شاهر سعد
ولد شاهر عبد الكريم فايز سعد في الثامن والعشرين من حزيران/ يونيو 1959، لعائلة فلسطينية تعود أصولها إلى مدينة حيفا، وتقيم في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وهو متزوج وله ولد وبنتان. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة شريف صبوح، والإعدادية في مدرسة الملك طلال ومدرسة سيلة الظهر في جنين، والثانوية في مدرسة النجاح في نابلس حيث حصل منها على شهادة الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1976، وحصل على شهادة الدبلوم في الهندسة المدنية من معهد قلنديا عام 1979. عمل مشرفًا هندسيًا على المباني في قسم الهندسة التابع لجامعة النجاح الوطنية حتى عام 1994.
التحق سعد بحركة فتح مبكرا، وأخذ يشارك في الاعتصامات والمسيرات حيث أصيب في إحداها بالرصاص الحي في يده. نشط طلابيًا في معهد قلنديا، والتحق بالنشاط النقابي منذ عام 1980، حيث أوكلت له مهمة تأسيس الهياكل العمالية داخل الأطر التابعة لحركة فتح، كما كان عضوًا في أكثر من إطار نقابي في الضفة الغربية، وساهم في تأسيس نقابة العاملين في جامعة النجاح في بداية ثمانينيات القرن الماضي. انتقل للعمل في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين عام 1994، حيث تولى رئاسة النقابات داخل الاتحاد لمدة ستة أشهر، ثم أصبح أمين صندوق الاتحاد حتى عام 1995، وانتخب أمينًا عامًا للاتحاد عام 1997، وتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة صندوق التشغيل والحماية الاجتماعية للعمال عام 2012.
تعرض سعد للاعتقال من قبل قوات الاحتلال ست مرات في الفترة الواقعة ما بين 1976 – 1982 ولمدة ستة أشهر إداريا في كل مرة، كما فرض الاحتلال عليه الإقامة الجبرية، ومنع من مغادرة مدينة نابلس في الفترة ما بين 1983 – 1987، وفرض عليه الاحتلال منع السفر حتى عام 1989.
شارك سعد في عضوية الوفد الفلسطيني المفاوض بُعيد مؤتمر مدريد للسلام، وشارك في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الذي عقد في تونس عام 1993 لإقرار اتفاق أوسلو، وأصبح عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1995، كما أنه عضو في المؤتمر العام لحركة فتح، وعضو في مجلس الطوارئ الحركي، وأمين سر المكتب الحركي للعمال، وعضو المجلس المركزي الفلسطيني عام 2018.
أصدر سعد العديد من الكتب والكتيبات والنشرات من خلال عمله في اتحاد نقابات عمال فلسطين منها: الحركة النقابية ومواجهة التحديات، ما هو المطلوب من قانون العمل الفلسطيني؟، نحو قانون عمل فلسطيني عصري، الديمقراطية في الحركة النقابية وغيرها.
يعتبر سعد أن وضع القضية الفلسطينية معقد؛ نتيجة ضعف الامتداد العربي والدولي الذي يساندها في أعقاب الثورات العربية، فضلا عن حالة الانقسام الداخلي، ويرى سعد بأن أوسلو شكل فرصة للفلسطينيين لتحقيق طموح الدولة الفلسطينية، لكنَّ عدم التزام الاحتلال بالاتفاق منع من إتمام ذلك، وهذا خلق حالة من الإحباط داخل الشارع الفلسطيني، نتجت عنها الانتفاضة الثانية التي فرضت وقائع جديدة حولت الأمور إلى حالة أشد سوءًا من السابق، ويعتقد بأن الانقسام الفلسطيني ناتج عن ضعف منظمة التحرير الفلسطينية، وحرص حركة حماس على السيطرة وأخذ موقع في الحالة الفلسطينية، وينادي بضرورة تحقيق الشراكة السياسية ودخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي في مؤسسات منظمة التحرير، على مبدأ التوافق والشراكة باعتبار منظمة التحرير ممثلا للشعب، ويؤمن بالمقاومة الشعبية دون سواها من أشكال المقاومة، على أن توضع لها استراتيجية واضحة وصحيحة تجعل الاحتلال يدفع فاتورة وجوده لا أن يكون احتلالًا مجانياً.