عمر عساف
ولد عمر عساف في قرية رنتيس في محافظة رام الله والبيرة عام 1949، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصلها إلى قرية بيت نبالا قرب مدينة اللد المحتلة، وهو متزوج وله ثلاث بنات وولد. سكن في طفولته في مخيم دار عمار شمال غرب مدينة رام الله. درس المرحلة الأساسية في مدرسة المخيم ثم أكمل دراسته الثانوية في مدرسة الهاشمية، ونال الثانوية العامة من مدرسة رام الله الثانوية عام 1967، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1972، وعلى درجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت. عمل في قطاع التعليم منذ عام 1974، حيث درَّس في مدرستي بني زيد ونعلين، ثم انتقل للتدريس في الكلية الأهلية في رام الله عام 1980، وعمل في مكتبة جامعة بيرزيت عام 1982 ودرّس في الجامعة عام 1985، وعاد إلى التدريس في القطاع الحكومي عام 1997، ثمَّ القطاع الخاص بين الأعوام (2000- 2012).
تأثر عساف بصعود الحركة الوطنية، فانخرط في نشاطاتها السياسية مبكرا، فاعتقله الاحتلال عام 1978، ثم توالت اعتقالاته، وقضى في سجون الاحتلال أكثر من ثماني سنوات. نشط عساف في إطار العمل النقابي، فعمل مع آخرين على تشكيل إطار نقابي وطني ضم معلمي المدارس الحكومية، وكان عضوًا في لجنة سرية تشكلت لهذا الغرض سميت بـ”اللجنة التحضيرية لاتحاد المعلمين”. فصله الاحتلال من العمل عام 1978. انتخب سكرتيرًا لنقابة العاملين في جامعة بيرزيت، وشارك في تشكيل اتحاد العاملين في قطاعات التعليم، والذي ضم في صفوفه معلمي الجامعات ووكالة الغوث ونقابة العاملين في المدارس الخاصة، ونفَّذ من خلال مع آخرين عددًا من الفعاليات منها الإضراب الذي خاضته نقابة العاملين في جامعة بيرزيت واستمر لمئة يوم.
ساهم عساف في تأسيس “القيادة الوطنية الموحدة” بداية الانتفاضة الأولى، وطارده الاحتلال بين عامي 1990-1991، وصدر بحقه قرارًا بالإبعاد خارج فلسطين، كما نشط في حركة الدفاع عن المعلمين الحكوميين بعد تأسيس السلطة الفلسطينية، فاعتقل من قبلها عام 1997 لمدة أسبوعين، وفي عام 2000 أعيد اعتقاله لمدة خمسين يومًا إثر مقابلة إذاعية مع راديو “الحب والسلام”، حمّل فيها السلطة الفلسطينية المسؤولية عن إضراب المعلمين، واتهم بوصف الرئيس الراحل ياسر عرفات بالفساد.
ينشط عساف في إطار اللجان المدافعة عن حق العودة، وحملة مقاطعة الاحتلال BDS، ومناهضة التطبيع، وحملات إنهاء الانقسام، كما أنه خاض الانتخابات التشريعية عام 2006 ولم يفز، في حين فاز بعضوية مجلس بلدي مدينة رام الله عام 2012. شارك عساف في العديد من المؤتمرات الفلسطينية والعربية والدولية المهتمة بالقضية الفلسطينية.
يكتب عساف المقالة السياسية، ويستضاف على الفضائيات والإذاعات للحديث حول مستجدات القضية الفلسطينية، وصدر له العديد من المؤلفات منها: حركة معلمي المدارس الحكومية في الضفة 1967-2000، والديمقراطية الفلسطينية بين الخطاب والممارسة 1994-1993، والديمقراطية في ظل السلطة.
يتبنى عساف الأيديولوجية الماركسية، ويصنف نفسه على أنَّه معادٍ للسياسات الليبرالية والحركة الصهيونية. يرى بأن المستقبل لصالح القضية الفلسطينية، خصوصا في ظل تراجع الهيمنة الأمريكية على العالم، وبروز أقطاب أخرى كالصين وروسيا وسياسات ترامب الجديدة، بالإضافة للتحولات الإقليمية خصوصًا صمود سوريا وهزيمة محور دول الخليج، وإفلاس القيادة الفلسطينية الراهنة لا سيما قيادات أوسلو الذي من شأنه فتح الطريق أمام بروز قوى جديدة جذرية في الساحة الفلسطينية تعيد بناء المشروع الوطني وأدواته، ويعارض اتفاق أوسلو، ويرى بأنَّه النكبة الفلسطينية الثانية، معتبرا أنه دشَّن نهاية المشروع الوطني وتراجع دور اليسار، وضَرَبَ القيم الفلسطينية، وحوَّل النضال الفلسطيني إلى إرهاب، ومهد لتطبيع العرب مع الاحتلال، وتوسع الاستيطان، وحصل الاحتلال على اعتراف فلسطيني بحق دولته في الوجود وحفظ أمنها، ويرى بأن من أسباب الانقسام عدم قبول حركة فتح بنتائج الانتخابات وتداول السلطة، والإصرار على نَفَسَ الهيمنة، إضافة إلى العقلية الشمولية لدى حركة حماس، واستعجالها في قرار الحسم العسكري، فنشأ لدى الطرفين مصالح شخصية وفئوية تعيق تحقيق المصالحة، ويعتقد أن إنهاء الانقسام يتطلب ضغطا شعبيا في الضفة وغزة يفوق الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على طرفي الانقسام، بالإضافة لتفعيل دور القوى الأخرى بما فيها الجهاد الإسلامي واليسار للمشاركة ومغادرة موقع المتفرج، ويؤمن عساف بحق الشعب الفلسطيني في ممارسة المقاومة لانتزاع حقوقه، ومنها المقاومة المسلحة التي أجازتها الأمم المتحدة، بالإضافة للأشكال الأخرى مثل المقاطعة، والمقاومة الشعبية، والانتفاضة.