روضة جميل بصير
ولدت روضة جميل خليل بصير في الثالث والعشرين من شباط/ فبراير عام 1952 في القدس، لعائلة فلسطينية مسيحية من بلدة الطيبة قضاء مدينة رام الله، تنقلت في بداية حياتها بين مدينتي القدس ورام الله وبلدتي بيرزيت والطيبة، ودرست في مدارسها. قطعت دراستها الجامعية في الأردن بسبب أحداث أيلول الأسود، وحصلت على شهادة متوسطة (دبلوم) في العلوم من جامعة بيرزيت، ثم التحقت عام 1973 في برنامج تعليم الأطفال ذوي الصعوبة في النطق في إيطاليا، كما حصلت على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس عام 1999.
عملت روضة في مؤسسة «افتح» التابعة للبعثة البابوية في مدينة بيت لحم حتى عام 1977، وتسلمت إدارة مدرسة الصم التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في مدينة البيرة في العامين 1985-1986، وبادرت عام 1992 من منزلها بتأسيس مؤسسة شعاع وهي أول مؤسسة لتأهيل النطق في مدينة نابلس، واستمرت بالعمل فيها حتى عام 2000، حيث انتقلت للعمل منسقة لبرنامج المرأة الفلسطينية والفقدان في منطقة شمال الضفة التابع لمركز الدراسات النسوية، وقد عملت من خلال المركز على توثيق تاريخ المرأة الفلسطينية، وما تتعرض له نتيجة ممارسات الاحتلال، وانتقلت عام 2007 إلى مدينة نابلس كمديرة للمركز، حيث يقدم المركز مجموعة من البرامج منها برنامج حماية الأطفال من الاعتداءات الجنسية، وبرنامج التمكين الاقتصادي للطالبات الذي يقدم منحا تعليمية لهن، وبرنامج نساء خالدات، وبرنامج بناء قدرات المؤسسات على أساس المساواة للمرأة.
بدأت روضة مشوارها النضالي عام 1973، حيث نشطت مع آخرين في جمع التبرعات للثوار في لبنان، وللعائلات المستورة داخل الأراضي المحتلة، فانضمت لخلية تابعة لحركة فتح عام 1976، واعتقلت في 13 تشرين الثاني عام 1977، إثر انفجار عبوة ناسفة كانت تعدها مع الخلية في إحدى المنازل في القدس، حيث أصيبت بجراح في الحادثة، وتعرضت للتحقيق والتعذيب في سجن المسكوبية بالقدس المحتلة، ثم نقلت بعدها إلى سجن «نفيه ترتسا» بمدينة الرملة المحتلة، وصدر بحقها حكم بالسجن ثماني سنوات، فعاشت أثناء الأَسر مرحلة تحولات فكرية في الانتماء والهوية التنظيمية، أدت إلى انضمامها للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأطلق سراحها في 20 مايو/أيار 1985، ضمن صفقة التبادل بين الجبهة الشعبية القيادة العامة والاحتلال. تدرجت روضة في صفوف الجبهة الديمقراطية، حيث نالت عضوية المكتب التنفيذي بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال، ثمَّ عضوية الهيئة القيادية الأولى لاتحاد العمل النسائي التابع للديمقراطية، كما تولت عضوية اللجنة المركزية للديمقراطية في الفترة ما بين 1988 وحتى العام 1993.
تزوجت روضة من إبراهيم شيخة أحد كوادر الجبهة الديمقراطية، والذي أمضى في السجن 18 عاماً، حيث اعتقلته قوات الاحتلال قبل يوم واحد من موعد زفافهما، وأصدرت بحقه حكما بالسجن الإداري لمدة 6 أشهر. وقد رزقت روضة منه بولد، ومع اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987 طوردت هي وزوجها من قبل قوات الاحتلال حتى اعتقلا عام 1989، وخضعت للتحقيق لمدة 6 أيام، فيما حُكم على زوجها بالاعتقال الإداري لمدة 6 أشهر، وتكرر اعتقالها لاحقا عدة مرات، وحُرمت من العمل في العديد من المؤسسات، وفي عام 1998 استقالت روضة من العمل التنظيمي.
ترى روضة أن واقع الاحتلال سيبقى مرفوضا بأي شكل من الأشكال، وأن فلسطين هي خالصة لأهلها وسكانها الفلسطينيين، وتعتبر أن اتفاق أوسلو كان من الممكن أن يكون محطة أولى على طريق إقامة الدولة الفلسطينية، إلا أن إسرائيل استغلته لصالحها، وتعتقد بأن الانقسام السياسي حدث مدمر، ومحطة مظلمة، ويتحمل الكل الفلسطيني المسؤولية عنه، داعية لأن يكون الكل تحت مظلة منظمة التحرير وانتخاب مجلس وطني جديد وصولا لحالة شراكة كاملة. وترى بأن وجود الاحتلال يوجب المقاومة، لكن اختيار شكلها وأدواتها يكون وفقا لمعيار المكاسب التي يمكن أن تتحقق في كل شكل من أشكالها، لذا فالمطلوب النضال بأي طريقة بشرط عدم الخسران أكثر.