صَلاح خلف “أبو إياد”
ولد صلاح مصباح خلف في مدينة يافا في الحادي والثلاثين من آب/ أغسطس عام 1933، وهو متزوج وله ثلاثة أولاد وثلاث بنات. درس المرحلة الأساسية في مدرسة المروانية في يافا، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة فلسطين الثانوية في غزة عام 1951، وحصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1957، وعلى درجة الدبلوم في التربية وعلم النفس. عمل مدرِّسًا في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات، ثمَّ في مدرسة خالد بن الوليد قرب مخيم النصيرات في قطاع غزة، ثمَ مدرسًا في مدارس الكويت عام 1959.
أنتسب في صباه إلى فرع الأحداث في منظمة النجادة قبل عام 1948، وانضم لجماعة الإخوان المسلمين وانخرط في أنشطتها، وأصبح رئيسًا لرابطة الطلبة الفلسطينيين، وارتبط بعلاقات متينة بجمال عبد الناصر منذ عام 1955، وتطوع في قوات المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتحق بحركة فتح، وحضر معركة الكرامة عام 1968، وأسندت له مهمة تشكيل جهاز حركته الأمني “الرصد الثوري” مستعينًا بالمخابرات المصرية، وتولى إدارة جهاز شؤون الأردن بين الأعوام (1971-1973)، ونُسب إليه تشكيل منظمة أيلول الأسود التي نفَّذت عمليات ضد المصالح الصهيونية في العالم، واستهدفت عددًا من خصوم المنظمة لا سيما في الساحة الأردنية.
ترأس استخبارات منظمة التحرير فيما عُرف حينها بجهاز الأمن الموحد عام 1973، وقد استدعاه السادات ليكون حاضرًا في غرفة العمليات المشتركة لحرب أكتوبر 1973، ولعب دورًا مركزيًا في تنظيم العلاقة بين فصائل منظمة التحرير وباقي مكونات المشهد السياسي اللبناني في سبعينيات القرن الماضي، وكان له دور بارز في مواجهة الانشقاقات داخل فتح خصوصًا انشقاق القيادي الفتحاوي صبري البنا “أبو نضال” في سبعينيات القرن الماضي، وقد سمح له مركزه في المنظمة في إقامة علاقات مع العديد من الأجهزة الأمنية في العالم.
كان أبو أياد من أهم منظري الحركة الوطنية، وترك بصماته على الكثير من مقولات منظمة التحرير الأساسية خصوصًا تلك التي تتعلق بالاستراتيجيات، وتميَّز عن غيره من قادتها بمعارضته لدخول صدام حسين الكويت، وبحماسه لمشروع الدولة الفلسطينية على جزء من فلسطين. وله عمل مسرحي بعنوان” أيام مجيدة”( 1958) بالإضافة إلى كتابه الشهير “فلسطيني بلا هوية” (1978).
تعرض أبو إياد لنقد بعيد أحداث أيلول عام 1970، حيث حمَّله البعض جزءًا من المسؤولية عن آليات إدارة أزمة الصدام مع النظام الأردني، الأمر الذي ساهم لاحقًا في استقالته من جهاز شؤون الأردن، كما انتقده البعض بسبب لجوء منظمة أيلول الأسود لممارسة الاغتيالات لخصومها العرب، واستهداف المصالح الصهيونية في الخارج، الأمر الذي كانت له تداعيات سلبية على سمعة منظمة التحرير، وأخيرًا انتقد لتأييده المبكر لمسار التسوية والتصالح مع المشروع الصهيوني.
تعرض أبو أياد للتهجير القسري عن مدينته يافا عام 1948، وعاش مرحلة اللجوء المرَّة، كما تعرض لمضايقات كثيرة من أكثر من نظام عربي؛ فاعتقل في مصر عام 1952 وعام 1954، وفي الأردن إبان أحداث أيلول عام 1970، وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال، إلى أن اغتيل على يد عنصر من جماعة أبو نضال في الرابع عشر من كانون ثاني / يناير عام 1991.
المصادر والمراجع
- خلف، صلاح.” فلسطيني بلا هوية، لقاءات مع الكاتب الفرنسي أريك رولو”. عمان: دار الجليل، ط2، 1992.
- صايغ، يزيد. “الكفاح المسلح والبحث عن الدولة الحركة الوطنية الفلسطينية ( 1949-1993)”، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2002.
- عبد الهادي، مهدي. “فلسطينيون”. القدس: الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية،
ط2، 2011.
- “الموسوعة الفلسطينية”. القسم العام، المجلد الثالث، دمشق: هيئة الموسوعة الفلسطينية، 1984.