خالدة جرار
ولدت خالدة كنعان رطروط جرار في التاسع من شباط/ فبراير عام 1963 في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، لعائلة لاجئة من مدينة بيسان المحتلة عام 1948، وهي متزوجة ولها بنتان. درست المرحلة الابتدائية في مدرسة قرطبة، والإعدادية في مدرسة الكرمل، والثانوية في المدرسة العائشية، حيث حصلت منها على شهادة الثانوية العامة بالفرع العلمي عام 1981. نالت درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة بيرزيت عام 1985، والماجستير في الديمقراطية وحقوق الإنسان عام 2003. عملت جرار بعد تخرجها مباشرة كباحثة لمدة ثلاثة أشهر في مركز للدراسات، ثم أصبحت مسؤولة إدارية ومالية في مشروع بالشراكة بين جامعة بيرزيت والنرويج يعنى بمساعدة النساء في عمل مشاريع ذاتية، واستمرت بالعمل في المشروع حتى عام 1988، كما عملت مع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مجال تعزيز المرأة الفلسطينية، ثم التحقت بالعمل في مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى وحقوق الإنسان، وتولت إدارة المؤسسة من عام 1990 حتى 2005.
تأثرت جرار بالحالة الوطنية منذ شبابها المبكر، فانخرطت في لجان العمل التطوعي وشاركت في المسيرات والمظاهرات ضد الاحتلال، وانجذبت للفكر اليساري، فانضمت للحركة الطلابية إبان دراستها الجامعية، وانتمت للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتعرفت على زوجها غسان جرار وشاركته نشاطه السياسي. تفاعلت جرار مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وصعدت في السلم التنظيمي داخل الجبهة كناشطة نسوية سياسية.
فازت جرار بعضوية المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006 عن قائمة الشهيد أبو علي مصطفى، الأمر الذي منحها عضوية المجلسين المركزي والوطني الفلسطيني، وتولت رئاسة لجنة الأسرى والشهداء والجرحى في المجلس التشريعي، وساهمت في حوارات المصالحة ولجانها، فشغلت عضوية لجنة الانتخابات المنبثقة عن لجان المصالحة المقرة بعد اتفاق المصالحة في القاهرة عام 2009، فضلا عن عضويتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سابقا.
نشرت جرار العديد من الأبحاث تناولت فيها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، ولها كتاب عن الحركة النسوية الأسيرة، نالت عليه جائزة الحرية من هيئة شؤون الأسرى والمحررين عام 2016.
ترى جرار بأن مستقبل القضية الفلسطينية صعب للغاية، فهنالك خطر جدي يستدعي استراتيجية فلسطينية تكون أولى خطواتها إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، والتركيز على عناصر الصمود والمقاومة عبر بناء التحالفات الشعبية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وتعتقد بأن أوسلو كان خطيئة يجب تجاوزها، مؤكدة مطالبتها منظمة التحرير مرارا بحل الاتفاق ووقف كل أشكاله مع الاحتلال، خصوصًا في ظل فشل خيار المفاوضات.
ترى جرار أن معايير القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني تمنح الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال، وأن المقاومة يمكن أن تستخدم أدوات وفق الواقع وما يتطلبه، فبعد حرب غزة عام 2014 تأكد أن الخيار هو للمقاومة، وترى جرار ضرورة الخلاص من الانقسام بعيدًا عن البحث عمن تسبَّب به، والعمل على تحقيق الشراكة السياسية استنادا إلى قراءة سياسية تغادر نهج المفاوضات والتسوية السياسية، وتتبنى مطالب ونهج المقاومة، مع إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية تنفيذًا لما اتفق عليه في القاهرة، وإجراء انتخابات للمجلس الوطني بمشاركة الكل الفلسطيني قائمة على التمثيل النسبي.
اعتقلها الاحتلال أول مرة عام 1989 لمدة شهر، ومنعها من السفر منذ عام 1998، كما أبعدها إلى مدينة أريحا عام 2014 لكنها رفضت القرار، فاعتقلها عام 2015 وحكم عليها بالسجن لمدة 15 شهرًا، واعتقلها مرة أخرى إداريًا عام 2017 لمدة 20 شهرًا، وإعاد اعتقالها عام 2019 لمدة عامين، وفقدت ابنتها ووالدها خلال اعتقالها، كما اعتقلها عام 2023.