حسن يوسف
ولد حسن يوسف داود دار خليل في الرابع عشر من نيسان / أبريل عام 1955، في قرية الجانية شمال غرب مدينة رام الله، وهو متزوج وله ستة أبناء ذكور وثلاث إناث. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الجانية، والإعدادية في مدرسة ذكور كفر نعمة والثانوية في مدرسة الأقصى الشرعية الثانوية في القدس، حيث حصل منها على شهادة الثانوية في الفرع الشرعي عام 1975، ونال شهادة الدبلوم في العلوم الشرعية من المعهد الشرعي في المسجد الأقصى عام 1977، والبكالوريوس في الشريعة من كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس/ أبو ديس عام 1982. عُيِّن إمامًا للمسجد العمري في مدينة رام الله عام 1982، ومسؤولًا عن دور القرآن الكريم والحديث الشريف في محافظة رام الله والبيرة في الفترة بين عام 1985-1996، ورئيسًا لقسم الزكاة في مديرية أوقاف محافظة رام الله والبيرة في الفترة بين عام 1987-2005، كما عمل في التدريس في عدة مدارس في مدينتي رام الله والبيرة؛ كالمدرسة الأردنية في مدينة البيرة بين أعوام 1976– 1979، والرجاء اللوثرية في مدينة رام الله ما بين أعوام 1982 – 1996، وثانوية البيرة الشرعية في الفترة بين أعوام 1984 – 1996.
نشأ يوسف في بيئة متدينة، وتأثر بوالده الذي كان إمام مسجد قريته، والتحق بجماعة الإخوان المسلمين عام 1975 أثناء تواجده في الأردن، فكان عضوًا في مجلس طلبة كلية الدعوة وأصول الدين في جامعة القدس، وساهم إبان عمله إمامًا لمسجد بيرزيت في تأسيس الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت، وقد أُوكلت له مهمة المتابعة المباشرة لها، ثمَّ كُلِّف بمتابعة النشاط التربوي للحركة الإسلامية في معهد دار المعلمين التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ثمَّ تولى مسؤولية العمل الإسلامي في محافظة رام الله والبيرة في الفترة بين عام 1984-1992. بالإضافة إلى عضويته في لجنة زكاة محافظة رام الله والبيرة، وفي الهيئة التأسيسية للجمعية الخيرية الإسلامية.
نشط خلال إبعاده في مرج الزهور جنوبي لبنان؛ فكان من اللجنة المسؤولة عن إدارة شؤون المبعدين داخل مخيمهم. وأصبح ممثلًا عن حركة حماس في لجنة المؤسسات الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة منذ عام 1994، وكان من بين القيادات الفلسطينية التي تصدت لشارون عند اقتحامه للمسجد الأقصى في 28 أيلول عام 2000، حيث تواجد مع الشيخ رائد صلاح والقيادي فيصل الحسيني والشيخ محمد حسين أمام باب المغاربة. صاغ يوسف مع القياديين صخر حبش ومروان البرغوثي البيان الأول للانتفاضة الثانية باسم القوى الوطنية والإسلامية، حيث اقترح تسميتها بـ» انتفاضة الأقصى».
استقال يوسف من وظيفته في وزارة الأوقاف وتفرغ للعمل السياسي بطلب من قيادة حركة حماس عام 2005، وافتتح مكتب «النور» الإعلامي، الذي ساهم في التحضير للانتخابات البلدية والتشريعية التي حققت فيها الحركة فوزًا كبيرًا. في انتخابات عام 2006 فاز بمقعد في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح حاصدًا أعلى الأصوات في محافظة رام الله والبيرة بفارق كبير عن منافسيه.
يرى يوسف بأن المستقبل للقضية الفلسطينية، لكن الظروف في المدى المنظور لا تعمل لصالح الفلسطينيين، خصوصًا في ظل عملية التسوية والانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال والانقسام الفلسطيني، ويعتقد بأن اتفاق أوسلو كان في صالح الاحتلال داعيا للتخلي عنه، ومشددا على ضرورة تجاوز حالة الانقسام وتحقيق الشراكة السياسية القائمة على التوافق بين الكل الفلسطيني، وإصلاح منظمة التحرير، وإدخال حركتي حماس والجهاد الإسلامي فيها، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في الداخل والخارج لاختيار ممثلي الشعب الفلسطيني، ويعتبر يوسف المقاومة مشروعة وفقًا للقوانين الدولية والشرائع السماوية، مرجعا تحديد شكلها وفقًا للواقع والإمكانيات، مع إبقاء الخيارات مفتوحة والوسائل المختلفة متاحة أمام الشعب الفلسطيني لتحرير فلسطين، وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني التاريخي.
عاني يوسف من الاحتلال؛ إذ تعرض للاعتقال أول مرة عام 1974، عقب مشاركته في مظاهرة طلابية انطلقت من ساحات المسجد الأقصى تنديدًا بسياسات الاحتلال وممارساته، فخضع خلالها للتحقيق في مركز المسكوبية، كما تعرض لسلسلة من الاستدعاءات على خلفية خطبه المنددة بالاحتلال والداعية لمواجهته. كان يوسف من الإسلاميين الشباب الذين دفعوا باتجاه انخراط الإخوان المسلمين في العمل الوطني، فاعتقل مرة أخرى عام 1987 ثم توالت اعتقالاته حتى وصلت إلى 14 اعتقالا، بمجموع وصل إلى 17 سنة، وفي أواخر عام 1992 أبعده الاحتلال إلى مرج الزهور جنوبي لبنان لمدة عام، طارده الاحتلال حتى اعتقاله في 31 آب/ أغسطس عام 2002، ثم تكررت اعتقالاته لاحقا حيث اعتقل عام 2005 وعام 2014، وعام 2015 لمدة عامين، وعام 2017 وعام 2020 مدة 9 أشهر، واعتقل عام 2021 مدة 20 شهرا، وأعيد اعتقاله عام 2023، وقد أمضى أكثر من 24 عاما في سجون الاحتلال.