عنان الأتيرة
ولدت عنان خليل عبد الرحمن الأتيرة في الثاني عشر من أيار/ مايو 1961 لعائلة فلسطينية من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. متزوجة ولها ثلاثة أبناء. درست الأتيرة المرحلة الابتدائية في مدرسة قرطبة والاعدادية في مدرسة الكرمل، وحصلت على الثانوية العامة في الفرع العلمي من مدرسة العائشية عام 1980، وعلى البكالوريوس في الكيمياء من جامعة بيرزيت عام 1984، والتحقت ببرنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الانسان في جامعة بيرزيت عام 2018.
عملت الأتيرة في مستشفى الاتحاد النسائي في مدينة نابلس، ضمن طاقم بنك الدم في الفترة ما بين 1986-1993، وتولت مسؤولية البرامج التثقيفية والعلاقات الدولية في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في الفترة ما بين 1993-1999، ثم انتقلت للعمل مديرة للمختبرات والأغذية في وزارة التموين في الفترة ما بين 1999-2000، وعينت مديرا عاماً في محافظة نابلس عام 2001، وهي نائب لمحافظ محافظة نابلس منذ عام 2009.
بدأت الأتيرة مشوارها النضالي في سن مبكرة من حياتها، متأثرة بدعم والدتها وبتجربة والدها، الذي كان عضو بلدية مدينة نابلس وأحد وجهائها، فأخذت تشارك في المظاهرات وتكتب الشعارات الوطنية وتوزع المنشورات، وقد تعرضت لمضايقات الاحتلال مذ كانت طالبة في الصف التاسع، حيث احتجزت مع آخرين في مقر الحاكم العسكري الصهيوني في المدينة من الصباح إلى المساء بشكل يومي ولفترة طويلة، وكان يتم التحقيق معها حول نشاطاتها، وقد تعرضت للاعتقال عام 1977 لمدة شهر عقب تنظيم تظاهرات ضد إقامة مستوطنة ألون موريه، كما تم نقلها تعسفيا من مدرستها إلى مدرسة أخرى لمدة عام دراسي كامل، ومُنعت من السفر في الفترة ما بين 1980-1994.
ساهمت الأتيرة في تأسيس حركة الشبيبة الطلابية في جامعة بيرزيت وحصلت على عضوية مجلس الطلبة، وقد أصيبت إصابة خطيرة في الرقبة عام 1980 إبان اندلاع مظاهرات طلابية في أعقاب استشهاد إحدى طالبات جامعة بيت لحم، وفُرضت عليها الإقامة الجبرية في منزلها عام 1982 لمدة 15 شهر.
تولت الأتيرة إبان الانتفاضة الأولى مهام تنظيمية منها التواصل مع القيادة الفلسطينية في الخارج فيما يتعلق بالقطاع الصحي، والتشبيك مع المؤسسات الداعمة في الخارج، إضافة لمتابعتها لملفات الجرحى والشهداء. انتخبت عضو إقليم في حركة فتح عن محافظة نابلس عام 1999، وحافظت على عضويتها حتى عام 2006. تطوعت فور اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 للعمل ضمن كادر محافظة نابلس، وبدأت بالتنسيق للعمل الصحي من خلال المحافظة.
تولت الأتيرة عضوية اللجنة الأهلية لدعم انتفاضة الأقصى، وشكَّلت مع آخرين لجنة الطوارئ في محافظة نابلس والتي عملت في الفترة ما بين 2002- 2009، وتولت أيضا مهام المحافظ ورئيس البلدية إبان اجتياح جيش الاحتلال لمدينة نابلس عام 2002 وكانت تدير شؤون المدينة من مقر اقامتها في مستشفى رفيديا. أوكلت لها مسؤولية اللجان الشعبية، التي شكلت بقرار من محافظ نابلس منذ بداية اندلاع الانتفاضة الثانية ولا زالت حتى الآن تقوم بعملها. تعرضت للإصابة بشظية بالرأس خلال جولة لها في مخيم بلاطة شرق المدينة إبان الانتفاضة الثانية، وإصابة أخرى في مواجهات بلدة بيت فوريك شرق المدينة. وقد منعها الاحتلال من السفر في الفترة ما بين 2002-2005.
للأتيرة مساهمة واسعة في العمل الأهلي فهي عضو في العديد من المؤسسات النسوية والخيرية والطبية كما أنها عضو في المجلس الاستشاري لحركة فتح منذ عام 2006.
ترى الأتيرة بأن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة صعبة ولا حل يلوح بالأفق والصراع مع الاحتلال مرشح للتصاعد، ولهذا على الفلسطينيين عدم اسقاط خيار المقاومة، وإن كانت المقاومة الشعبية هي الوسيلة الأنجع لمواجهة الاحتلال. وتعتقد بأن اتفاق أوسلو وضعنا على الخريطة السياسية لكننا لم نتمكن من الاستفادة منه ووظفه الاحتلال لصالحه، وأن الانقسام وصمة عار على جبين كل فلسطيني وقد لعبت بعض الاجندات الخارجية دورا محوريا في حصوله، ولابد من تجاوزه، وبما أن منظمة التحرير هي المظلة الجامعة للفلسطينيين وجب تفعيلها وإصلاحها وتعزيز الشراكة فيها، ومن المهم دخول حركتا حماس والجهاد الإسلامي فيها لكن ليس من باب المحاصصة، وإنما من خلال الخيار الديمقراطي والتوافق.