خالد يحيى
ولد خالد سعيد عبد الله يحيى في قرية كفر راعي في محافظة جنين، في الثالث عشر من كانون أول/ ديسمبر عام 1959، وهو متزوج وله سبعة من الأبناء. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة كفر راعي، والإعدادية والثانوية في مدرسة عرابة الثانوية، وحصل على الثانوية العامة عام 1978، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية عام 1983، وعلى درجة الماجستير من نفس الجامعة عام 1985. عمل محاضرًا في كلية الآداب في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة حتى عام 1994 ورئس قسم اللغة العربية فيها، كما عمل محاضرًا في كلية الدعوة في مدينة أم الفحم في الداخل المحتل، ثم عُّيِّن مُدرساً في إحدى مدارس مدينة جنين عام 1994، وعمل محاضرًا بدوام جزئي في جامعتي النجاح والعربية الأمريكية في جنين، ثم محاضرًا في جامعة القدس المفتوحة في مدينة جنين عام 2005.
تأثر يحيى بالفكر الإسلامي في مرحلة مبكرة من حياته، وكان لفترة دراسته في الجامعة أثر في صقل شخصيته وتعميق فكره وتجربته في العمل الطلابي. نشط يحيى في الجانب الدعوي التوعوي فكان خطيبًا وواعظًا ومشرفًا على مراكز تحفيظ القرآن، كما نشط في العمل المؤسساتي الأهلي خصوصًا في لجان الزكاة. اعتقله الاحتلال عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالات حتى بلغت خمس سنوات، فضلا عن منعه من السفر منذ عام 1987. كما أعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية عام 1996 لمدة ستة أشهر. انتخب يحيى نائبًا في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح في محافظة جنين عام 2006، وكان رئيسًا للجنة التربية والتعليم في المجلس، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني بموجب عضويته في التشريعي.
يتبنى يحيى الفكر الوسطي، وقد تأثر بأفكار وتجارب جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا وحسن البنا ومحب الدين الخطيب، وهو كاتب وشاعر له ثلاثة دواوين منشورة هي: كيف السبيل، وحجر وشجر، والأسرى أولاً، بالإضافة لكتاب “جنين والمخيم- الملحمة والأسطورة”.
يرى يحيى بأن واقع القضية الفلسطينية صعب جدًا في هذه المرحلة التاريخية الحساسة ولابد من التحرك لتغيير هذا الواقع عبر إصلاح منظمة التحرير، وإيجاد قواسم مُشتركة، وآلية جديدة قائمة على رفض الاحتلال والاستيطان، وإيجاد قيادة جديدة، والخروج من أزمة القيادة والقرار والبرامج، إلى رؤية وحدوية مُشتركة، وقيادة جامعة، وتوحيد الشعب الفلسطيني، والحفاظ على الثوابت وحقوق الشعب، وحشد كل الطاقات من أجل تحقيق هذه الحقوق على كل المستويات السياسية والإعلامية والقانونية
يرى يحيى أن اتفاق أوسلو في الإجمال سيء، رغم ما فيه من الإيجابيات ورغم تفهم الظروف التي دفعت منظمة التحرير لتوقعيه، وهو يحمل في طياته من البداية بذور انتهائه، وهو اتفاق اليائس الذي لم يجد له ملاذاً سياسياً في العالم العربي. ويعتقد بأن الانقسام هو حالة سيئة لا تُريح ولا تُسعد أي إنسان وطني، وهناك ظروف كثيرة أدت إلى هذا الانقسام، منها اختلاف المناهج والبرامج السياسية، وضغط الاحتلال والحصار والمقاطعة التي حصلت بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، بالإضافة إلى الانقلاب على الانتخابات وعدم انصياع المؤسسات والموظفين للوزراء في الحكومة الجديدة.
يرى يحيى بأن القانون الدولي والمواثيق الدولية تقر حق تقرير المصير ورفض الاحتلال، وحق الشعب المحتل في الدفاع عن نفسه وتحرر أرضه بكل الوسائل المشروع، ويؤيد دخول كافة الفصائل الفلسطينية إلى منظمة التحرير، فاتفاق القاهرة نصَّ على دخول الفصائل غير المنضوية تحت لواء المنظمة إليها، والتي بدورها تمثل البيت الجامع للشعب الفلسطيني، داعيا إلى إصلاحها على مستوى البرامج والمواثيق والهياكل والشخوص، حتى لا يستفرد أي فصيل في القرار الوطني سواء بالسلم أو الحرب.