمشروع الصهيوني سواءً بشريًا أو ماديًا، وكان يعتقد بإمكانية إنشاء سلطة ثورية في الضفة والقطاع بعد إجبار الاحتلال على الرحيل، لكنَّ عدوان عانى من ضحالة الموازنات المعدة للقطاع الغربي وقلة العناصر القادرة على العمل الميداني داخل الأرض المحتلة، وقدَّم بعد أحداث أيلول أفكارا تحوي مراجعات مهمة لأداء منظمة التحرير وفصائلها  في الأردن، وتبنى “الحل الجزائري” لمسألة تشرذم القوى والفصائل الفلسطينية.

اعتبر عدوان من المناهضين للحلول السلمية بكافة أشكالها، وكان يركِّز على ضرورة إسقاط عقلية التسوية باعتبارها أخطر من التسوية نفسها، وقد كتب عن أولوية ذلك في مقاله الشهير “لابد من إسقاط عقل التسوية” والذي نشره قبل استشهاده بثلاثة أشهر.

خطَّ عدوان العديد من مقولات فتح التأسيسية، وتعبِّر كتاباته عن فكر الحركة في تلك المرحل المهمة من تاريخها، وقد ترك عددا من المقالات والدراسات، بالإضافة لرواية “إرهاب وراء الحدود”، واثنتي عشرة قصة قصيرة جلها مخطوط.

عانى عدوان التهجير القسري عام 1948، واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية المصرية، وتعرض للمراقبة والملاحقة والمنع من السفر، واغتيل على يد مجموعة من الموساد الصهيوني التي داهمت منزله في شارع فردان في بيروت في العاشر من نيسان/ ابريل عام 1973، وقد فارق الحياة وهو يحمل أثناء استخدامه سلاح الكلاشنكوف.

المصادر والمراجع:

  1. ” آخر حديث للشهيد كمال عدوان”. شؤون فلسطينية، العدد21، أيار/ مايو 1973.
  2. سلامة، رشا.” كمال عدوان.. حكاية حب انتهت بالاغتيال” ، موقع حفريات الإلكتروني:

https://www.hafryat.com/ar/blog/%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%87%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84

  1. شفيق، منير. “حول كتابات الشهيد كمال عدوان”. شؤون فلسطينية. العدد32، نيسان / إبريل 1974.
  2. صايغ، يزيد. “الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية ( 1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002
  3. عدوان، عصام. “حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح 1958-1968”. القاهرة: مكتبة مدبولي، 2010.
  4. “الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الثالث. دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى