علي حسن سلامة

ولد علي حسن سلامة في بغداد في الأول من نيسان/ إبريل عام 1941، لعائلة فلسطينية تعود أصولها لقرية قولِة المهجرة قضاء اللّد المحتلة، والده الشهيد حسن سلامة أحد أهم قيادات جيش الجهاد المقدّس عام 1948، وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد. درس المرحلة الأساسية والثانوية في بلدة بيرزيت، ودرس اللغات في سويسرا، وانتقل إلى ألمانيا لدراسة الهندسة، ثم إلى القاهرة لدراسة التجارة عام 1963، والتحق بمعهد الدراسات الاستراتيجية في القاهرة عام 1967.

انتمى لحركة فتح عام 1963 عن طريق القيادي في الحركة خالد الحسن، وحضر المؤتمر الفلسطيني الأول عام 1964 الذي انبثقت عنه منظمة التحرير، وترأس اتحاد طلبة فلسطين في الكويت عام 1965، وتسلّم دائرة التنظيم الشعبي في مكتب منظمة التحرير في الكويت، وشارك في أوّل دورة أمنية لعناصر حركة فتح في معهد البحوث الاستراتيجيّة التابع لجهاز المخابرات العامّة المصريّة عام 1968، وأصبح نائبَ مفوض جهاز الرصد المركزي عام 1969، وأشرف على إقامة قواعد عسكرية للجهاز قُرب مدينة عمان، واطلع بمسؤولية حماية ياسر عرفات إبان أحداث أيلول عام 1970، وأصبح عضوًا في المجلس الثوري لفتح، وساهم في تأسيس منظمة أيلول الأسود التي خطَّطت ونفَّذت عدة عمليات خارجية، استهدفت شخصيات ومصالح صهيونية وعربية وغربية منها؛ عملية اغتيال رئيس الحكومة الأردنية وصفي التل عام 1971، ومحاولة اغتيال السفير الأردني في لندن زيد الرفاعي عام 1971، ونسف خزانات النفط قرب مدينة تريستا الإيطالية عام 1972، وعملية ميونخ الشهيرة عام 1972.

أصبح سلامة مسؤول الحرس الشخصي لرئيس منظمة التحرير عام 1973، وأوكلت له مهمة تشكيل القوة الفلسطينية المسلحة المعروفة بالقوة 17، وهي قوة حماية عسكرية وأمنية، الأمر الذي جعله لصيقًا بياسر عرفات في الكثير من جولاته الداخلية والخارجية، ورافقه في خطابه في الأمم المتّحدة عام 1974، كما اسندت لسلامة مهمة التفاوض مع القيادة المارونيّة في بيروت الشّرقيّة بعد اندلاع الحرب الأهليّة اللبنانيّة، والتواصل مع السفير الأمريكي وإقامة علاقات مع المخابرات الأمريكية، ولعب دورا مركزيا في حماية السفارة الأمريكية والرعايا الأمريكان في لبنان، وتأمين عملية إجلائهم عن لبنان عام 1976، وقد وجهت له الدعوة لزيارة الولايات المتحدة من قبل رئيس CIA في ذلك الوقت جورج بوش الأب، الأمر الذي أثار حفيظة الصهاينة واستنكار بعض الفصائل الفلسطينية.

أصبح سلامة رجل المهمات السرية الأمنية والدبلوماسية في منظمة التحرير، وسمح له هذا المنصب الحساس في بناء شبكة علاقات واسعة داخلية وخارجية، وأخذت مكانته بالصعود متجاوزة كونه رجل مخابرات إلى اعتباره لاعبًا سياسيًا له وزنه داخل المعادلة الفلسطينية الداخلية، ومشاركًا في تحديد الموقف الفلسطيني على المستويين الإقليمي والدولي.

أطلقت رئيسة وزراء الاحتلال جولدا مائير عليه لقب “الأمير الأحمر”، واتخذ الكيان الصهيوني قرارًا بتصفيته، فلاحقَه الموساد الإسرائيلي، وفشل في أكثر من محاولة لاغتياله، منها محاولته الفاشلة في مدينة ليلهامر في النرويج عام 1973، حيث قُتل شبيه سلامة النادل المغربي أحمد بوشيخي، لكنَّ حب سلامة للهو وتراخي احتياطاته الأمنية خصوصًا في المرحلة الأخيرة من حياته، رغم تحذيرات زملائه له، مكَّن الموساد من النجاح في اغتياله عبر تفجير سيارة مفخخة قبالة سيارته في الثاني والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1979، وقد قُتل في الحادثة أربعة من مرافقيه وأربعة من المارة.

المصادر والمراجع:

  1. عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
  2. صايغ، يزيد.” الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية (1949-1993)”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
  3. هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة”. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.
  4. وثائقي الجزيرة ” الأمير الأحمر- قاهر الموساد الإسرائيلي”:

 https://bit.ly/2LYdv1D

  1. وثائقي الجزيرة ” الجريمة السياسية – علي حسن سلامة”:

https://www.youtube.com/watch?v=ft8dTOlHg40

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى