ليلى غنام
ولدت ليلى داود محمد غنام (عواودة) في 29 أيار/ مايو عام 1975 لعائلة فلسطينية من بلدة دير دبوان شرق مدينة رام الله. تلقت تعليمها المدرسي في مدارس بلدة دير دبوان، وحصلت على الثانوية من مدرسة بنات دير دبوان الثانوية في الفرع العلمي عام 1992. حصل على البكالوريوس تخصص التنمية الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة / فرع رام الله عام 2002، والماجستير في الإرشاد النفسي من جامعة القدس/ أبو ديس عام 2004، ودكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية من جامعة المنيا في مصر عام 2009. عملت غنام مُدرِّسة في روضة للأطفال، ثم منسقة في جمعية أصدقاء المريض في برنامج تأهيل المعاقين، ثم منسقة لست محافظات في الانتخابات المحلية. تولت منصب مدير عام ديوان وزير الشؤون الاجتماعية في الفترة ما بين 2007-2009. عملت محاضرة غير متفرغة في جامعة القدس المفتوحة. تولت منصب نائب وقائم بأعمال محافظ رام الله والبيرة عام 2009. صدر قرار رئاسي بتعيينها محافظًا لرام الله والبيرة عام 2010. أظهرت غنام خلال مسيرتها المهنية كفاءة عالية في التواصل مع الجماهير، وكان حضورها في الشأن العام لافتًا.
نشأت غنام في أسرة مناضلة، الأمر الذي انعكس على شخصيتها بالإيجاب، وقد انخرطت مبكرًا في العمل الوطني. انتسبت إلى الشبيبة الطلابية وهي في المدرسة وساهمت في إنجاح فعالياتها إبان دراستها الجامعية، كما انَّها نشطت داخل المجتمع ونفّذت مع آخرين العديد من النشاطات التابعة لحركة فتح. تولَّت عضوية لجنة الإشراف على الانتخابات التمهيدية لحركة فتح عام 2005. تولت رئاسة مجلس إدارة مركز وطن للقيادات النسوية في رام الله بين أعوام 2005-2007. كانت عضوًا في لجنة قيادة حركة فتح – إقليم رام الله والبيرة في الفترة ما بين 2008-2014. حصلت على عضوية المؤتمر السادس للحركة الذي عقد في بيت لحم عام2009، وعضوية المؤتمر السابع للحركة الذي عقد برام الله عام2016، وهي عضو مجلس أمناء الجامعة العربية الأمريكية في جنين منذ العام 2017، إضافة إلى توليها عضوية مجلس أمناء جامعة الاستقلال العسكرية في مدينة أريحا.
ترى غنام بأن الشعب الفلسطيني يواجه احتلالًا كولونياليًا إحلاليًا، عمل منذ قيام كيانه عام 48 على تهجير شعبنا والاستيطان في أرضه بقوة السلاح، ولكن شعبنا ومنذ ذلك الوقت أثبت قدرته على مقاومة الاحتلال وإفشال جميع المخططات والحلول التصفوية التي تحاك ضده. ونظرًا لما آلت له الأمور بعد التحولات الإقليمية الكبرى والانحياز الأمريكي السافر لدولة الاحتلال فإنَّ العودة إلى المفاوضات مع الاحتلال يجب أن تبنى على أسس ومرجعيات جديدة، تبدأ بعقد مؤتمر دولي للسلام يستند لقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المجمع عليها أمميًا، وبمشاركة دولية واسعة تشمل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، وبسقف زمني محدد، وتنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس. تعتقد غنام بأنَّ اتفاق أوسلو كان مرحليًا مؤقتًا، ورغم التزام منظمة التحرير الكامل به إلا أن دولة الاحتلال دمرته، وعملت على خلق وقائع جديدة على الأرض تخالف جميع الاتفاقيات التي وقعت والتي أضحت حبرًا على ورق، ورغم أنَّ مسار التسوية يمر الآن في نفق مظلم، إلا أن خياراتنا كفلسطينيين محدودة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية، ما يدفعنا للتمسك بحل الدولتين والتسوية السياسية ولكن بصيغة ورؤية ورعاية دولية جديدة في المرحلة الحالية، مع الصمود والتأكيد على تمسكنا بكامل حقوقنا الوطنية التي أقرتها القوانين والقرارات الدولية، ورفض أي صفقات أو حلول مرحلية لا تلبي طموحنا في إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
تعتقد غنام بأن الانقسام وضع القضية الفلسطينية في أصعب مراحلها، وجعل المشروع الوطني في مهب الريح، وتتحمل حماس كامل المسؤولية عما جرى عام 2007. أمَّا مقاومة الاحتلال بأشكالها كافة فهي حق كفلته القوانين والشرائع الدولية للشعوب المحتلة، وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال بالأشكال كافة ومن ضمنها المسلحة هو حق لا يمكن التنازل عنه، لكن وفي ظل المرحلة الحالية فإن القيادة الفلسطينية اختارت المقاومة الشعبية طريقا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وجبروته، وقد أثبت هذا النوع من المقاومة نجاعته في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني. وترى غنام بأنَّه لا بديل عن الشراكة الوطنية في مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الوطنية، الشراكة القائمة على أساس احترام الآخر، ورأي الشارع ونتائج صناديق الاقتراع واعتبار ذلك الطريق الأنسب لإنهاء خلافاتنا الداخلية وتحقيق حلمنا بإقامة الدولة الفلسطينية.