صالح أبو لبن

ولد صالح محمد عليان أبو لبن في الرابع والعشرين من آذار/ مارس عام 1953، في مخيم الدهيشة لعائلة مهجرة من قرية زكريا غربي بيت لحم، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء. تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الغوث، وحصل على الثانوية العامة أثناء اعتقاله في سجون الاحتلال عام 1973، وحصل على البكالوريوس في التربية الابتدائية من جامعة بيت لحم عام 1991، وعلى درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2010. عمل في جهاز الأمن الوقائي بين أعوام (1993 – 2008) وتقاعد برتبة لواء، ثم عمل محاضرًا ومدرسًا للعبرية في الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية في أريحا منذ عام 2008.

انخرط أبو لبن في مقاومة الاحتلال بعيد نكسة عام 1967، وانضم لقوات التحرير الشعبية التابعة لجيش التحرير عام 1970، وعمل مع آخرين على تشكيل خلية عسكرية قامت بأعمال مقاومة ضد الاحتلال، مثل إطلاق النار وإلقاء عبوات متفجرة على الدوريات العسكرية. اعتقلته قوات الاحتلال مدة 15عامًا، وهُدم بيته في المخيم. انتمى للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1983، وأصبح مسؤولها الأول في بيت لحم إبان الانتفاضة الأولى. اعتقل لعدة مرات بين أعوام (1985-1988)، ومُنع من السفر بين أعوام (1985-1991). أصبح عضوًا في اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية عام 1991م، وكان عضوًا في الوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد للسلام في اسبانيا عام 1991. انشق أبو لبن وآخرون عن الجبهة الديمقراطية عام 1995، وأسسوا الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، وشغل فيع عضوية اللجنة المركزية، ثم أصبح عضوًا في المكتب السياسي نهاية التسعينيات، كما شغل أبو لبن عضوية لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم.

يتبنى أبو لبن الفكر اليساري، وينخرط في نشاطات اجتماعية وثقافية محلية، كما ألف كتاب أربعون يوما على الرصيف”، رصد تجربة اعتصام أهالي مخيم الدهيشة لمدة أربعين يومًا تضامنا مع إضراب الأسرى الفلسطينيين، وألف رواية البيت الثالث.

يعتقد أبو لبن أن للقضية الفلسطينية أبعاد عربية وإقليمية، وهناك صراعات واصطفافات إقليمية واضحة، وبعض الأطراف تحاول الزج بالفلسطينيين في أحد هذه المحاور، ويرى أن مصالح الشعب الفلسطيني تحفظ بالنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية؛ فالقضية الفلسطينية لم تعد من الأولويات العربية، وينظر أبو لبن لاتفاق أوسلو من زاويتين؛ الأولى هي المكيدة التي أوقع الاحتلال فيها الفلسطينيين، فحققوا أهدافهم ومصالحهم من خلاله، والثانية هي نظرة الجانب الفلسطيني للاتفاق الذي كان بمثابة حلقة الربط بين الداخل والخارج، إلا أن ياسر عرفات تعرض للخذلان من عدة جهات، ما أدى لوصول الأمور إلى ما هي عليه الآن، ويرى بأن الانتفاضة الثانية جاءت لفرض فهم جديد لاتفاق أوسلو على الطريقة الإسرائيلية، التي تتلخص في الهيمنة على كل ما هو فلسطيني، أمَّا الانقسام فقد أضر كثيرًا بالقضية والشعب الفلسطيني، وخلق حالة من عدم التمثيل للشعب أمام العالم والمنطقة، كما أضر بموقف الفلسطينيين أمام الاحتلال، وألحق ضررًا بالاقتصاد الفلسطيني، وخلق شرخا مجتمعيا من مكونين اجتماعيين مختلفين، أحدهما في الضفة والآخر في غزة. ويعتقد أبو لبن أن الحق في المقاومة كفلته القوانين الدولية، وعلى من يرغب في استخدام هذا الحق استخدامه إذا كان يحقق مصالح الشعب الفلسطيني، ويناشد الفصائل الفلسطينية الإسلامية لأخذ منحىً وطنيًا للمشاركة في صنع القرار، من خلال دمجها في منظمة التحرير والسلطة، حيث كثرة الفصائل تعزز الانقسام، داعيا الفصائل الإسلامية لعدم رفع لواء الإسلام، كما أن الحركات الوطنية ليست ضد الإسلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى