ماهر الخراز
ولد ماهر طاهر رضا الخراز في الأول من آذار/ مارس عام 1951 لعائلة فلسطينية من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. متزوج وله خمسة أولاد وبنتان. درس الابتدائية في مدارس الغزالية والمعري والكندي والخالدية، والإعدادية في مدرستي الملك طلال والغزالية الجديدة، وحصل على الثانوية العامة في الفرع الأدبي الشرعي من المدرسة الثانوية الإسلامية عام 1971. التحق بكلية الشريعة في الجامعة الأردنية لكنَّ أوضاعه المالية الصعبة دفعته لتركها والعودة إلى فلسطين، حيث عمل عتَّالا لمدة عام ثم التحق بجامعة الخليل وحصل منها على البكالوريوس في الشريعة بتفوق عام 1976. عُيِّن إماما لمسجد الخضراء في نابلس عام 1967.
تأثَّر الشيخ الخراز في بداية حياته بدروس الشيخ محمد راضي الحنبلي، ثمَّ بدروس الشيخ حامد البيتاوي التي كان يعقدها في مسجد الحنبلي في نابلس وفي بيته، وكذا دروس الشيخ محمد عيد مسك والأستاذ محمد رشاد الشريف في الخليل.
بدأ الشيخ الخراز نشاطه الدعوي بإلقاء الدروس والمواعظ في مسجد الحسين في الخليل إبان دراسته الجامعية. انخرط بعد تخرجه في العديد من الفعاليات الدعوية والتوعوية انطلاقا من مسجد الخضراء، حيث ألقى فيه دروسه ومواعظه باستمرار، وشكَّل فريقا لكرة القدم من رواد المسجد أسماه ” الكتيبة الخضراء” عام 1978 وفريقا آخر لكرة السلة، وأنشأ داخل المسجد مجلة حائط ومكتبة للتسجيلات الصوتية، حوت عددا كبيرا من كاسيتات الأناشيد الدينية والمواعظ والدروس وأنشأ، ونظَّم الرحلات الترفيهية واللقاءات الثقافية والنشاطات الاجتماعية والتطوعية، وقد ضمت هذه النشاطات عددا من الشباب الذي لعبوا دورا وطنيا في المراحل اللاحقة منهم الشهيد زهير لبادة.
استدعي الشيخ الخراز أكثر من مرة من قبل مخابرات الاحتلال واتهم بأنه يقوم بتنظيم الشباب في صفوف الإخوان المسلمين، لكنه رفض التهم التي وجهت له واستمر في نشاطاته. شارك في المسيرات الوطنية لأول مرة عام 1986، حيث قاد وقتها تشييع جنازة شهيد من عائلة العرندي، كما لعب دورا في التحريض على المقاومة إبان الانتفاضة الأولى.
اعتقل الشيخ الخراز من قبل الاحتلال أول مرة عام 1989 وحوِّل للإعتقال الإداري لمدة ستة أشهر، واعتقل مرة ثانية عام 1992 وأبعد إلى مرج الزهور في جنوب لبنان لمدة عام، وكان من أئمة الصلاة في مخيم المبعدين. اعتقل مرة أخرى عام 1995 إداريا لمدة أربعة شهور، وطورد إبان اجتياح مدينة نابلس عام 2002 واستهدف منزله بصاروخ ثمَّ اعتقل إداريا لمدة ستة أشهر، واعتقل مرة أخرى عام 2005 إداريا لمدة أربعة شهور، ومرة أخرى إداريا عام 2007، حيث أمضى في السجن واحدا وعشرين شهرا. ثمَّ اعتقل عام 2014، حيث أمضى سبعة شهور، كما اعتقل عدة مرات من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية، حيث كان يمضي في كل مرة عدة أيام. منع الاحتلال الشيخ الخراز من السفر منذ العام 1986. وقد تعرض جميع أولاده للاعتقال لدى الاحتلال، وبعضهم تعرض للاعتقال من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
يعتقد الشيخ الخراز بأن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة جدا والاحتلال يسعى بكل قوة لتغيير الواقع عبر زيادة وتيرة الاستيطان والقمع وبث الفرقة والاختلاف بين القوى الفلسطينية، لذا لابد من التفاف الفلسطينيين حول خيار المقاومة، لأنها الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين ومواجهة الاحتلال وسياساته، ولابد من تجاوز أوسلو فهو اتفاق سيء بكل المقاييس، فقد قسم الضفة الغربية إلى أجزاء وكرَّس سيادة الاحتلال على كل مفارق الحياة الرئيسية. ويرى الشيخ الخراز أن الأجيال الشابة تتعرض لهجمة شرسة تستهدف تغيير قيمها وأهدافها وربطها بالتغريب، خصوصا في ظل الانقسام والتشتت الذي يحياه الفلسطينيون لذا لابد من تحقيق شراكة سياسية حقيقية بحيث تدخل حركتا حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير ويتفق الجميع على برنامج وطني واحد.