عز الدين عمارنة

ولد عز الدين أحمد عمارنة في بلدة يعبد قضاء جنين عام 1971، ونظراً لكونه كفيفا، فقد التحق بمدرسة العلائية الخاصة بالمكفوفين في مدينة بيت لحم. أنهى الثانوية العامة عام 1989 من ثانوية يعبد للبنين. حصل على دبلوم الشريعة من كلية العلوم الإسلامية في قلقيلية عام 1991 وبكالوريوس الفقه والتشريع من جامعة النجاح الوطنية عام 2006، والماجستير في الفقه والتشريع من جامعة القدس عام 2010، وقد حال منعه من السفر من قبل الاحتلال من إكمال دراسته لنيل شهادة الدكتوراه.

عمل عمارنة في وزارة الأوقاف منذ عام 1996 مُشرفاً على مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وقد تعرض لمضايقات في عمله من قبل الوزارة بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007. يكتب عمارنة  الشعر المقفى ويلّحنه، وهو خطيبٌ ومدرس في المساجد ومقرئ للقرآن الكريم، ومنشدٌ معروفٌ على مستوى الوطن. وقد قام بتسجيل المصحف كاملاً بصوته، في أحد استوديوهات محافظة طولكرم، في أول انجاز من نوعه لمقرئ ضرير في فلسطين.

 بدأ عمارنة مشواره النضالي في كلية العلوم الإسلامية بمدينة قلقيلية، أولى المحطات التي أسهمت في صقل شخصيته وتكوينه الفكري وانتمائه للتيار الإسلامي، فمن هناك بدأ بممارسة  نشاطاته في الخطابة والتدريس والمشاركة في الندوات والمحاضرات والعمل في فترة من الفترات في التحريض الإعلامي لحركة حماس من خلال المشاركة والنشيد في المهرجانات وفي مجال الوعظ والإصلاح. اُعتقل عمارنة لدى الاحتلال عدة مرات، كان أولها عام 1994 مدة 3 شهور إداريا وفي العام 1996 مدة 7 شهور إداريا، وفي العام 2001 لمدة 58 شهرا في قضية عسكرية، وفي عام 2016 اعتقل مدة 7 شهور إداريا، فضلا عن اعتقالات أخرى عدة أيام، ومنع الاحتلال عمارنة من السفر منذ عام 1993 وحتى الآن وحُرم من أخذ فرصته في العلاج والتعليم في الخارج. وقد استدعي عشرات المرات لدى جميع أجهزة السلطة الفلسطينية ومُورس بحقه أشكال من الأذى النفسي والمعنوي.

 بنى عمارنة توجهه الفكري والسياسي على قاعدة خصوصية فلسطين باعتبارها أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن أي شبر منها ووجوب تحريرها بكل أشكال المقاومة ابتداءً بالمقاومة الشعبية وانتهاءً بالمقاومة المسلحة.

يعارض عمارنة التسوية السياسية والمسيرة السلمية وأي مسار له علاقة بالاحتلال بما في ذلك اتفاق أوسلو وتوابعه، ولا يرفض خيار الهدنة طويلة الأمد دون التنازل عن الحقوق والثوابت، ويرى أن الانقسام الفلسطيني أضر بالقضية الفلسطينية كثيرا، حيث أصبح الفلسطينيون غير قادرين على مخاطبة العالم كجسم فلسطيني موحد، وتضررت العديد من مؤسساتهم الدينية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية ولاقى النشاط الإسلامي في المساجد ودور تحفيظ القرآن تضييقًا كبيرًا. ويعتقد أن منظمة التحرير تخسر صفتها الجامعة والتحررية إذا فشلت في إدخال فصائل فلسطينية مركزية ما زالت خارجها وفي مقدمتها حركتي حماس والجهاد الإسلامي. ويرى أنَّ الاحتلال لا يخضع ولا يتنازل ولا يُعطي شيئاً إلا بالقوة، لذا فالمقاومة المُسلحة هي الحل الوحيد لهذا الاحتلال المجرم الذي يتسلح بكل ترسانة الأسلحة والمال والإعلام والدول الحليفة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى