عمر شحادة
ولد عمر محمد شحادة في مدينة الخليل عام 1952 لعائلة فلسطينية هجَّرتها العصابات الصهيونية عام 1948 من بلدتها دير أبان غرب مدينة القدس المحتلة، وهو متزوج وله ولد وبنت. درس الابتدائية والإعدادية في مدارس الخليل، والثانوية في مدرسة الحسين في مدينة عَمان، حيث حصل منها على شهادة الثانوية العامة بالفرع العلمي عام 1972، وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في التصميم من كلية هندسة الميكانيك في جامعة الصداقة في موسكو عام 1980.
انخرط شحادة في النضال الوطني في مرحلة مبكرة من حياته، فكان يشارك في الفعاليات الوطنية، من مظاهرات واعتصامات وغيرها وهو ما زال طالبًا في المدرسة، وفي تلك الفترة تأثر بالجبهة الشعبية وأطروحاتها بشأن القضية الفلسطينية، وإبان دراسته الجامعية في موسكو انتخب عضوًا في الهيئة الإدارية للاتحاد العام لطلاب فلسطين، ونشط في منتدى نادي الحوار المخصص لطلبة التاريخ في الجامعة، وسافر ضمن بعثة طلابية إلى العراق بهدف المشاركة في بناء القرى الريفية.
عمل في الدائرة السياسية للجبهة الشعبية عام 1981، ثمَّ أسندت إليه مسؤولية المفوض السياسي لقوات الجبهة الشعبية على الحدود الشمالية للبنان، وتولى مسؤولية الجبهة الشعبية في شمال سوريا بين الأعوام 1982- 1984، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1983، كما عمل في مكتب منظمة التحرير في موسكو عام 1984، وكان ضمن الطاقم الرئيس للسفارة الفلسطينية. عاد إلى فلسطين بداية تسعينيات القرن الماضي، وتولى مسؤولية قسم العلاقات الدولية وبالتحديد شرق ووسط أوروبا في بيت الشرق في مدينة القدس، وبقي يعمل فيه إلى أن أغلقه الاحتلال عام 2001، ثمَّ انتقل للعمل في جمعية الدراسات العربية. اعتقله الاحتلال ثلاث مرات لمدة ستة أشهر في كل مرة وذلك في الأعوام 2001، 2005، 2006. وفي عام 2010 تولى عضوية المجلس المركزي الفلسطيني، واختير لتمثيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في الفترة ما بين 2012 -2018.
تولى شحادة رئاسة تحرير مجلة الهدف التابعة للجبهة الشعبية في الفترة ما بين 2012-2014، ويدير مركز الهدف للدراسات والإعلام في مدينة رام الله منذ عام 2012، ويشارك في المؤتمرات وورش العمل والندوات الفكرية، وله حضور في وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب كتابته للمقالات السياسية.
يعتبر شحادة أن اتفاق أوسلو هو عملية إجهاض للانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي شكلت تحولًا نوعيًا في النضال الفلسطيني، ولاقت تضامنًا عربيًا ودوليًا واسعًا، ويرى بأنَّ القضية الفلسطينية دخلت منعطفًا جديدًا مع توقيع اتفاق أوسلو، وبأنَّ المرحلة الحالية هي مرحلة أفول الحركة الوطنية بصيغتها الفصائلية، وهناك حالة من التفرد والاستحواذ وتعمق لمظاهر الفساد، ما سيؤدي إلى تآكل بنية المنظمة، ويدعو شحادة إلى إنهاء الانقسام لحماية منظمة التحرير، والنجاح في مواجهة صفقة القرن، وينادي بعقد المجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة الكل الفلسطيني، الأمر الذي قد يقود إلى تأسيس نظام سياسي ديمقراطي تشاركي مقاوم، ويرى بأنَّ المقاومة حق مشروع، وقد قاوم الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال بكل أشكال المقاومة.