حسن خريشة
ولد حسن عبد الفتاح خريشة عام 1955 في ضاحية ذنابة بمدينة طولكرم، لأسرة لاجئة من مدينة يافا المحتلة. أنهى دراسته الثانوية من مدرسة الفاضلية في طولكرم عام 1967، ونال درجة البكالوريوس في الطب من جامعة الملك ادوارد في باكستان عام 1980، ودرجة الماجستير تخصص توليد وأمراض نسائية من كلية ترينتي Trinity College في إيرلندا عام 1983. عمل طبيبًا متدرباً في مستشفى المطّلع في مدينة القدس المحتلة بين عامي (1980- 1982)، ثم عمل في مستشفى الزرقاء الوطني في الأردن، ثمَّ في مستشفى رام الله الحكوميّ ومستشفى أريحا.
تأثر خريشة في شبابه المبكر بصعود الحركة الوطنية، فشارك في فعالياتها في الأرض المحتلة وخارجها، ونشط في اتحاد طلاب فلسطين خلال دراسته الجامعية، وتطوع في الثورة الفلسطينية في لبنان عام 1976 مدة سبعة أشهر في صفوف حركة فتح والمجلس الثوري، وشهد عدة معارك أبرزها معركة الجبل مع الكتائب اللبنانية، وتطوع مع الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. في عام 1983 اعتقلته المخابرات الأردنية مدة أربعة أشهر، ثمَّ اعتقله الاحتلال الإسرائيلي مدة ثلاث سنوات، وتكررت اعتقالاته بعدها عدة مرات، وحرمه الاحتلال من العمل في المستشفيات الحكومية لفترة من الزمن، وطارده خلال الانتفاضة الأولى، ومنعه من السفر بين الأعوام (2008- 2015)، وتعرض لمحاولة اغتيال عام 2014، حين أطلق مسلحون النار صوب سيّارته، على بعد أمتار من المقاطعة في طولكرم. فاز بعضوية المجلس التشريعي في انتخابات عام 1996، وتولّى فيه رئاسة لجنة الرقّابة وحقوق الإنسان فيه، وعضوية اللّجنة السياسيّة، وكان عضوًا في كتلة التحالف الديمقراطي البرلمانية، ورئيساً لعدد من لجان التحقيق؛ مثل ملف المعلّمين، وبنك فلسطين الدولي، والإسمنت المصري، والطحين، والحريّات العامّة والمعتقلين السياسيّين، والمتوفّون في سجون السّلطة وغيرها، كما كان من ضمن الموقّعين على بيان العشرين الشهير عام1997. في عام 2004 انتخب نائباً أوّلاً لرئيس المجلس التشريعي، بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات وتولي رئيس المجلس التشريعي روحي فتوح الرئاسة مؤقتا شغل خريشة منصب رئاسة المجلس التشريعي بالإنابة، واختير لعضوية اللجنة التنفيذية لرابطة البرلمانيّين الدوليّين المدافعين عن القضية الفلسطينية ومقرّها بيروت، ونائبا لرئيس اللجنة السياسيّة في الجمعيّة البرلمانيّة الأورومتوسطيّة، وعُيِّن عضوًا في المجلس المركزي لمنظمة التحرير. في عام 2005 ترشح لانتخابات رئاسة السلطة، لكنه انسحب منها، وخاض عام 2006 انتخابات المجلس التشريعي بالتحالف مع حركة حماس وفاز فيها، وانتخب نائبًا ثانيًا لرئيس المجلس التشريعي، وعقب الانقسام الفلسطيني ترأّس الحملة الشعبيّة للمصالحة الوطنيّة وتقدّم باستقالته من هيئة مكتب رئاسة التشريعي بسبب الفشل في جمع طرفي الانقسام لانعقاد جلسات المجلس.
يعتقد خريشة أنَّه لابد من إعداد دراسة جدوى لضرورة وجود السلطة الفلسطينية، مع انحيازه لخيار حلها كونها فاسدة، ويعتبر بأنَّ مسار المفاوضات والتسوية لم يجلب للفلسطينيين سوى الدمار والخراب والاستيطان والتهويد، وأن الحسنة الوحيدة لاتفاق أوسلو هي تمكين الفلسطيني من اختيار قيادته عبر صندوق الاقتراع، ويرى بأن المقاومة حق مشروع للشعب الذي يقع تحت الاحتلال وبكل الوسائل المتاحة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على منظمة التحرير الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، ولكن بعد انضمام حركتا حماس والجهاد الإسلامي إليها، وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني ممثلاً في الكفاح المسلح وتحرير فلسطين.