عدلي يعيش

ولد عدلي رفعت يعيش في الأول من تموز/ يوليو عام 1952، لعائلة فلسطينية من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. متزوج وله أربعة من الذكور وبنتان. درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن قتيبة والإعدادية في مدرسة الملك طلال، والثانوية في مدرسة الصلاحية، حيث حصل منها على الثانوية العامة بالفرع العلمي عام 1970. أنهى البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية بدرجة الشرف العليا من جامعة ليفربول البريطانية عام 1975، كما حصل على شهادة صيانة سيارات من شركة المرسيدس بعد عدة دورات تدريبية في المانيا عام 1976. عمل بعد عودته إلى فلسطين في قطاع تجارة السيارات.

عَرف يعيش التدين منذ سني حياته المبكرة، وكان للأحداث الكبرى في الجزائر وفلسطين أثرها عليه، فقد شارك وهو في الصف السادس في جمع التبرعات للثورة الجزائرية وكان أمينا لصندوق التبرعات في مدرسته، وعايش اندلاع التظاهرات في مدينة نابلس ضد الاحتلال الصهيوني بعيد احتلال الضفة الغربية عام 1967. نشط إبان دراسته الجامعية في صفوف الطلبة المسلمين، فنجح مع زملاء له في افتتاح أول مصلى للمسلمين داخل جامعة ليفربول.

انخرط يعيش في العمل الاجتماعي فور عودته إلى نابلس عام 1977 فانضم إلى جمعية التضامن الخيرية وأصبح أمينا لصندوقها عام 1982، وأمينا للسر ( 1985- 1986 ) ورئيسا لها (1998-2005). وشغل منصب أمين صندوق لجنة زكاة نابلس (1982-2005) وأمين صندوق جمعية المجلس الاجتماعي في مدينة نابلس منذ عام 1991، وعضو مجلس إدارة شركة بيت المال العربي الفلسطيني عام 1994.

شكَّل يعيش مع آخرين اللجنة الأهلية داخل مدينة نابلس في أعقاب اندلاع الانتفاضة الثانية وشغل أمين صندوقها منذ عام 2001، وهو نائب لرئيسها. وكان للجنة دور مباشر في تعزيز صمود المدينة اجتماعيا واقتصاديا. تولى يعيش رئاسة بلدية نابلس في الفترة ما بين 2005-2012 بعد فوز قائمة ائتلاف الإصلاح والتغيير التي كان من أبرز أعضائها، وقد تعرضت البلدية في حينه لحصار خانق من قبل الممولين، لكنها تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات، حيث أشرفت على إقامة 31 مدرسة في محافظة نابلس، وحفر بئر ماء سبسطية لمشكلة نقص الماء في المدينة، وإعادة تأهيل الشبكة الرئيسية للمياه. وتسديد ديون البلدية كاملة والتي قدرت بـ 175 مليون شيكل، وافتتاح مركز مالي، ومركز خدمات للجمهور، والعشرات من المشاريع التطويرية والخدماتية. خاض يعيش انتخابات البلدية مجددا عام 2017 ضمن قائمة نابلس الموحدة، ففاز فيها وأصبح رئيسا للبلدية.

لم يسلم يعيش من ظلم الاحتلال فقد تعرض للاعتقال عام 1992 وأبعد إلى مرج الزهور برفقة 417 من قيادات ونشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومكث بالإبعاد عاماً كاملاً، وقد أبدى براعة فائقة في خدمة مخيم المبعدين بعد أن أوكلت له مهمة قطاع الخدمات داخل المخيم، فأشرف على مد شبكتي مياه وكهرباء للمخيم، كما عمل مترجما للوفود الأجنبية التي كانت تحضر لزيارة المبعدين.

مُنع يعيش من السفر منذ عام 1992 حتى عام 2006. كما اعتقل مجددا عام 2007 وخضع للتحقيق وضغط عليه لتقديم استقالته من البلدية لكنه رفض ذلك وأبلغ الضابط الصهيوني أنه انتخب من قبل المواطنين وعندما تنتهي فترته يترك منصبه، فحوَّله الاحتلال للاعتقال الإداري لمدة 15 شهرا.

يرى يعيش بأن القضية الفلسطينية تمر في مرحلة حساسة وحرجة، لكن الأمل كبير بأن يتخلص الفلسطينيون من معاناتهم. وما عليهم إلا الصمود والمرابطة في أرضهم والاهتمام بمجتمعهم وتدعيم صموده. ويعتقد بأن اتفاق أوسلو نتاج مرحلة غير مدروسة من تاريخ القضية الفلسطينية، وقد كانت له تداعياته السلبية الكبيرة على الفلسطينيين من عدة نواح خصوصا الاقتصادية منها، رغم أن الاتفاق سمح بعودة الآلاف من الفلسطينيين إلى فلسطين. أما الانقسام فمبعثه التشدد والحزبية المقيتة والحل في إدراك الفلسطينيين بأنه يجب احترام الآخر وعدم التفرد بالحكم، فالمستفيد الأول من استمرار الانقسام هو الاحتلال. ويطالب يعيش بأن تكون الشراكة السياسية على أرض الواقع، بمشاركة الجميع والتوحد على برنامج سياسي واحد، والأصل أن تكون حماس والجهاد الإسلامي ضمن مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كل حسب وزنه في الشارع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى