نجاة أبو بكر
ولدت نجاة عمر أبو بكر في الثامن من تشرين أول/ أكتوبر عام 1964 لعائلة فلسطينية من بلدة عرابة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. تزوجت ولها ثلاث بنات وولد. درست الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس عرابة، وحصلت على شهادة الثانوية العامة بالفرع الأدبي عام 1984. حصلت على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع / فرعي صحافة من جامعة النجاح عام 1990، وعلى الماجستير في التخطيط الإقليمي من نفس الجامعة عام 2000، عن رسالتها “أهمية المشاريع الصغيرة في التنمية المستدامة في فلسطين”، والدكتوراه في علم الاجتماع السياسي من كلية الآداب في جامعة القاهرة عام 2006 عن رسالتها “مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية في جميع الحقب التاريخية التي واكبت فيها المرأة الحياة السياسية والاجتماعية”. افتتحت مكتب بيسان للصحافة والإعلام، وعملت من خلاله مع الوكالة الإيطالية حيث أصبحت مديرة مكتبها في الشمال، ومراسلة لوكالة الأنباء الفرنسية “فرانس بريس”، ومراسلة لصحيفة الفجر الفلسطينية، وصحف أخرى تصدر في الأراضي المحتلة عام 48، وقد استمر عملها في هذا المكتب حتى عام 1994. تولت منصب مديرة مركز المعلومات والتوثيق للانتهاكات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية في جمعية الدراسات العربية التابعة لبيت الشرق في الفترة ما بين 1992-1995. تسلمت إدارة شؤون الطلبة والعلاقات العامة في جامعة القدس المفتوحة بين أعوام 1995-1998. أصبحت مديرًا عامًا في وزارة الاقتصاد فرع نابلس، حيث كانت مسؤولة عن الرقابة على الذهب وحماية المستهلك شمال الضفة بين أعوام 1998-2005. انتقلت للعمل في مقر الوزارة في رام الله مديرًا عامًا لحماية المستهلك في الضفة حتى مطلع عام 2006.
كانت أبو بكر منذ طفولتها محبة للقراءة، وقد تمكنت هي وزميلاتٍ لها من افتتاح مكتبة عامة في بلدتها، وقد قاومت فكرة تزويجها في سن مبكرة، وتمكنت من إكمال دراستها والنجاح في الثانوية العامة. تأثرت أبو بكرة وهي طالبة بحركة فتح وشاركت في فعالياتها، الأمر الذي أدى في إحدى المرات إلى توقيفها من قبل الاحتلال واستجوابها لساعات، لكنَّ انخراطها الواعي في الحالة النضالية بدأ مع التحاقها بجامعة النجاح، حيث انتخبت عضوًا في مجلس اتحاد الطلبة عن حركة الشبيبة الطلابية لدورات انتخابية متعددة. واجهت أبو بكر أوضاعًا صعبة مع اعتقال زوجها وتكرار اقتحام بيتها من قبل قوات الاحتلال. تفاعلت أبو بكر مع الانتفاضة الأولى وكانت ضمن كوادر القيادة الوطنية الموحدة. انتخبت عضوًا في لجنة إقليم عن محافظة نابلس عام 2000. انتخبت عضوًا في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عن قائمة حركة فتح، حيث بقيت في عضويته حتى حل المجلس بقرار من المحكمة الدستورية العليا عام 2018. تولت خلال عضويتها بالمجلس التشريعي عضوية عدد من اللجان من بينها اللجان السياسية والصحية والاجتماعية. شاركت من خلال عضويتها في المجلس في عدة لجان تحقيق في قضايا عامة، ورفعت صوتها عاليًا ضد قضايا الفساد داخل المؤسسات الرسمية. ترشحت لعضوية اللجنة المركزية التابعة لحركة فتح عام 2009. اعتصمت داخل المجلس التشريعي لمدة شهر ضد محاولات اعتقالها من قبل أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. صدر قرار بفصلها عن حركة فتح عام 2016، وجرِّدت من مسمياتها التنظيمية كافة التي تولتها سابقا. أنشأت تجمع كنعانيات الذي يهدف إلى تمكين النساء اقتصاديًا، وافتتحت صالونًا ثقافيًا ينظم لقاءً أسبوعيًا.
تعتقد أبو بكر بأنَّ الشعب الفلسطيني لديه الإيمان الراسخ أنه على قدرٍ عالٍ من القوة، ويتمتع برؤية تفوق قيادته السياسية، وهذا سيعزز مستقبله في دحر الاحتلال والانتصار عليه، وترى أن الفلسطينيين على مشارف صدام مع الاحتلال نتيجة الممارسات اليومية للاحتلال. وتعتبر بأنَّ اتفاق أوسلو كان دمارًا على الشعب الفلسطيني، وكان السكين الكبير الذي أنهى الكثير من الوطن ومن نفسية المواطن، وأضر كثيرًا بالمشروع الوطني، أما الانقسام فتقع مسؤوليته على حركتي حماس وفتح، والاحتلال هو المستفيد الوحيد منه لتسمين المشروع الصهيوني وفصل غزة عن الضفة الغربية ومصادرة وتهويد الضفة الغربية. ومن الضروري الخروج من هذه الحالة وتحقيق شراكة سياسية فعلية عبر إجراء انتخابات للمجلس الوطني وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الشراكة للكل الفلسطيني بالأطياف والألوان الحزبية كافة.
تؤمن أبو بكر بأنَّ المقاومة بأشكالها كافة مشروعة ومطلوبة طالما أن هناك احتلالا، وفلسطين أرض مقدسة هي أرض رباط ومحشر ومنشر، ولا يعمر فيها ظالم، وهي ليست للصهاينة بأي شكل من الأشكال، ولن تكون لهم، ولكن لابد من الانتباه إلى أن المقاومة السلمية سمحت للاستيطان بالتمدد أكثر على الأرض الفلسطينية.