محمد الزواري (1967-2016)

ولد محمد الزواري في مدينة صفاقس في جمهورية تونس في الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير عام 1967. درس المرحلة الأساسية في مدرسة بالي الابتدائية، والمرحلة الثانوية في معهد الذكور الهادي شاكر، وحصل على الثانوية العامة عام 1988، ونال درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من المدرسة الوطنية للمهندسين في صفاقس عام 2013. عمل في منشأة لتصنيع آلات النِّجارة في السودان، ثمَّ في التصنيع الحربي التابع للجيش السوداني، ثمَّ عُيِّن موظفا في شركة للصيانة في سوريا، ثم عمل أستاذا جامعيا في المدرسة الوطنية للمهندسين في صفاقس. أسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين أول جمعية للطيران في تونس عام 2013 باسم نادي الطيران النموذجي بالجنوب، وحوله لمختبر لتطوير الطائرات بدون طيار.

التحق الزواري بالعمل الإسلامي في فترة مبكرة من حياته، وانتمى لحركة النهضة التونسية، وانخرط في نشاطاتها الطلابية، فكان مسؤولا عن العمل الطلابي الإسلامي في معاهد صفاقس، واختير عضوا في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس. انتقل إلى ليبيا سرا باسم مستعار “مراد” عام 1991م، ومكث فيها ستة أشهر، ثمَّ انتقل إلى سوريا، ومكث فيها ستة أشهر، وطلب اللجوء السياسي في السودان، حيث قضى فيها ست سنوات، ثم انتقل إلى سوريا، وعاش فيها حتى عام 2011، ثمَّ غادرها إلى تونس بعيد رحيل رئيسها بن علي، وزار بعدها عدة بلدان عربية وإسلامية في إطار مهمات علمية ووطنية منها لبنان وتركيا.

انتمى الزواري لكتائب القسام أثناء إقامته في سوريا عام 2006، وأصبح الركن الأساسي لنجاح مشروع الطائرات بدون طيار في ذلك الوقت، وكان ضمن الفريق الذي أعد النموذج الأول للمشروع والذي عُرف باسم “الطائرة العراقية”، حيث عمل مع أحد الضباط العراقيين المناصرين للمقاومة الفلسطينية. زار الزواري إيران برفقة مجموعة من مهندسي القسام عام 2008، والتقى بفريق خبراء مختص بالطائرات بدون طيار، وتفاجأ الإيرانيون من خبرة الفريق القسامي، وأنه قادر على تصنيع الطائرة وإطلاقها، وقد تلقى الفريق القسامي تدريبا في القواعد العسكرية الإيرانية لمدة ستة أشهر، وتمكَّن الزواري وفريقه من إنجاز نحو ثلاثين طائرة بدون طيار في إحدى المنشآت العسكرية الإيرانية قبل معركة الفرقان عام 2008.

زار الزواري قطاع غزة ثلاث مرات، ومكث فيه تسعة أشهر بين عامي (2012-2013)، وتمكَّن من استكمال بناء وتطوير مشروع الطائرات بدون طيار، وكان ضمن المهندسين الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية، والتي لعبت دورا مهما في حرب العصف المأكول عام 2014، كما خطَّط لمشروع غواصة يتم التحكم بها عن بعد.

عانى الزواري من الملاحقة الأمنية أثناء حقبة الرئيس التونسي بن علي، واعتقل عدة مرات بتهمة الانتماء لحركة النهضة، وحُرم من إكمال دراسته الجامعية لعشرين سنة، واضطر إلى الاختفاء بأحد منازل صفاقس القديمة المسماة “برج” بصحبة أربعين مطاردا أثناء ملاحقته من قبل أجهزة أمن بن علي، واضطر للعيش في أكثر من دولة عربية بعيدا عن بلده. اغتال الموساد الصهيوني الزواري بالرصاص أمام منزله في صفاقس ظهر يوم الخميس الخامس عشر من كانون أول/ ديسمبر عام 2016.

المصادر والمراجع:

  1. فضائية الجزيرة، برنامج ما خفي أعظم/ محمد الزواري.. طيار المقاومة

https://www.youtube.com/watch?v=zk-v7JXZ4tA

  1. الموقع الإليكتروني لكتائب القسام:

https://bit.ly/2YsXgUj

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى