عبد الحميد السائح
ولد عبد الحميد عبد الحليم السائح عام 1907 في مدينة نابلس، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور وثلاثة إناث. درس المرحلة الأساسية في مدرسة الخان في نابلس، والثانوية في المدرسة الرشادية الشرقية عام 1920، وحاز على شهادة الأهلية من جامعة الأزهر عام 1923، وشهادة العالمية من نفس الجامعة عام 1925، وشهادة التخصص في الشريعة الإسلامية “براءة” من مدرسة القضاء الشرعي التابعة لوزارة المعارف المصرية عام 1927. عمل مدرسًا للغة العربية والدين الإسلامي في مدرسة النجاح الوطنية بين عامي (1928-1929)، ثمَّ كاتبًا في المحكمة الشرعية في نابلس، فرئيسًا للكتّاب عام 1930، ثم قاضيًا في نفس المحكمة عام 1935، وعمل سكرتيرًا عامًا للمجلس الإسلامي الأعلى عام 1939، وعُيِّن أمينًا عامًا للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بين عامي (1939 – 1940)، وقاضيًا في محكمة القدس الشرعية بين الأعوام (1941-1945)، وعضوًا في محكمة الاستئناف الشرعية في القدس عام 1946، ورئيسًا لمحكمة الاستئناف ومديرًا للمحاكم الشرعية في الضفة الغربية بعد النكبة عام 1948، وعضوًا في مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية، وقاضيًا للقضاة في الضفة الغربية عام 1967، ثم وزيرا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الحكومة الأردنية مرتين في الفترة بين عامي (1967- 1968) ثم حتى عام 1970، كما عين قاضيًا للقضاة في الأردن، وشارك في تأسيس البنك الإسلامي للتنمية والاستثمار في الأردن، وعمل مستشارًا شرعيًا للبنك عام 1971، وكان محاضرًا في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية.
انخرط السائح في العمل السياسي منذ كان طالبًا، فقد ذهب في بعثة دراسية للأزهر هَدَف منها مرسلوه الحصول على العلم الشرعي استعدادًا لمواجهة الاحتلال البريطاني، وقد شارك في ثورة البراق عام 1929، فساهم وقتها في تأسيس جمعية سرية تهدف إلى التحذير من المطامع الصهيونية في فلسطين، وتدعو إلى مقاومة المحتل البريطاني، وشارك في مؤتمر التسليح الذي عقد في نابلس رفضًا لتسليح اليهود عام 1931، وأسهم في تأسيس جمعية الشبان المسلمين في نابلس عام 1932، والتصق بحزب الاستقلال العربي. كان رئيسًا للجنة التبرعات في اللجنة القومية في نابلس إبان إضراب عام 1936، وكان من أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني الأول المنعقد في القدس عام 1964، وساهم في تأسيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، والتي لعبت دورًا في الدفاع عن مقدسات المدينة وأهلها، وأصبح عضوًا في لجنة إعمار المسجد الأقصى، وساهم في عقد مؤتمر عمان عام 1968، والذي أوصى بإنشاء لجنة دائمة لإنقاذ القدس.
أنتخب رئيسًا للمجلس الوطني الفلسطيني خلال الدورة السابعة عشر في عمان عام 1984 وبقي يشغله حتى استقالته عام 1993، وقد كان له دور في تقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، وقد تواصل مع حركة حماس في أكثر من محطة منذ عام 1990 من أجل إدخالها في المجلس الوطني الفلسطيني.
اعتبر السائح من النخبة الفلسطينية الأزهرية التي اندمجت بالنظام السياسي الأردني، مفترضة أن ذلك سيشكل مدخلًا للحفاظ على ما تبقى من فلسطين، ونقطة يمكن الاتكاء عليها من أجل استرجاع ما ضاع، مع بقائها ملتصقة بالحركة الوطنية الفلسطينية وتطلعاتها، بالرغم من انتقادات الكثيرين لهذا الموقف نظرًا للفجوة الكبيرة بين أولويات النظام الأردني والحركة الوطنية الفلسطينية وللتوتر الذي حكم العلاقة بينهما في أكثر من محطة، ولكون الانخراط في الحركة الوطنية يتطلب قدرًا أكبر من الاستقلالية عن المحيط الإقليمي.
كان السائح من المؤسسين للمجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية “مؤسسة آل البيت” في عمّان عام 1980، وقد صدر له العديد من الكتب والدراسات منها؛ مبادئ في الدين الإسلامي، ونهج الإسلام، والتربية الإسلامية، ومكانة القدس في الإسلام، والانتفاضة الفلسطينية: مستقبلها ودورها في التحرير، وماذا بعد إحراق المسجد الأقصى؟، وفلسطين، ولا صلاة تحت الحراب: مذكرات الشيخ عبد الحميد السائح، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية.
عانى السائح إبان الاحتلال البريطاني؛ فقد اعتقل لمدة تسعة أشهر في معتقل مزرعة عكا في أيلول/ سبتمبر عام 1937، وأبعد عامًا كامل إلى مدينة البيرة، وعايش النكبة والنكسة، وصدر بحقه أول قرار من الاحتلال الصهيوني بالإبعاد عن فلسطين بعد أربعة أشهر من حرب حزيران عام 1967.
توفي في الثامن من كانون الثاني/ يناير عام 2001 في عمان، ودفن في القدس بناءً على وصيته.
المصادر والمراجع:
- السائح، عبد الحميد. “لا صلاة تحت الحراب مذكرات الشيخ عبد الحميد السائح”. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ط2، 2001.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية، ط2، 2011.
- هيئة جائزة سليمان عرار للفكر والثقافة. “الموسوعة الفلسطينية الميسرة “. عمان: أروقة للدراسات والنشر، ط2، 2013.